سلم وزراء مصريون أربعين مستفيدًا مشروعات تنموية زراعية، وذلك في إطار مبادرة مشتركة مع بنك QNB مصر، وشهدت الفعاليات حضور وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزير الأوقاف، وقائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، مما يعكس الاهتمام الحكومي بتنمية سيناء وتحقيق الأمن الغذائي.
رؤى الوزراء حول التنمية في سيناء
أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أن مشروعات التجمعات التنموية في سيناء تمثل نموذجًا رائدًا لتوطين التنمية الإقليمية وتحقيق التنمية المتوازنة، مشيرة إلى أن تنمية سيناء تُعد أمنًا قوميًا، وشدد وزير الزراعة على أن المركز الزراعي بسهل القاع يمثل إشعاعًا تنمويًا وركيزة أساسية في استراتيجية الأمن الغذائي 2030، في حين أوضح وزير الأوقاف أن المشروعات التنموية في مصر تعكس رؤية الدولة في بناء الإنسان والمكان، وأن الخطاب الديني يلعب دورًا محفزًا على الإعمار والإنتاج.
تفاصيل الزيارة الميدانية
قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وعلاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، واللواء أركان الحرب هشام فتحي شندي، قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، بتفقد المركز الزراعي للخدمات التنموية المتكاملة بسهل القاع في محافظة جنوب سيناء، والتابع لمركز بحوث الصحراء، والذي تنفذه قيادة شرق القناة للقوات المسلحة المصرية.
استمع الوزراء إلى عرض من الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، حول التجمعات الزراعية في سيناء، والتي تُعد من أهم المشروعات التنموية في المنطقة، وتضم 18 تجمعًا زراعيًا، منها 11 في شمال سيناء و7 في جنوب سيناء، وتبلغ المساحة الإجمالية للمشروع حوالي 11 ألف فدان موزعة على هذه التجمعات، كما يستفيد من المشروع حوالي 2122 منتفعًا، ويهدف إلى تحقيق الاستقرار الأسري وتوفير فرص عمل دائمة لحوالي 2122 أسرة، بالإضافة إلى 3000 فرصة عمل موسمية.
تفقد الوزراء المباني الملحقة بالمركز، والتي تشمل مبنى للإدارة، ومبنى للخدمات، وفندقًا، ومعصرة، ومنافذ بيع، وهناجر تخزين، ومسجدًا، ووحدة بيطرية، بالإضافة إلى محطة لتحلية مياه الآبار، ومحطة لمعالجة الصرف، وقاعات للمؤتمرات والتدريب.
أهمية مشروعات التنمية في سيناء
أكدت الدكتورة رانيا المشاط أن مشروعات التجمعات التنموية في سيناء تمثل نموذجًا رائدًا لجهود الدولة في توطين التنمية الإقليمية وتحقيق التنمية المتوازنة بين مختلف المحافظات، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعزيز جهود التنمية الشاملة والمستدامة والمتكاملة، خاصة في المناطق الحدودية وسيناء، لما لها من أهمية استراتيجية وأبعاد تنموية واجتماعية واقتصادية.
وأضافت أن هذه المشروعات تحقق أثرًا مباشرًا ومستدامًا على حياة المواطنين، وتدعم جهود الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17، من خلال توفير فرص عمل وتحسين الخدمات الأساسية والبنية التحتية، موضحة أن محافظة سيناء لها مكانة متميزة في قلوبنا جميعًا، وتنميتها تُعد أمنًا قوميًا للدولة المصرية.
أوضحت الوزيرة أن مشروع التجمعات التنموية تضمن إنشاء 18 تجمعًا متكاملًا يضم وحدات سكنية وزراعية وخدمية، تشمل مدارس، ووحدات صحية، ومساجد، ومجمعات تجارية، وساحات رياضية، بالإضافة إلى استصلاح مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، واستغلال الطاقات البشرية في مشروعات إنتاجية تسهم في خلق مجتمعات جديدة جاذبة للسكان وفرص العمل.
دور وزارة الزراعة في تنمية سيناء
أكد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن قضية تنمية شبه جزيرة سيناء تحتل رأس أولويات القيادة السياسية، مشددًا على أن المنطقة تشهد حاليًا “تنمية غير مسبوقة ومشاريع عملاقة” نجحت في دمج أبنائها في منظومة التنمية وتوفير الآلاف من فرص العمل، وأشار إلى أن التنمية الزراعية في سيناء تُمثل ركيزة أساسية ضمن “الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية 2030″، التي تهدف إلى التوسع في الرقعة الزراعية في جميع أنحاء الجمهورية، لتعزيز قدرة مصر على تحقيق الأمن الغذائي لشعبها.
أشار فاروق إلى أن المركز الزراعي للخدمات التنموية المتكاملة بسهل القاع، والمراكز المماثلة، تُعد “مراكز إشعاع تنموي زراعي” متكاملة، لا تقتصر مهمتها على الزراعة فحسب، بل تمتد لتوفير كافة الخدمات للمجتمعات الجديدة، مؤكدًا أن الهدف من إنشاء هذه التجمعات هو بناء مجتمع زراعي متكامل جديد يعتمد على أحدث النظم الزراعية، بهدف تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة من وحدتي الأرض والمياه، مع الالتزام بالمحافظة على الموارد الطبيعية وضمان تحقيق مبدأ التنمية المستدامة، كما أكد حرص الدولة المصرية على دعم المزارعين في هذه التجمعات، وتقديم كافة التيسيرات لهم، فضلا عن الدعم الفني والإرشادي المكثف.
رؤية وزارة الأوقاف للتنمية الشاملة
صرح الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأن ما تشهده مصر من مشروعات تنموية متكاملة في مختلف المجالات يعكس رؤية الدولة المصرية في بناء الإنسان والمكان معًا، مؤكدًا أن العمل الدعوي والتنموي وجهان لرسالة واحدة هدفها خدمة الوطن والارتقاء بالإنسان، وأضاف أن مركز الخدمات التنموي بسهل القاع يمثل نموذجًا يحتذى في الربط بين العلم والعمل، والدعوة والتنمية، والإيمان والإنتاج، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف تسعى إلى توظيف كل أدواتها العلمية والدعوية لدعم هذه الجهود الوطنية التي تخدم المواطن في واقعه المعيش.
وأشار إلى أن المشاركة في اللقاء الفكري للمنتفعين من مشروع التجمعات الزراعية تأتي في إطار توسيع نطاق الخطاب الديني ليشمل قضايا التنمية والإنتاج والعمل والبناء، بحيث يصبح الخطاب الديني محفزًا على الإعمار والإنتاج، لا مجرد خطاب وعظي نظري، وأكد أن المرحلة الراهنة تتطلب وعيًا متكاملًا يجمع بين الفكر المستنير والعمل الجاد، مشيدًا بجهود الوزارات المعنية ومراكز البحوث والقطاع المصرفي في دعم مشروعات التنمية بجنوب سيناء، وبخاصة تلك التي تسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين جودة الحياة للمواطنين، وأكد على أن وزارة الأوقاف ماضية في أداء رسالتها الدعوية والفكرية والتنموية، جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة، دعمًا لمسيرة البناء والتنمية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
جهود القوات المسلحة في حفظ الأمن والتنمية
خلال كلمته، ألقى اللواء أركان حرب هشام فتحي شندي، قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، الضوء على الجهود المبذولة للحفاظ على أمن واستقرار شبه جزيرة سيناء، وأكد أن القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا لسيناء، حيث تجري حالياً جهود مشتركة بين الوزراء لتحقيق رؤية القيادة في الحفاظ على الأمن الغذائي، الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
أشار إلى أن الدولة المصرية نفذت أكثر من 1016 مشروعاً تنموياً في سيناء، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى تنمية المنطقة وتعزيز البنية التحتية لها، ووجه الشكر والتقدير لوزير الزراعة على الدور الفعال في تقديم المشروعات التنموية لصالح المواطنين في سيناء، والتي كان لها الأثر الكبير في جذب المستثمرين والمواطنين، بما يساهم في استكمال خطة التنمية الشاملة للدولة.
اختتم رسالته بتحية خاصة لأهالي سيناء الشرفاء، الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن الدولة المصرية، داعياً الجميع إلى التكاتف للحفاظ على مصر لتبقى مصر قوية بفضل الله عز وجل والقيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.
تسليم المشروعات التنموية والزراعية
على هامش الزيارة، تم عقد لقاء مفتوح مع عدد من المنتفعين بالتجمعات الزراعية والتنموية المختلفة، كما تم الاحتفال بتسليم 40 مزارعًا عددًا من المشروعات التنموية والزراعية الممولة ضمن المبادرة المشتركة بين وزارة الزراعة ممثلة في مركز بحوث الصحراء، وبنك QNB مصر، بحضور محمد بدير، الرئيس التنفيذي لبنك QNB مصر.
دور بنك QNB مصر في دعم التنمية المستدامة
أعرب بدير عن فخره بالشراكة مع مركز بحوث الصحراء في دعم جهود الدولة نحو التنمية الزراعية المستدامة، وتمكين المرأة الريفية، وتعزيز الشمول المالي في المناطق الأكثر احتياجًا، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تجسد إيمان البنك بأن التنمية الحقيقية تبدأ من تمكين الإنسان في بيئته المحلية، وخلق فرص إنتاج مستدامة تسهم في تحقيق رؤية مصر 2030، وأكد حرص البنك على أن تكون مبادراته المجتمعية قائمة على الشراكة والتكامل بين القطاعات المصرفية والبحثية والحكومية، بما يضمن تحقيق أثر حقيقي ومستدام يواكب أهداف الدولة في التنمية الريفية وتمكين المجتمعات المحلية.
