
في عالم التكنولوجيا الصاخب، حيث تتصدر أسماء مثل إيلون ماسك وجيف بيزوس ومارك زوكربيرغ العناوين، يظهر اسم آخر بثبات ليحتل المركز الثاني في قائمة أغنى أغنياء العالم، إنه لاري إليسون، مؤسس شركة أوراكل العملاقة، الذي تجاوزت ثروته الـ 250 مليار دولار وفقًا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، متفوقًا بذلك على مؤسس فيسبوك ليصبح ثاني أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك,

رجل الظل الذي يتمتع بنفوذ استثنائي
على الرغم من هذه الثروة الهائلة، يظل لاري إليسون شخصية غير معروفة نسبيًا خارج الأوساط التقنية والمالية، خاصة خارج الولايات المتحدة، ويعود ذلك إلى طبيعة عمله التي لا ترتبط بالمستهلك المباشر وشخصيته المنعزلة عن الأضواء الإعلامية، لكن خلف هذا الغموض يكمن نفوذ سياسي واقتصادي هائل يفوق الكثير من منافسيه، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى العلاقة الاستراتيجية العميقة التي تربط شركته "أوراكل" بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) منذ عقود، حيث تحتفظ الشركة بعقود حساسة لتخزين وإدارة بيانات أهم الوكالات الأمنية,

من رائد قواعد البيانات إلى عرّاب الذكاء الاصطناعي
أسس إليسون شركة أوراكل في عام 1977 لتتخصص في مجال قواعد البيانات ونجح في تحويلها إلى إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم بقيمة سوقية تتجاوز 660 مليار دولار، لكن القفزة الكبرى في ثروته جاءت مع الثورة الأخيرة في عالم الذكاء الاصطناعي، فمنذ إطلاق ChatGPT تضاعف سعر سهم أوراكل ثلاث مرات تقريبًا بفضل توقيعها عقودًا ضخمة لتوفير خدمات الحوسبة السحابية لشركات الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى قدرات هائلة لتخزين البيانات ومعالجتها، ويُعتبر إليسون اليوم العرّاب الحقيقي لمشروع Stargate أضخم مشروع ذكاء اصطناعي في تاريخ الولايات المتحدة بميزانية تبلغ 500 مليار دولار,

شخصية حادة ومحارب شرس في كل الميادين
لا تقتصر شخصية إليسون على كونه رجل أعمال ناجح، بل هو محارب شرس في أسلوب إدارته واستثماراته وحتى في هواياته المفضلة، فهو يشارك في سباقات اليخوت الاحترافية بهدف الفوز وليس لمجرد الترفيه، وتتميز استثماراته بأسلوب هجومي جريء، حيث نفذ العديد من عمليات الاستحواذ القسرية أشهرها صفقة PeopleSoft، ولا يتردد لحظة في طرد المديرين والموظفين إذا لم يحققوا النتائج التي يطمح إليها,
</div>