في لفتة إنسانية مؤثرة، خطفت المعلمة الأميركية الشهيرة راشيل أكورسو، المعروفة بتقديم محتوى تعليمي للأطفال، الأنظار في حفل جوائز “نساء العام” الذي أقامته مجلة “غلامور” المرموقة في فندق بلازا بمدينة نيويورك، وذلك بعد أن ارتدت فستانًا فريدًا من نوعه، مزينًا برسومات أبدعها أطفال من قطاع غزة.
وقد جاء هذا الظهور المميز خلال الحفل الذي كرمت فيه مجلة “غلامور” راشيل، ومنحتها لقب “امرأة العام 2025″، تقديرًا لدورها الفعال في مجال التعليم والطفولة، بالإضافة إلى جهودها الإنسانية المستمرة لدعم الأطفال المتضررين من النزاعات، وخاصةً في غزة.
### فستان يحكي قصصًا من غزة
الفستان الذي ارتدته أكورسو لم يكن مجرد قطعة ملابس أنيقة أو إطلالة جذابة على السجادة الحمراء، بل كان تجسيدًا للعمل الإنساني النبيل، حيث تزيّن الفستان برسومات وألوان نابضة بالحياة، رسمها أطفال غزة بأناملهم الصغيرة، ليتحول القماش إلى لوحات فنية تحكي قصصًا مؤثرة تجمع بين الألم والأمل.
### رسالة تضامن بألوان فلسطين
تميزت تصاميم الفستان بألوان العلم الفلسطيني الزاهية، الأحمر والأسود والأبيض والأخضر، بالإضافة إلى رموز بصرية أخرى ذات دلالات قوية، مثل أشكال البطيخ التي أصبحت رمزًا عالميًا للتضامن مع فلسطين، وأغصان الزيتون التي ترمز إلى السلام، وتعبّر عن التضامن مع القضية الفلسطينية.
وخلال مقابلة قصيرة على هامش الحفل، صرحت راشيل قائلة: “أحمل قصصهم في قلبي، جميع الأطفال الذين ساهموا في رسم هذه اللوحات يعرفون عن الفستان، وهم متحمسون للغاية لرؤيته هنا الليلة”.
### تضامن يتجاوز حدود الموضة
وفقًا لمجلة “غلامور”، طلبت أكورسو قبل الحفل من مجموعة من الأطفال في غزة أن يرسموا رسومات تعبر عن أحلامهم وتجاربهم اليومية في ظل الحرب، ليتم بعد ذلك تطريز هذه الرسومات يدويًا على فستان قامت بإعادة تدويره خصيصًا لهذه المناسبة.
وأوضحت المجلة أن راشيل تحفظ عن ظهر قلب المعنى الكامن وراء كل لوحة فنية، وأنها أرادت من خلال هذا العمل أن تساهم في “رفع صوت الأطفال الغائبين عن المنصات الكبرى”، وأن تعيد تسليط الضوء على إنسانيتهم وسط ضجيج الأخبار السياسية.
### نجمة التعليم بمبادرة إنسانية
تعتبر راشيل أكورسو شخصية تعليمية مؤثرة على مستوى عالمي، حيث يتابعها الملايين عبر الإنترنت، وتقدم برنامجًا شهيرًا للأطفال على منصة “نتفليكس”، مما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات في مجال التعليم والترفيه الموجه للأطفال في الولايات المتحدة والعالم.
ومنذ العام الماضي، اتخذت راشيل مواقف علنية لدعم أطفال غزة، حيث دعت مرارًا وتكرارًا إلى تقديم المساعدات الإنسانية لهم، وجمعت تبرعات مالية لدعم برامج الإغاثة، كما استضافت في إحدى حلقات برنامجها طفلًا من غزة فقد ساقه خلال القصف، في محاولة منها لتسليط الضوء على معاناة الأطفال في مناطق النزاع.
### تكريم لم يخلُ من الجدل
عند إعلان تكريمها، صرحت مجلة “غلامور” في بيانها الرسمي بأن اختيار راشيل جاء “تقديرًا لدورها في إعادة تعريف التعليم الحديث، ولإنسانيتها التي تتجاوز الحدود الجغرافية والدينية والسياسية”.
إلا أن هذا التكريم أثار جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد اعتبر ظهورها بالفستان رسالة تضامن نبيلة، وبين منتقد وصفه بـ”الخطوة الاستفزازية”، ومع ذلك، بدت راشيل غير مكترثة بهذا الجدل، وأكدت أن ما قامت به “ليس فعلاً سياسيًا، بل صرخة حب وإنسانية من أجل الأطفال”.
وفي تصريحاتها لمجلة “غلامور”، أوضحت قائلة: “حبي ورعايتي للأطفال لا يقتصران على أطفالي أو على أطفال بلدي، بل يشملان كل طفل في هذا العالم، لا أعتقد أن حبنا يجب أن يقاس بالدين أو بلون البشرة أو بمكان الولادة”.
والجدير بالذكر أن الفستان الذي ارتدته راشيل لم يتم تصميمه في دار أزياء فاخرة، بل صُنع من أقمشة مُعاد تدويرها كرمز للاستدامة، وزُخرف بأعمال فنية أصلية من أطفال يعيشون تحت الحصار.
### اقرأ أيضًا
- حفل في قلب مغارة جعيتا يثير غضب لبنانيين.. ووزارة السياحة تتحرك.
- جزائري يتحول إلى بطل في بريطانيا بعد إنقاذه العشرات من موت محقق.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
