« في ترقب القرار الحاسم » محكمة الاستئناف تحدد مصير المتهمين في قضية إنهاء حياة الممرض مينا موسى

مينا موسى، تنظر محكمة استئناف شمال القاهرة المنعقدة في العباسية، اليوم، في جلسة النطق بالحكم النهائي في قضية مقتل الممرض مينا موسى، المعروفة إعلاميًا بقضية مقتل مينا موسى وتقطيع جثمانه بمنطقة الزاوية الحمراء، والتي أثارت موجة واسعة من الغضب في الشارع المصري بسبب بشاعة تفاصيلها.

تأتي الجلسة المرتقبة بعد أن تقدم المتهمان في القضية بطعن على الأحكام الصادرة ضدهما من محكمة الجنايات، والتي قضت في وقت سابق بإعدام المتهم الأول “إبراهيم”، والسجن المؤبد للمتهم الثاني “مصطفى”، بعد إدانتهما بقتل المجني عليه وتقطيع جثمانه وإخفاء معالم الجريمة، في مشهد وصفته النيابة بـ”الجريمة التي ارتعدت لها الأبدان”.

تفاصيل مقتل مينا موسى وأقوال المتهمين أمام المحكمة

شهدت جلسات المحاكمة السابقة لحظات مؤثرة، حيث حاول المتهم الأول “إبراهيم” التنصل من الجريمة، مؤكدًا أمام هيئة المحكمة أنه يعاني من أمراض في القلب، وأنه لا يتذكر تفاصيل الواقعة، زاعمًا أن الحادث وقع في لحظة غياب عن الوعي. أما المتهم الثاني “مصطفى”، فقد أنكر صلته بالجريمة تمامًا، مشيرًا إلى أنه لم يكن على علم بنية المتهم الأول لارتكاب القتل، وأن دوره اقتصر على التواجد في الشقة دون أي مشاركة في الفعل الإجرامي. ورغم هذه الأقوال، رأت المحكمة في حكمها الأول أن الأدلة قوية ومتسقة وتؤكد تورط المتهمين، خاصة بعد اعترافات تفصيلية أمام جهات التحقيق، وتقارير المعمل الجنائي التي أثبتت تطابق الأدلة مع المتهمين.

مرافعة النيابة في واقعة مينا موسى

خلال مرافعة النيابة العامة، وصف ممثل النيابة الجريمة بأنها “جريمة هزّت الضمير الإنساني”، مضيفًا أن الضحية كان شابًا في العشرينيات من عمره، سعى للعمل في مهنة التمريض، لكنه عاد إلى أسرته أشلاء ممزقة بعد أن نال منه الغدر والخيانة. وأوضح ممثل النيابة أن المتهمين استدرجا المجني عليه إلى شقتهما بحجة العمل، ثم اعتديا عليه بقطعة حديدية، قبل أن يجبرانه على تسجيل مقطع صوتي لطلب فدية مالية من أسرته، ثم أقدما على قتله وتقطيع جثمانه لإخفاء معالم الجريمة. وأكدت النيابة أن المتهمين اجتمعا على “الفحشاء والخسة والغدر” في جريمة خالية من كل معاني الإنسانية، طالبةً من المحكمة توقيع أقصى العقوبات عليهما ليكونا عبرة لغيرهما.

جلسة الغد تحسم مصير المتهمين بقتل مينا موسى

من المتوقع أن تشهد جلسة الغد النطق بالحكم في الاستئناف المقدم من المتهمين، وسط اهتمام إعلامي وجماهيري واسع، باعتبار القضية واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام خلال العامين الأخيرين. وسيحدد الحكم المنتظر مصير المتهمين بين تأييد الأحكام الصادرة من محكمة الجنايات أو تخفيفها، وسط مطالبات من أسرة الضحية وقطاع واسع من الرأي العام بتنفيذ العدالة بالكامل وإنصاف روح الشاب مينا موسى الذي راح ضحية الغدر والخداع. بهذه الجلسة، تضع محكمة استئناف شمال القاهرة حدًا لإحدى أبشع الجرائم التي شهدتها البلاد مؤخرًا، والتي تركت أثرًا مؤلمًا في وجدان المجتمع المصري بما تحمله من قسوة وبشاعة في التفاصيل.