تويوتا تواجه دعوى قضائية بـ 5.7 مليار دولار بتهمة الاحتيال المنظم

تواجه شركة تويوتا اليابانية العملاقة تحديًا قانونيًا كبيرًا في الولايات المتحدة، حيث رُفعت ضدها دعوى قضائية جماعية تطالب بتعويضات مالية ضخمة تصل إلى 5.7 مليار دولار أمريكي، وتأتي هذه المطالبة على خلفية اتهامات بـ “الاحتيال المنظم” والتستر على عيوب خطيرة في سياراتها التي تعمل بخلايا الهيدروجين من طراز “ميراي”.

###

اتهامات خطيرة تطال تويوتا بالتستر على عيوب تهدد السلامة

تستند الدعوى القضائية، التي قُدمت في ولاية كاليفورنيا، إلى مزاعم بأن الشركة تعمدت إخفاء مشكلات تتعلق بسلامة نظام الهيدروجين المستخدم في سيارات “ميراي”، الأمر الذي أدى، وفقًا للشكوى، إلى تلف ما يقرب من 75 سيارة نتيجة لتلوث وقود الهيدروجين المستخدم فيها.

ويؤكد ممثلو الادعاء، كما ورد في موقع Carscoops، أن هذه الحوادث المأساوية كان من الممكن تجنبها لو أن تويوتا التزمت بالشفافية الكاملة في الكشف عن المشكلات التقنية التي تعتري سياراتها، خاصة وأن الأمر يتعلق بشكل مباشر بسلامة وأمان الركاب.

الأمر الذي أثار أكبر قدر من الجدل، هو أن الدعوى القضائية وصفت ممارسات تويوتا بأنها ترقى إلى مستوى “جريمة منظمة” بموجب قانون RICO الأمريكي، وهو نفس القانون الذي يُستخدم عادة لملاحقة الشبكات الإجرامية المنظمة، مما يزيد من خطورة الاتهامات الموجهة للشركة.

ويزعم مقدمو الدعوى أن تويوتا أدارت عملية ممنهجة لإخفاء العيوب والتقليل من شأن المخاطر المحتملة للهيدروجين على كل من المستهلكين والبيئة على حد سواء، مع الاستمرار في الترويج لسيارات ميراي باعتبارها “آمنة وصديقة للبيئة”، في تناقض صارخ مع الواقع.

###

رد تويوتا الأولي وموقفها من الاتهامات

حتى الآن، لم تصدر تويوتا ردًا رسميًا شاملاً يتناول تفاصيل الدعوى القضائية بشكل كامل، ومع ذلك، أكدت مصادر مقربة من الشركة أنها “تنفي تمامًا” ارتكاب أي مخالفات قانونية أو تعمد إخفاء أي معلومات جوهرية.

من المتوقع أن تبدأ الجلسات الأولية للمرافعات خلال الأسابيع القادمة أمام المحكمة الفيدرالية في ولاية كاليفورنيا، حيث سيتم النظر في مدى قانونية الدعوى وإمكانية قبولها كدعوى جماعية، وهو ما سيحدد مسار القضية.

###

تويوتا تحت الضغط ومستقبل الهيدروجين على المحك

تأتي هذه الأزمة في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لتويوتا، حيث تعتمد الشركة بشكل كبير على تكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجينية كأحد البدائل الواعدة للطاقة النظيفة في المستقبل، وذلك في مواجهة الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.

لكن هذه القضية قد تمثل ضربة قاسية لسمعة الشركة وتقويض جهودها في تعزيز ثقة السوق في هذه التقنية المبتكرة، خاصة إذا ثبتت صحة الادعاءات المتعلقة بإخفاء المعلومات أو تضليل المستهلكين، وهو ما قد يؤثر على مستقبل تكنولوجيا الهيدروجين بشكل عام.

الدعوى القضائية التي تطالب بتعويضات بقيمة 5.7 مليار دولار ليست مجرد نزاع قانوني عادي، بل قد تتحول إلى قضية فاصلة في مستقبل سيارات الهيدروجين، سواء بالنسبة لشركة تويوتا أو لصناعة السيارات اليابانية بأكملها.

تتجه الأنظار الآن إلى أروقة المحاكم الأمريكية، في انتظار ما إذا كانت الشركة ستتمكن من دحض هذه الاتهامات الخطيرة، أم أن القضية ستكشف عن خبايا جديدة تهز ثقة المستهلكين في واحدة من أكبر وأشهر علامات السيارات في العالم.