باحثون شباب يستعدون لتطوير مشغل ذكاء اصطناعي باللهجة الدارجة المغربية

هسبريس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلق فريق 1337 النسخة الثانية من “الهاكاثون” المسمى “ثينك إي آي” Think AI، الذي تمكن من استقطاب 144 مرشحا، تم اختيار 25 فريقا منهم. ويضم كل فريق ثلاثة مرشحين على الأقل. واقترح الفريق مواضيع آنية على الفرق المتنافسة، همت الوضعية الحالية للمغرب والتحديات التي يواجهها مثل مشكل الإجهاد المائي، والمحافظة على التراث المغربي، والاستعداد لتنظيم المحافل الرياضية الكبرى (مونديال 2030).

وكشف اللقاء التأطيري مع الفرق المشاركة في النسخة الثانية من “الهاكاثون”، المنظمة برحاب مدرسة 1337 بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، عن مشروع لتطوير مشغل ذكاء اصطناعي باللهجة الدارجة، يعمل عليه الفريق المنظم منذ مدة، وهو يمثل قفزة نوعية في استخدام هذه التكنولوجيا بالمملكة. ويمكن استغلال المشغل الجديد في الاستفادة من الخدمات البنكية، وقضاء المصالح بالإدارات العمومية، وكذا تمكين المواطنين والمستهلكين من التغلب على حاجز اللغة والمعرفة عبر توجيه أوامر صوتية إلى المشغل قبل الحصول على الخدمة المطلوبة بشكل فوري.

وعرف اللقاء ذاته توجيه أعضاء فريق 1337، بشراكة مع جمعية “رياضيات المغرب”، الفرق المتنافسة إلى العمل على مشاريع للذكاء الاصطناعي تهم المواضيع المشار إليها، حيث تم تخصيص مراقب Monitor لفائدة كل فريق بغية القيام بمهام الإشراف والمواكبة، وتقديم الدعم اللازم، خصوصا ما يتعلق بالشق التقني الذي يهم قواعد البيانات وكيفية استغلال “اللوغاريتمات”.

الذكاء الاصطناعي

وأكد المشاركون في اللقاء التأطيري لـ”الهاكاثون” على أهمية تبادل الخبرات والمهارات والتشبيك بين أفراد الفرق والمراقبين والمؤطرين بغية تطوير مشاريعهم، واختيار حالة أقرب إلى الحقيقة use case من أجل اكتشاف مجالات استخدام عملية للذكاء الاصطناعي، والتعمق في هذه التكنولوجيات، التي ما زالت فتية في المغرب والخارج، وهو الأمر الذي أكده عبد الحكيم بن الأشهب، باحث في سلك الدكتوراه بجامعة السوربون وعضو جمعية “رياضيات المغرب”، مشيرا إلى أنه جاء من فرنسا إلى المملكة، على غرار عدد من المؤطرين، من أجل نقل ما اكتسبه من معرفة إلى الجيل الجديد من الباحثين، في أفق الانتقال بهذه التكنولوجيا إلى مستوى آخر بالمملكة.

وأضاف ابن الأشهب، في تصريح لهسبريس على هامش اللقاء، أن النسخة الثانية من “الهاكاثون” تبنت مفهوم “الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدمة المغرب والمغاربة”، حيث تم بخلاف النسخة السابقة تحديد مجالات للاشتغال تتسم بالآنية والجدية، خصوصا ما يهم الجفاف والإجهاد المائي و”زلزال الحوز” وكذا التحضيرات لاستضافة “مونديال 2030″، مبرزا أن هذا النوع من التكنولوجيا الجديدة يعرف حركية كبيرة على مستوى البحث والتطوير عبر العالم، مما يفرض مواكبة هذه التحولات من خلال تنظيم مثل هذه المبادرة.

وعلى مدى ثلاثة أيام كرس شباب موهوبون، بتأطير من فريق 1337 وجمعية “رياضيات المغرب”، وقتهم لابتكار حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد وفر “الهاكاثون” للطلاب منصة يمكن من خلالها عرض مهاراتهم، واستلهام المعرفة من الخبراء وزملائهم لتصور مشاريع ملموسة ذات تأثير واضح على بلدهم، حيث يساهم هذا الحدث في تكوين جيل جديد من القادة التكنولوجيين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل في المغرب.

مواهب واعدة

وسلط “هاكاثون” الذكاء الاصطناعي التوليدي الضوء على مواهب واعدة في مجال البحث والتطوير بالتكنولوجيا الجديدة، وأكد أهمية تبادل المعارف والخبرات بين الجيل الجديد من الباحثين من أجل تطوير مسارهم البحثي، وتحويل أفكارهم ومشاريعهم إلى واقع ملموس، من خلال برامج عملية ومقاولات ناشئة، ستساهم فيما بعد في تكريس مكانة المغرب إقليميا ودوليا في هذا المجال، الذي أصبح يدخل في مجموعة من الصناعات، ويركز على كفاءة العنصر البشري وتوفر قواعد البيانات اللازمة بغية تسهيل تفعيل الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة من خدماته.

من جانبه قال محمد بودرى، رئيس جمعية “رياضيات المغرب”، إن “الرياضيات تمثل مظلة العلوم، ودور الجمعية تجاوز مساندة ودعم الفريق الوطني في الأولمبياد العالمي للرياضيات إلى مواكبة وتأطير المواهب الشابة بشراكة مع فريق 1337 من أجل تنفيذ مشاريع في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي يرتبط في شقه العملي بـ”اللوغاريتمات” والأرقام، التي تتيح بلوغ برمجة تمكن من التعرف على المعطيات المطلوبة من قبل المشغل، واستخلاصها من قواعد البيانات الضخمة”. وأبرز، في تصريح لهسبريس، أن توفر البيانات يشكل عائقا بالنسبة إلى الباحثين.

فيما أشار خالد بنليزيد، عضو فريق 1337، إلى أن “المشروع الذي يشتغل عليه رفقة رئيس الفريق، ويهم تطوير مشغل ذكاء اصطناعي باللهجة المغربية الدارجة، يفترض إحداث قواعد بيانات مهمة بالدارجة، وهذا الأمر غير المتاح حاليا، باعتبار أن البيانات المتداولة متوفرة باللغتين الفرنسية والإنجليزية”، مشددا، في تصريح لهسبريس، على أهمية المشغل الجديد في تسهيل حياة عدد كبير من المواطنين، من خلال تمكينهم من مجموعة من الخدمات مثل الارتفاق بالبنوك والإدارات العمومية والخاصة، حيث سيتيح لهم الحصول على ما يطلبونه انطلاقا من طلبات وأوامر مسموعة موجهة إلى المشغل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق