«نجاح تاريخي: بريطانيا تُجري أول زراعة لشريحة نيورالينك في دماغ مريض وتكشف التفاصيل»

في إنجاز تاريخي يمثل قفزة نوعية في مجالي الطب والتكنولوجيا، أعلنت جامعة “يونيفرسيتي كوليدج لندن” عن نجاحها في إجراء أول تجربة بريطانية لزراعة شريحة نيورالينك في دماغ مريض يعاني من مرض الأعصاب الحركية، وقد أسفر هذا الإنجاز، الذي نُشرت نتائجه في مجلة الجامعة الرسمية بتاريخ 28 أكتوبر 2025، عن تمكين المريض من تحريك مؤشر الحاسوب بواسطة أفكاره فقط، وذلك بعد ساعات قليلة من إتمام العملية الجراحية.

شريحة نيورالينك قيادة عربية لإنجاز عالمي

وقد أجريت هذه العملية المعقدة في مستشفى الأعصاب التابع للجامعة تحت إشراف البروفسور حارث أكرم، وهو جراح بريطاني من أصول عراقية، تخرج من كلية الطب بالجامعة المستنصرية في بغداد عام 2000، ويُعتبر اليوم أحد أبرز جراحي الأعصاب، ويأتي هذا العمل ضمن مشروع بحثي طموح يحمل اسم GB-PRIME، الذي يهدف إلى تطوير واجهات الدماغ والآلة لإعادة تأهيل المرضى الذين فقدوا القدرة على الحركة والنطق.

عندما يتحول الحلم إلى واقع

عبر البروفسور أكرم عن أهمية هذه اللحظة قائلاً إن حلم رؤية الفكر يتحول إلى إشارة كهربائية ثم إلى حركة ملموسة لم يعد بعيد المنال، وأضاف أن هذه العملية هي الخطوة الأولى في مسار طويل لاستعادة قدرة الإنسان على التواصل، والتحكم في محيطه، وقد تمكن المريض المدعو بول من تحريك مؤشر الكمبيوتر بعقله في الساعات الأولى بعد إفاقته من التخدير، في لحظة وصفها الفريق الطبي بأنها لا تُنسى.

بين آمال الشفاء ومخاوف المستقبل

على الرغم من الحماس الكبير الذي أحدثته التجربة، يؤكد البروفسور أكرم أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تصبح هذه التقنية علاجاً متاحاً للجميع، فالفريق البحثي لا يزال في مرحلة دقيقة، يدرس خلالها سلامة الشريحة المزروعة، واستقرارها، وتأثيرها على الدماغ على المدى الطويل، لكنه شدد على أن النتائج الأولية مشجعة للغاية، خاصة في مجال استعادة القدرة على التواصل للمرضى المحرومين من النطق أو الحركة.

دور الذكاء الاصطناعي وجسر نحو العالم العربي

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في هذا المشروع، حيث يقوم بتحليل الإشارات الدماغية المعقدة وترجمتها إلى أوامر رقمية دقيقة، ويرى البروفسور أكرم أن هذه التقنيات يمكن أن تفيد العالم العربي بشرطين أساسيين: الاستثمار الجاد في البحث العلمي، وتأسيس بيئة تشريعية وأخلاقية تضمن استخدامها الآمن، مؤمناً بأن العقول العربية قادرة على المشاركة في صنع هذه الثورة، لا استهلاكها فقط.