محمد محمد مستجاب: «جميلات خارج الشاشة» يعبر عن رؤيتي لزوايا الفن السينمائي

الشروق نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حوار- آية السمالوسي:
نشر في: الجمعة 17 مايو 2024 - 6:46 م | آخر تحديث: الجمعة 17 مايو 2024 - 6:47 م

مستجاب: الفن شئ تراكمي والممثل يضيف لمن سبقه ولا يطيح به

فشلي أن أصبح ممثل جعلني أكتب عما أراه في "غزل سينمائي"

على الرغم من سيطرة المنصات الرقمية الحديثة، إلا أن السينما تظل مصنع الخيال الأول للكتاب، ومن هذا المنطلق يبحر بنا الكاتب محمد محمد مستجاب، في كتابه "غزل سينمائي" الصادر عن دار الشروق، في رحلة ساحرة عبر صفحات هذا الكتاب، حيث يرسم لنا لوحات فنية ساحرة لنجمات السينما من مختلف الأجيال، يمزج مستجاب ببراعة بين الواقع والخيال، مبرزا سماتهن الفنية والجسدية بأسلوب مشبع بالصور الإبداعية المبهرة، ويضم الكتاب 21 فصلا حافلا بالمعاني والدلالات، ليكشف لنا عن عمق مشاعر الكاتب وتقديره لما يتعلق بفن السينما، حيث كان للشروق هذا الحوار مع محمد محمد مستجاب وارث صنعة الأدب عن والده الكاتب الكبير الراحل محمد مستجاب. يكتب الرواية والقصة والسيناريو والمقال النقدي بنفس البراعة فنال جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة – قسم الإعداد المسرحي عن نص رواية (مستجاب الفاضل) لعام 2007 ثم فائز بمسابقة نادي القصة لعام 2007 عن قصتي (المجد – الأريكة).

كما حصل على جائزة إحسان عبد القدوس في القصة القصيرة عن قصة (التتار) لعام 2008. ثم جائزة –اتحاد كتّاب العرب - القصة عن مجموعة قصص (وصايا غير معلنة) 2008 وجائزة هيئة قصور الثقافة في القصة القصيرة عن مجموعة قصص (ثعبان يبحث عن مشط) لعام 2008. كما نال جائزة أحسن سيناريو في مسابقة عبد الحي أديب بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لعام 2009 عن سيناريو فيلم (حلم حمادة وميمي). وجائزة يوسف ابورية للرواية الدورة الأولي لعام 2010 ثم جائزة إحسان عبد القدوس في الرواية عن عام 2012. وأخيراً حاصل على جائزة فلسطين الدولية للرواية "غسان كنفاني" للسرد القصصي الدورة الأولى عام 2012 عن رواية "قرية ليس بها رجل".

متى وكيف بدأت فكرة الكتاب والكتابة عن الفنانات بهذا الشكل؟

لا أعرف بالتحديد متي حدث ذلك، لكني أتذكر جيدًا أنني كتبت عرض بسيط عن رؤيتي للفنانة سوسن بدر، وكان العنوان "كأس مارتيني معتق"، ووجدت صداه على صفحتي في الفيسبوك، لدرجة أن بعض الكاتبات شعرن بالغيرة منها، واتذكر انني التقيت بكاتبة كبيرة ووجدتها حافظة مدخل أو مقدمة هذا المقال، وكيف انك عبرت أو شاهدت سوسن بدر من الداخل، وكنت حينها ابحث عن الأنثي التي عبرت عنها السينما، وكيف أن السينما أصبحت لها النموذج في كل الأشكال الأنثوية، ربما ملتصق هذا بالواقع أو بعيدًا عنه، مثل شخصية "روقة" للفنانة نورا وما أحدثته من انقلاب حينها وحتى الآن، كذلك بعض الفنانات شعرت معهن ليس بالحب فقط، بل بحالة من الصداقة انتقلت لتصبح قصة حب بيني وبينها، سواء كانت هذه الممثلة تحمل ملامح بنت الجيران التي احببتها أو صديقتي وحبيبتي في الجامعة وبالتالي فأنا أكتب بحب عنهن، حتى في كراهيتي لهن، أو رعبي منهن اكتب بحب مثل زوزو شكيب أو عايدة عبد العزيز أو ملك الجمل، عبرن عن الانثي التي اخشاها.

ما هو تصنيفك للكتاب هل هو نقد فني أم فن البورترية الشخصي؟

يجب أن أذكر في البداية أن هذا الكتاب أساسه عند أبي، أي رؤيتي للأشياء أو للفن السينمائي، وعندما بدأت اقرأ استاذنا الراحل "رؤوف توفيق" وجدت مدرسة أخرى في الكتابة السينمائية، كتابة ناعمة وحقيقية، حتى لو كنت ما قرأته له هو عن أفلام أجنبية، وبالتالي فتح لي زاوية أخرى، وانتبهت لحبي للسينما كما أن فشلي في أن أصبح ممثل جعلني اكتب عما أراه، حتى لو كانت كتابات قليلة لكنها بعيوني وبرؤيتي الخاصة، لذا فأنا لا أستطيع أن أقول نقد فني أو بورترية شخصي.

وذلك لأن النقد السينمائي لدينا في أزمة كبيرة بسبب الإيجاب أو الرفض، لكن التحليل السينمائي للمشاهد فهذا نادرًا، كما أتذكر أن صفحة الفن في جريدة الأهرام والتي كان يكتبها الفنان سعيد عبد الغني كل يوم اثنين، كنت مغرمًا بها، ومغرمًا بتلك الكتابة عن الأفلام، لكن الكتابة عن الشخصيات السينمائية جاءت عندما شعرت بأننا آخر جيل يعلم ماضيه جيدًا، ربما لوجود هجمة كبيرة في السنوات الأخيرة على الأفلام الغربية، وبالتالي فإنني وجدت جيل يعرف ميريل ستريب ولا يعرف ملك الجمل، وجيل يعرف ميج ريان ولا يعرف نورا أو زوزو شكيب.. وهذا ضايقني جدًا. فهن أساس في حياتي ويجب أن أدافع عنهن– بحب – عما يطمس عبقريتهن ومميزاتهن.

دائما ما يكون التغزل في الفنانات الحسناوات البطلات أو الفيديتات بلغة السينما، لكنك تغزلت في فنانات الأدوار الثانوية، لماذا كتبت عكس السائد؟

كما قلت أنا أبحث عن الأنثى، بعدها الأنثى التي عبرت عن شريحة أو طبقة اجتماعية أو عن أزمة حدثت، فلم أكن مهتم بأن اكتب عن فاتن حمامة أو ماجدة أو نادية الجندي أو نبيلة عبيد، فقد كتب عنهن كثيرًا، كما أنهن لم يثيروا حماسي للكتابة من تلك الزاوية، ربما لم أجد فيهن ما أريده، لكن مثلا انتصار عبرت عن الأنثى المطحونة بطريقة لافتة في فيلم واحد صفر، أو ملك الجمل ورعب نظراتها وغيرتها وحقدها الدفين، أما زوزو شكيب الانثى الهانم التي يقف العالم على صدرها أو تطيح به بنظرة من عيونها، هكذا رأيت هؤلاء، وهكذا أحببتهن.

لم تكن كتابتك نوستالجيا فقط على فنانات الزمن الجميل أو جيل الوسط أو ترحم على هذا الزمن الفائت بل ذكرت أيضًا الأجيال الشابة برأيك ما هو وجه الاختلاف والاتفاق؟

الفن شيء تراكمي، وهذا لا نضعه في الاعتبار، فلا شيء يحدث هكذا، ولا يوجد شيء خارج الصندوق، بمعني أن فاتن حمامة سنجد لها إمتداد في نيللي كريم، وأنا لست ضد التشبيهات، ولكن أنا اشعر بأن كل ممثل يأتي ليضيف لا ليطيح بما سبق، وبالتالي أنا أريد أن تصبح الكتابة حقيقية عن هؤلاء سواء جدد أو قدماء، فيجب أن نشجعهن ونُلفت الإنتباه لهن، مثل منه شلبي أو دنيا سمير غانم التي سعدت جدًا عندما كتبت عنها أو انتصار التي خجلت جدًا، وشعرت بأنها تفعل شيء لم تنتبه له، وبالتالي أضافت الجديد، وهذا من حقهن، بعيدًا عن ارض الزعاق أو المكياج الفاقع أو التشبيهات الكارثية التي لا تفيد الفن.

وإذا كنت من عشاق الماضي أو النوستالجيا، لكن بعض الأصدقاء نبهوني أن اكتب عن الأجيال الجديدة، وإحدى الكاتبات – قالت لي – هو إنت لازم تكتب عن الأموات، وهي الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، مع العلم أنها كانت تنتقد كتابتي هذه لأنها تعلم أسرار عن حياة هؤلاء الفنانات، لكني اكتب من رؤيتي أنا وكيف شاهدتهن.

كيف وازنت بين الخيال الخصب فى وصفك لهن وبين الحقيقة.. جاء كلاهما متضافران؟

لن تصدقي التعب الكبير الذي كنت اتعبه لكتابة مقدمة كل فنانة، أن أجذب القارئ كما تجذبه هذه الممثلة على الشاشة، كما يجب أن تكون كلماتي صادقة، أي عندما يقرأ أي شيء المقدمة يقول صح أو خطأ، وهذه ازمة الآن أو سطرين يجب أن يكونا حقيقين، بعد ذلك شخصية الفنانة تفتح لي السكة لرؤيتها أو كيف رأيتها، فكل مرة أشاهد أي ممثلة تقدم لي ملاحظة جديدة، مثلما فعلت معي شويكار، ما بين شقاوتها على المسرح، على دورها المحبوب الخطير في "دائرة الانتقام" ثم دورها العظيم في " أمريكا شيكا بيكا، ولا أنسي دورها مثلًا في السقا مات، أنا هنا لا أرصد تاريخ أنا أرصد أنثى حقيقية في أفلام حقيقية وعبرت عن نساء حقيقيات أو مواقف ودراما حقيقية.

اللغة جاءت ما بين كونها فصيحة بشكل ملحوظ، إلا أنها سلسلة جدا، ما هي رؤيتك للغة في كتاباتك؟

لدي ازمة مع اللغة، لذا أتعب في الوصف، ولا استطيع أن أهبط لمستوى كتابة دارجة أو عامية، أنا اريد أن أحلق باللغة كما حلقت بهؤلاء النجمات، اللغة بطل في الكتاب، هي التي جعلتني ألعب بهن، مثلاً عندما أقول شويكار لديها سيقان يجب أن توضع في متحف أو ميدان عام، هذا دلال وغزل و رؤية، وكان يمكن أن أهبط لكتابة – برنو- مثلا، وانا لا أعرف ذلك، فأنا ابن محمد مستجاب، وعيب علي أن أدمر اللغة وأهبط بها.

متى بدأت رحلتك فى الكتابة والشغف بها؟ هل يمكن أن تحدثنا عن قادم أعمالك؟

فكرة الكتابة جاءت متأخرة لدي، أي انني لم استطيع أن اقدم شيء أثناء حياة أبي، كنت أود أن ادخل معهد الفنون المسرحية وفشلت، ففكرت في كتاب السيناريو وذاكرته، لكني فشلت في إيصال إنتاجي للشاشة، رغم حصولي على عدة جوائز في السينما منها جائزة عبد الحي اديب وممدوح الليثي بمهرجان الأسكندرية السينمائي، وهذا كان عشقي: كتابة السيناريو، لكن باب الكتابة فتح سواء مقال أو قصة أو مسرح أو أطفال، فلم أعد أخشي الكتابة، لكني أخشي على اسمي بقوة، وأحاول أن أطوره وأنميه، وإن كنت تأخرت في مجال السرد الروائي نظرًا لظروف ممرت بها، إلا أنني أحاول أن أستعيد بعض من حماسي لكتابة رواية جديدة. كما أفكر في كتابة مسلسل، أم وصوله للشاشة فهو أمر ليس بيدي وحدي، وإن كنت أحاول بإصرار.

يوجد جزء آخر من الكتاب، ولكنه عن موضوعات وليس عن الفنانات أي أنني اتحدث عن كيف عبرت السينما عن الموت، أو طرق فريدة للموت، أو الأب في السينما، وأتمني أن يصدر عن دار الشروق أيضًا، وهو تحليل لأفلام وفنانين مع التعبير عن رؤية كل فيلم او مرحلة ظهر بها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق