«ارتفاع مستمر للذهب لليوم الخامس على التوالي بفضل تراجع الدولار عقب إنهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي»

سجلت أسعار الذهب ارتفاعات في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، لتواصل مكاسبها لليوم الخامس على التوالي، مدعومة بتراجع الدولار، عقب انتهاء إغلاق الحكومة الأمريكية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.

ارتفاع الأسعار بالسوق المحلية

أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، بأن أسعار الذهب بالسوق المحلية ارتفعت بنحو 50 جنيهاً خلال تعاملات اليوم، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى نحو 5645 جنيهًا، فيما زاد سعر الأوقية عالميًا بنحو 44 دولاراً ليصل إلى 2440 دولارًا.

الأسعار العالمية وتفاعل السوق

كما أشار التقرير إلى أن أسعار الذهب قد ارتفعت يوم الأربعاء الماضي بمقدار 80 جنيهاً، حيث افتتح عيار 21 التداولات عند 5515 جنيهًا وأغلق عند 5595 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا من 4130 إلى 4196 دولارًا، وواصل الذهب مكاسبه لليوم الخامس على التوالي يوم الخميس، مسجلاً أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع مع تراجع الدولار الأمريكي نتيجة ضعف شهية المخاطرة، عقب انتهاء إغلاق الحكومة الأمريكية، ليصل سعر الذهب إلى أكثر من 4200 دولار.

تأثير إغلاق الحكومة الأمريكية

يبدو أن المستثمرين مقتنعون بأن البيانات الاقتصادية الأمريكية المتأخرة ستُظهر بعض الضعف في الاقتصاد وسط استمرار الإغلاق الحكومي، مما يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض تكاليف الاقتراض بشكل أكبر في ديسمبر، حيث وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشروع قانون يُنهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مما لاقى ترحيبًا واسعًا من السوق.

تحليل البيانات الاقتصادية

أظهرت بيانات من شركة “ريفيليو لابس” الصادرة الأسبوع الماضي فقدان 9,100 وظيفة في أكتوبر، وانخفاض عدد الوظائف الحكومية بمقدار 22,200 وظيفة، في حين، قدّر بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو ارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف الشهر الماضي، مما يشير إلى مؤشرات على تدهور سوق العمل.

نظرة مستقبلية بشأن الفائدة

لا يزال المستثمرون يميلون نحو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تساهلاً، حيث وضعوا في الحسبان احتمالية تبلغ حوالي 60% لخفض آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة المنعقد في ديسمبر، كما صرح رافائيل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، بأن المؤشرات الآنية تُشير إلى توازن مريب في سوق العمل، حيث لا يتوقع حدوث تباطؤ حاد على المدى القريب.

الإجراءات التنظيمية في السوق المحلي

في السوق المحلي، أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية قرارًا جديدًا يمثل إطارًا تنظيميًا متكاملًا هو الأول من نوعه، لفتح الباب أمام شركات تأمينات الأفراد وعمليات تكوين الأموال لتمكين عملائها من الاستثمار المباشر في المعادن النفيسة، مثل الذهب، ضمن أطر آمنة وشفافة، حيث يمثل القرار خطوة مهمة لدمج الذهب في المنظومة الاستثمارية الرسمية، مما يفتح المجال أمام دخول مؤسسات مالية كبرى إلى سوق المعادن النفيسة.

توقعات الطلب على الذهب

توقع إمبابي أن يسهم هذا القرار في تنشيط الطلب المحلي المنظم على الذهب، وكذلك يعزز عوائد شركات التأمين ضمن إطار رقابي يضمن الشفافية وحماية العملاء، موضحًا أنه إذا بدأت شركات التأمين في الشراء المؤسسي للذهب بهدف الاستثمار طويل الأجل، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب الفعلي مقابل معروض ثابت تقريبًا، خصوصًا في السوق المحلية المعتمدة على الاستيراد، لكن يتوقع أيضًا تحقيق هذه الاستثمارات بشكل تدريجي ومنضبط، مما يقلل من فرص حدوث نقص حاد في المعروض أو قفزات غير مبررة في الأسعار.

أخيرا، قد يرفع هذا القرار الطلب على الذهب دون خلق أزمة طالما ظل التنفيذ تحت الرقابة وفي نطاقات محسوبة.