ساندوتش‭‬‮ «‬الفول‭ ‬والطعمية‮» ‬‭‬يودع‭ ‬الغلابة

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم‭ ‬عودة‭ ‬الاستيراد‭ ‬واستقرار‭ ‬الأسواق‭ .. ‬مازالت‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع

الأربعاء 15/مايو/2024 - 06:43 م 5/15/2024 6:43:04 PM
بوابة الوفد الإلكترونية


أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬مصرون‭ ‬على‭ ‬المغالاة.. ‬ والرقابة‭‬‮ «‬فريضة‭ ‬غائبة‮»‬
 


الفول‭ ‬والطعمية‭ ‬ليسا‭ ‬مجرد‭ ‬سلعاً‭ ‬عادية،‭ ‬ولكنهما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصريين‭ ‬سلعة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬فهما‭ ‬أساس‭ ‬وجبة‭ ‬الفطور‭ ‬والعشاء‭ ‬لأسر‭ ‬كثيرة،‭ ‬والغداء‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬وهما‭ ‬مؤشر‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فحينما‭ ‬كانت‭ ‬أسعارهما‭ ‬فى‭ ‬متناول‭ ‬يد‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬لم‭ ‬يشعر‭ ‬الكثيرون‭ ‬بارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬وصل‭ ‬حتى‭ ‬للفول‭ ‬والطعمية،‭ ‬شعر‭ ‬المواطن‭ ‬وقتها‭ ‬بلهيب‭ ‬الأسعار‭ ‬الحقيقى،‭ ‬فهما‭ ‬بديل‭ ‬اللحوم‭ ‬و‮«‬مسمار‭ ‬البطون‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليهما‭ ‬الكثيرون،‭ ‬وهما‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬المصريين‭ ‬ضد‭ ‬الجوع‭.

ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬الموانئ‭ ‬وانخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬عما‭ ‬قبل،‭ ‬خاصة‭ ‬أسعار‭ ‬الزيوت‭ ‬والفول‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬بائعى‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية‭ ‬ما‭ ‬زالوا‭ ‬مصرين‭ ‬على‭ ‬البيع‭ ‬بالسعر‭ ‬القديم،‭ ‬مبررين‭ ‬ذلك‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الزيت‭ ‬والفول‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المستلزمات‭ ‬الضرورية‭ ‬لإنتاج‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
فخلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬أعلنت‭ ‬الحكومة‭ ‬عن‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬7‭ ‬سلع‭ ‬أساسية‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬منها‭ ‬الزيت،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬تخفيض‭ ‬الأسعار‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬غرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الحبوب‭ ‬باتحاد‭ ‬الصناعات‭ ‬المصرية،‭ ‬استمرار‭ ‬تخفيض‭ ‬سعر‭ ‬الدقيق‭ ‬للمخابز‭ ‬السياحية‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬سعر‭ ‬الطن‭ ‬16‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬يتراوح‭ ‬سعره‭ ‬بين‭ ‬21‭ ‬ألفاً‭ ‬و22‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عما‭ ‬أكده‭ ‬حاتم‭ ‬النجيب،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفاكهة‭ ‬باتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية،‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الخضراوات‭ ‬مثل‭ ‬الطماطم‭ ‬والبطاطس‭ ‬حيث‭ ‬يتراوح‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬البطاطس‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬و15‭ ‬جنيهاً‭ ‬حسب‭ ‬المنطقة‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬تباع‭ ‬بـ30‭ ‬جنيهاً،‭ ‬بينما‭ ‬تتراوح‭ ‬أسعار‭ ‬الطماطم‭ ‬بين‭ ‬8‭ ‬و12‭ ‬جنيهاً‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭.‬
ورغم‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬أسعار‭ ‬المنتج‭ ‬النهائى‭ ‬الذى‭ ‬يهم‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬طبقاتهم،‭ ‬وهو‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية‭ ‬مرتفعة،‭ ‬فسعر‭ ‬طن‭ ‬الفول‭ ‬البلدى‭ ‬رفيع‭ ‬الحبة‭ ‬يصل‭ ‬على‭ ‬46500‭ ‬جنيه،‭ ‬أما‭ ‬سعر‭ ‬الكيلو‭ ‬فيتراوح‭ ‬بين‭ ‬47‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيهاً‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬ويتراوح‭ ‬سعر‭ ‬لتر‭ ‬زيت‭ ‬القلي‭- ‬المستخدم‭ ‬فى‭ ‬الطعمية‭- ‬بين‭ ‬60‭ ‬جنيها‭ ‬و92‭ ‬جنيهاً‭.‬
بينما‭ ‬يتراوح‭ ‬سعر‭ ‬ساندوتش‭ ‬الفول‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و10‭ ‬جنيهات،‭ ‬وساندوتش‭ ‬الطعمية‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬7‭ ‬و10‭ ‬جنيهات،‭ ‬أما‭ ‬ساندويتش‭ ‬البيض‭ ‬فيبدأ‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬جنيهات‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬16‭ ‬جنيهاً،‭ ‬وساندوتش‭ ‬البطاطس‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬7‭ ‬و13‭ ‬جنيهاً‭ ‬فى‭ ‬المحال‭ ‬الكبرى‭.‬
وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬جريمة‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى،‭ ‬فالعامل‭ ‬‮«‬الشقيان‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتناول‭ ‬فطوره‭ ‬بعشرين‭ ‬جنيهاً‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬أصبح‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬جنيهاً‭ ‬له،‭ ‬والأسرة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أفراد‭ ‬تحتاج‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬جنيه‭ ‬لتناول‭ ‬فطوراً‭ ‬بسيطاً‭ ‬من‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬عبئاً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬الأسر‭ ‬التى‭ ‬يمكنها‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬اللحوم،‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية‭.‬
وتعليقاً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬اللواء‭ ‬دكتور‭ ‬أحمد‭ ‬توفيق،‭ ‬أستاذ‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات،‭ ‬إن‭ ‬أطراف‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬هم‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفيذى‭ ‬للدولة‭ ‬والتجار‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬والمواطنون،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬دور‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ولعل‭ ‬دور‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرقابية‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬شن‭ ‬حملات‭ ‬مفاجئه‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬بصفة‭ ‬مستمرة‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬أداء‭ ‬واجب‭ ‬فى‭ ‬أيام‭ ‬محددة‭.‬

761.jpg


وشدد‭ ‬أستاذ‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬مشددة‭ ‬مع‭ ‬المخالفين‭ ‬لكى‭ ‬يكونوا‭ ‬عبرة‭ ‬ومثلاً‭ ‬لباقى‭ ‬التجار،‭ ‬ويفضل‭ ‬وضع‭ ‬نقاط‭ ‬ثابتة‭ ‬للمراقبة‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬الكبيرة،‭ ‬مع‭ ‬عمل‭ ‬خط‭ ‬ساخن‭ ‬للجمهور‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التحرك‭ ‬الفورى‭ ‬والاستجابة‭ ‬لأى‭ ‬بلاغ‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مصداقية‭ ‬وتفاعل‭ ‬حقيقى‭.‬
وتابع‭: ‬بالنسبة‭ ‬للمواطنين‭ ‬فعليهم‭ ‬تفعيل‭ ‬حملات‭ ‬المقاطعة‭ ‬للمتاجر‭ ‬الجشعة‭ ‬وللسلع‭ ‬الغالية،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬المتاجر‭ ‬التى‭ ‬خفضت‭ ‬الأسعار‭ ‬حتى‭ ‬يقبل‭ ‬عليها‭ ‬الجمهور‭.‬
أما‭ ‬التجار‭ ‬فيجب‭ ‬عليهم‭ ‬التعامل‭ ‬بمبدأ‭ ‬بيع‭ ‬كثير‭ ‬ومكسب‭ ‬قليل‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬المتاجر‭ ‬الانجليزية،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬المغالاة‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬واستغلال‭ ‬الظروف،‭ ‬وبالعكس‭ ‬يمكن‭ ‬للمتاجر‭ ‬التى‭ ‬تخفض‭ ‬الأسعار‭ ‬أثناء‭ ‬الأزمة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مكسبها‭ ‬أكبر‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬المبيعات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تخفيضاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬وليس‭ ‬وهمياً‭.‬
وأضاف‭ ‬أستاذ‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬أن‭ ‬حملات‭ ‬الردع‭ ‬للتجار‭ ‬الجشعين‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬التى‭ ‬تظهر‭ ‬للرأى‭ ‬العام‭ ‬بشكل‭ ‬عملى‭ ‬أنها‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الأفضل‭ ‬للمواطنين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والحكومة‭.‬
وأشار‭ ‬أستاذ‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معاقبة‭ ‬التجار‭ ‬الجشعين‭ ‬والإعلان‭ ‬عنها‭ ‬فى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والسوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬تخلق‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬لغيرهم‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الذين‭ ‬يواصلون‭ ‬ألاعيبهم‭ ‬الشيطانية‭ ‬مع‭ ‬الأسواق‭ ‬دون‭ ‬مراعاه‭ ‬للوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬منظومة‭ ‬إدارة‭ ‬اى‭ ‬أزمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬متكاملة‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬حتى‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬النجاح‭ ‬والفاعلية‭.‬

صنع‭ ‬الثروات‭ ‬من‭ ‬الأزمات

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬السيد‭ ‬خضر،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شعار‭ ‬التجار‭ ‬المصريين‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬هو‭ ‬صنع‭ ‬الثروات‭ ‬فى‭ ‬الأزمات،‭ ‬واستغلال‭ ‬المواطن‭ ‬استغلالاً‭ ‬مفرطاً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭ ‬وعدم‭ ‬الاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬التخفيض،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬الداخلية،‭ ‬وبالتالى‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬قوانين‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬والتجار‭ ‬الجشعين‭ ‬لمنع‭ ‬الاحتكار‭ ‬ورفع‭ ‬السلع‭ ‬وبالتالى‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬الغنيمة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المحتكرين‭ ‬ومستلغى‭ ‬الأزمات‭.‬

763.jpg
الدكتور‭ ‬السيد‭ ‬خضر ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى


وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية‭ ‬كأى‭ ‬سلعة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬تتأثر‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل‭ ‬منها‭: ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬العالى‭ ‬على‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصرى،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬الكمية‭ ‬المتوافرة‭ ‬محدودة،‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬الارتفاع،‭ ‬أيضاً‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬مثل‭ ‬تكاليف‭ ‬العمالة‭ ‬والأسمدة‭ ‬والمياه،‭ ‬فأى‭ ‬زيادة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬التكاليف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تكاليف‭ ‬التوزيع‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التوزيع‭ ‬والنقل‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬تكاليفها،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تكاليف‭ ‬النقل‭ ‬مرتفعة‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تأخير‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التوزيع،‭ ‬فقد‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الفول‭ ‬والطعمية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد‭ ‬يؤثر‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬استيراد‭ ‬الفول،‭ ‬لذلك‭ ‬تتأثر‭ ‬الأسعار‭ ‬بتقلب‭ ‬السوق‭ ‬العالمى‭ ‬وتكاليف‭ ‬الاستيراد،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تغيرات‭ ‬الأسعار‭ ‬المحلية‭.‬
ونوه‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى‭ ‬بدور‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تبنى‭ ‬سياسات‭ ‬لتشجيع‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى،‭ ‬وتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬والدعم‭ ‬للمزارعين،‭ ‬وتحسين‭ ‬عملية‭ ‬التوزيع‭ ‬والتخزين،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬الحكومة‭ ‬بتحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأعلى‭ ‬لأسعار‭ ‬الفول‭ ‬ومراقبة‭ ‬السوق‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬المضاربة‭ ‬والتلاعب،‭ ‬أيضاً‭ ‬تحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأعلى‭ ‬للأسعار،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومة‭ ‬بتحديد‭ ‬حد‭ ‬أعلى‭ ‬لأسعار‭ ‬المنتج‭ ‬النهائى‭ ‬مثل‭ ‬ساندوتشات‭ ‬الفول‭ ‬والفلافل،‭ ‬وتحدده‭ ‬رسمياً،‭ ‬وتحدد‭ ‬الأسعار‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تحليل‭ ‬للتكاليف‭ ‬والأرباح‭ ‬المعقولة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المحلات،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬المحال‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬التزامها‭ ‬بتلك‭ ‬الأسعار،‭ ‬ورصد‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬جهاز‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬والجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬بمراقبة‭ ‬الأسواق‭ ‬والمحال‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬مخالفات‭ ‬فى‭ ‬التسعير،‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬أى‭ ‬مخالفات،‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬اللازمة‭.‬
يأتى‭ ‬ضمن‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬الواجب‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬والاستمرار‭ ‬عليها‭ ‬بحسب‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬توفير‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬حيث‭ ‬تتدخل‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬لتوفير‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬الفلافل‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬الغذائية،‭ ‬ويتم‭ ‬هذا‭ ‬بتخصيص‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬الفول‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بأسعار‭ ‬مخفضة،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للحكومة‭ ‬تشجيع‭ ‬زراعة‭ ‬الفول‭ ‬المحلى‭ ‬وتوفير‭ ‬التمويل‭ ‬والدعم‭ ‬للمزارعين،‭ ‬ما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬المحلى‭ ‬وتخفيض‭ ‬تكاليف‭ ‬الإنتاج‭ ‬وبالتالى‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الفلافل،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬هذه‭ ‬الآليات‭ ‬إلى‭ ‬ضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬ومنع‭ ‬الغلاء‭ ‬المفرط‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬الداخلى،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المحال‭ ‬الغذائية،‭ ‬وأضاف‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬تخفيض‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬الفلافل‭ ‬يتطلب‭ ‬تعاوناً‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬وأصحاب‭ ‬المحال‭ ‬ومراعاة‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭.‬
واختتم‭ ‬خضر‭ ‬كلامه‭ ‬قائلاً‭: ‬يجب‭ ‬معاقبة‭ ‬المحلات‭ ‬التى‭ ‬تخالف‭ ‬الأسعار‭ ‬المحددة‭ ‬وفقاً‭ ‬للتشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭ ‬وتشمل‭ ‬العقوبات‭ ‬الغرامات‭ ‬المالية‭ ‬التى‭ ‬تختلف‭ ‬وفقاً‭ ‬لتصنيف‭ ‬المخالفة‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬المستهلكين،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬المحل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬استمرار‭ ‬المخالفات‭ ‬وتكرارها،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الإغلاق‭ ‬لفترة‭ ‬محددة،‭ ‬ويتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬رسمى‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬الجهة‭ ‬المختصة،‭ ‬ويصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬التراخيص‭ ‬والتصاريح‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬تكرار‭ ‬المخالفات‭ ‬الجسيمة‭ ‬وعدم‭ ‬الامتثال‭ ‬للقوانين‭ ‬والتشريعات،‭ ‬والمنع‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬التجارى،‭ ‬وفى‭ ‬حالة‭ ‬تورط‭ ‬المحل‭ ‬فى‭ ‬مخالفات‭ ‬جسيمة‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭ ‬أخرى،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬ضد‭ ‬المحل‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬للمحاكمة‭.‬

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق