زرعى:
أفاد تقرير مجلس الذهب العالمي، بأن الطلب العالمي على الذهب بلغ 1,313 طنًا في الربع الثالث من عام 2025، وهو أعلى مستوى فصلي سجلته البيانات، حيث ارتفعت القيمة الإجمالية للطلب بنسبة 44% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 146 مليار دولار، نتيجة تزايد الاستثمار وانخفاض استهلاك المجوهرات.
تحليل السوق والطلب الاستثماري
أكد أسامة زرعي، المحلل الاقتصادي بأسواق المعادن، أن هذه الإحصائيات توضح أن الذهب لم يعد مجرد سلعة للتداول بل أصبح أداة مالية استراتيجية تستخدمها الدول لحماية احتياطياتها النقدية، وارتفع الطلب الاستثماري بنسبة 47% وصولًا إلى 537 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ عام 2020، حيث بلغت طلبات السبائك والعملات 315 طنًا، وسجلت صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) تدفقات قياسية بلغت 222 طنًا، بزيادة سنوية تصل إلى 134%، مع تصدر أمريكا الشمالية وأوروبا لهذه التدفقات، بينما شهدت آسيا، خاصةً الصين والهند، زيادة في شراء السبائك والعملات بنسبة تقريبية 20%.
الدوافع وراء تدفقات المستثمرين
أوضح زرعي أن تدفقات المستثمرين تأثرت بعاملين رئيسيين، هما الخوف من تآكل العملات الورقية، والبحث عن أصول حقيقية قادرة على مواجهة التضخم العالمي، مؤكدًا أن البنوك المركزية تعد المشتري الذي لا يهتم بالسعر.
بيانات القطاع الرسمي
أظهرت بيانات الربع الثالث أن القطاع الرسمي، ممثلًا في البنوك المركزية، اشترى 220 طنًا من الذهب، بزيادة قدرها 28% عن الربع الثاني، و10% عن نفس الفترة من العام الماضي، وجاء إجمالي المشتريات لعام 2025 ليصل إلى 634 طنًا، وهو ما يفوق المتوسط المسجل قبل عام 2022.
أكبر المشترين ومشتريات غير معلنة
شملت أكبر الدول المشترية للذهب كازاخستان، البرازيل، تركيا، الصين، العراق، وغانا، حيث كان ثلثا المشتريات غير معلن عنها بشكل رسمي.
استراتيجيات الشراء لدى البنوك المركزية
صرح أسامة زرعي بأن البنوك المركزية لم تعد تشتري الذهب فقط عند انخفاض الأسعار، بل تسعى للحفاظ على الطلب المرتفع حتى عند المستويات القياسية، مما يرفع القاعدة السعرية للسوق عالميًا، كما تشير البيانات إلى أن العديد من البنوك في الأسواق الناشئة تقوم بتمويل عمليات شراء الذهب عبر إصدار سيولة محلية جديدة، مما يعني أنها تطبع نقودًا لشراء الأصول الحقيقية بدلاً من شراء سندات كما كان الحال في برامج التيسير الكمي التقليدية.
النظرة المستقبلية للسوق
اختتم زرعي بالقول إن الذهب أصبح محور الثقة النقدية عالمياً، حيث تشتري البنوك المركزية والمستثمرون المؤسسات لتعزيز مراكزهم المالية بدلاً من المضاربة على الأسعار، وهذا التحول البنيوي جعل الذهب معيارًا جديدًا لقيمة العملات الورقية، كما أنه يمثل الآن مؤشراً فعليًا لقياس تآكل القوة الشرائية العالمية، مما يعكس صلة أوثق من أي وقت مضى بين نمو المعروض النقدي وسعر الذهب.
| السنة | الطلب الاستثماري (طن) | الأسعار المستهدفة ($) |
|---|---|---|
| 2025 | 537 | من 3800-3900 إلى 5200 |
| 2026 | غير محدد | السعر المتوقع لعيار 21: 7000 جنيه مصري |
