تستقطب المتاحف، بما هي وجهات ثقافية بارزة، أعدادًا هائلة من الزوار سنويًا من شتى أنحاء العالم، إذ تتعدى كونها مجرد صروح لعرض التحف الفنية، لتشكل نوافذ تطل على صفحات التاريخ الإنساني، وروائع الفنون، والتراث الحضاري العريق للشعوب، وعلى الرغم من الازدحام الذي قد يصادف الزائر، إلا أن التجربة تبقى فريدة ومفعمة بالإلهام، فالتجول بين أروقة تضم كنوزًا فنية وتحفًا نادرة، يمنح الزائر فرصة استثنائية لفهم الحضارات عبر مر العصور.
وقد اعتمدت هذه القائمة لأكثر المتاحف زيارة على بيانات موثوقة من صحيفة The Art Newspaper ومصادر متخصصة، تكشف عن المؤسسات التي تصدرت المشهد في عام 2024، وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ستة متاحف عالمية حققت أرقامًا قياسية في عدد الزوار.
متحف متروبوليتان للفنون – نيويورك
استقبل متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك أكثر من 5.73 مليون زائر خلال عام 2024، ليتربع على عرش المتاحف الأكثر زيارة في الولايات المتحدة، تأسس المتحف عام 1870، واحتوى في بداياته على 174 لوحة أوروبية فحسب، ولكنه اليوم يضم أعمالًا فنية لعمالقة الفن مثل فان جوخ، وبيكاسو، ومونيه، ولا يقتصر دوره على الفنون الجميلة فحسب، بل يضم أيضًا تحفًا أثرية مميزة، مثل معبد دندور المصري، الذي أعيد بناؤه داخل المتحف عام 1978.
المتحف الوطني الصيني – بكين
استقطب المتحف الوطني الصيني في بكين 6.3 مليون زائر في عام 2024، مع توقعات بوصول العدد الفعلي إلى حوالي 7 ملايين، يقع المتحف في قلب العاصمة بكين، بالقرب من المدينة المحرمة وميدان تيانانمين، ويحتوي على مجموعة ضخمة من الآثار التي تجسد تاريخ الصين العريق، ومن أبرز مقتنياته بدلة دفن ملكية مصنوعة من اليشم ومخيطة بخيوط ذهبية، تعود إلى أكثر من ألفي عام.
متحف التاريخ الطبيعي – لندن
جذب متحف التاريخ الطبيعي في لندن حوالي 6.3 مليون زائر في عام 2024، تأسس المتحف عام 1881 على يد العالم ريتشارد أوين، الذي صاغ مصطلح “الديناصورات”، يضم المتحف ما يقرب من 80 مليون قطعة، من بينها أول هيكل عظمي لديناصور الـ T. rex، بالإضافة إلى نسخ نادرة من كتاب داروين “أصل الأنواع”، كما يضم المتحف صخرة من القمر، أُهديت إلى المملكة المتحدة بعد رحلة أبولو الأخيرة عام 1972.
المتحف البريطاني – لندن
استقبل المتحف البريطاني في لندن حوالي 6.48 مليون زائر في عام 2024، افتتح المتحف أبوابه عام 1753، ويضم أكثر من ثمانية ملايين قطعة أثرية وفنية، من أبرز معروضاته حجر رشيد الشهير، وتمثال ضخم لرأس رمسيس الثاني، وتماثيل البارثينون من اليونان، وعلى الرغم من ثراء مجموعاته، يواجه المتحف جدلًا متواصلًا بسبب امتلاكه العديد من القطع التي يرى البعض أنها نُقلت من بلدانها الأصلية بطرق مثيرة للجدل.
متاحف الفاتيكان – مدينة الفاتيكان
استقطبت متاحف الفاتيكان 6.83 مليون زائر في عام 2024، على الرغم من أن عدد سكان الفاتيكان لا يتجاوز 800 نسمة، تضم متاحف الفاتيكان 26 متحفًا ومعرضًا، أشهرها كنيسة سيستين، التي تضم لوحة مايكل أنجلو الشهيرة “خلق آدم”، كما تحتوي على أعمال دافنشي ورافائيل، ومنحوتات يونانية قديمة، وآثار من عصر النهضة، مما يجعلها من أهم الوجهات الفنية والدينية في العالم.
متحف اللوفر – باريس
لا يزال متحف اللوفر في باريس يتربع على عرش المتاحف الأكثر زيارة في العالم، مسجلًا 8.74 مليون زائر في عام 2024، تأسس المتحف عام 1793، ويعرض اليوم أكثر من 35 ألف عمل فني، من أبرز مقتنياته لوحة الموناليزا، وتمثال فينوس دي ميلو، ونحت انتصار ساموثراس، وعلى الرغم من شعبيته الجارفة، يعاني اللوفر من مشكلة الاكتظاظ، حتى أنه اضطر في عام 2025 إلى إغلاق أبوابه مؤقتًا بسبب الإرهاق الذي أصاب موظفيه نتيجة للحشود الضخمة.
هذه المتاحف ليست مجرد أماكن لعرض التحف، بل هي مراكز ثقافية حيوية تساهم في إثراء المعرفة والفهم للتاريخ والفن، وتلعب دورًا هامًا في تعزيز السياحة الثقافية العالمية.