في اللحظات الحاسمة، وقبل ثوانٍ معدودة من الموعد المحدد، أعلنت شركة SpaceX عن تأجيل إطلاق مهمة Crew-11 التابعة لوكالة ناسا، والسبب؟ ظروف جوية لم تكن لتسمح بمرور آمن في مركز كينيدي الفضائي بفلوريدا، سحب ركامية كثيفة، تلك التي خرقت معايير السلامة الجوية، كانت السبب الرئيسي في هذا القرار، حيث تجرأت واقتربت من منصة الإطلاق على مسافة أقل من 10 أميال، لتفرض بذلك إلغاءً مفاجئًا للإطلاق.
كان من المخطط أن تحمل هذه المهمة أربعة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) على متن كبسولة Crew Dragon Endeavour، لتسجل بذلك الرحلة السادسة لهذه الكبسولة، وهو إنجاز غير مسبوق ضمن برنامج الطاقم التجاري التابع لناسا، هذا البرنامج الطموح الذي يهدف إلى إرسال البشر إلى الفضاء بطرق أكثر كفاءة وفعالية.
خلال البث المباشر لعملية الإطلاق، أوضح المعلق الرسمي، ديرول نيل، أن السحب الركامية الداكنة تمثل خطرًا حقيقيًا على الصاروخ، مُضيفًا: “هذه السحب قادرة على توليد طاقة إذا ما اخترقها الصاروخ، وهو أمر بالغ الخطورة”، وأشار إلى أن منطقة الإطلاق 39A لا تزال قيد المراقبة الدقيقة تحسبًا لأي تطورات في حالة الغيوم، بينما أظهرت اللقطات الحية اقتراب السحب التدريجي من الموقع.
الموعد المحتمل القادم
وفقًا لما أعلنته الوكالة، فإن الفرصة التالية لإطلاق المهمة قد تكون يوم الجمعة الموافق 1 أغسطس في تمام الساعة 11:43 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (أي الساعة 15:43 بتوقيت غرينتش)، مع وجود موعد بديل آخر محتمل يوم السبت 2 أغسطس في الساعة 11:21 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
طاقم المهمة
يتألف طاقم Crew-11 من رواد فضاء متميزين، وهم زينا كاردمن ومايك فينك من وكالة ناسا، بالإضافة إلى الياباني كيميا يوي من وكالة الفضاء اليابانية JAXA، والروسي أوليغ بلاتونوف.
رحلة إلى الفضاء
من المتوقع أن تستغرق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية حوالي 40 ساعة بعد الإطلاق، وستحلق المركبة على ارتفاع يقارب 248 ميلاً (حوالي 400 كيلومتر) فوق سطح الأرض، وبسرعة هائلة تتجاوز 17,500 ميل في الساعة.
برنامج الطاقم التجاري
تمثل هذه المهمة الإطلاق الحادي عشر في إطار برنامج الطاقم التجاري، الذي يجسد شراكة استراتيجية بين ناسا وSpaceX، وتهدف هذه الشراكة إلى إحداث ثورة في مجال السفر إلى الفضاء عبر تطوير مركبات فضائية مملوكة للقطاع الخاص.
السلامة أولاً
على الرغم من أن التأجيل قد يثير خيبة الأمل لدى البعض، إلا أن المسؤولين أكدوا بشدة على أن السلامة تأتي دائمًا في المقام الأول، وأن انتظار الظروف المثالية للإطلاق هو الضمان الأمثل لوصول الطاقم والمركبة بأمان إلى وجهتهما في الفضاء.