«عبق الذكريات».. كيف تثير الروائح دفائن المشاعر وتحيي ذكريات الماضي؟

«عبق الذكريات».. كيف تثير الروائح دفائن المشاعر وتحيي ذكريات الماضي؟

قد تعبر سبيل شخص لا تعرفه, وتلفت انتباهك رائحة عطر مألوفة, فتعيدك فجأة إلى ذكريات من الماضي, أو تفتح خزانة في منزلك فتفوح منها رائحة تأخذك إلى لحظات الطفولة, فما هو سر هذا التأثير العميق للرائحة على الذاكرة؟ ولماذا تمتلك بعض الروائح قدرة عجيبة على إحياء المشاعر الدفينة؟

هل تساءلت يومًا عن الرابط القوي بين الروائح وذكرياتنا؟ وكيف يمكن لرائحة عابرة أن تعيدنا إلى لحظات نسيناها؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

في هذا السياق, تواصل “اليوم السابع” مع الدكتور محمد مصطفى, أخصائي علم النفس, لاستكشاف العلاقة بين العطر والذاكرة وتأثيرها النفسي على الإنسان

الرائحة تمر عبر القلب لا العقل

يوضح أخصائي علم النفس أن مركز الشم في الدماغ يقع بالقرب من منطقتين حيويتين: “الحُصين”, المسؤول عن تخزين الذكريات, و”اللوزة الدماغية” المعنية بإدارة المشاعر, ولهذا السبب, لا تقتصر الرائحة على مجرد عبور الحواس, بل تتغلغل مباشرة إلى أعماق مراكز العاطفة والذاكرة, فتُختزن على هيئة إحساس لا يمحى

خبز الطفولة وعطر الغائبين

يؤكد الأخصائي النفسي أن بعض الروائح, مثل رائحة الخبز الطازج أو القهوة, غالبًا ما ترتبط بمشاعر الدفء والأمان, خاصة إذا ترافقت مع وجود الأم أو لحظات الألفة داخل المنزل, ويضيف: “ليس من المستغرب أن تنهمر دموعك فجأة دون سبب جلي, لمجرد استنشاقك عطرًا كان يستخدمه شخص رحل, هنا تبدأ الذاكرة في استرجاع شريط الذكريات من جديد”

الرائحة كوسيلة علاجية

يلجأ الأطباء في بعض الأحيان إلى استخدام الروائح في العلاج بالروائح العطرية, خاصة في حالات القلق والاكتئاب, فاستحضار ذكرى سعيدة من خلال رائحة مألوفة يمكن أن يخفف من حدة التوتر, ويمنح المريض شعورًا بالراحة والطمأنينة, إنها ليست مجرد رائحة, بل هي أداة قادرة على استعادة المشاعر المرتبطة بها

أقرأ كمان:  «عودة إلى الأناقة الخالدة» موضة الخمسينات تتربع على عرش الموضة في 2025

لماذا نلاحق نفس العطر؟

قد تجد نفسك مدفوعًا للبحث عن العطر نفسه الذي استخدمته في لحظة حب أو نجاح, يفسر أخصائي علم النفس هذا السلوك بأن العطر في هذه الحالة لا يمثل مجرد رائحة, بل هو ذكرى حية مسجلة, نسعى جاهدين لإحيائها مرارًا وتكرارًا من خلال تكرار التجربة نفسها, ولهذا السبب بالذات نفضل عطرًا معينًا ونرفض استبداله بغيره

استخدم العطر بحسب حالتك المزاجية

ينصح الأخصائي النفسي باختيار عطور متنوعة تتناسب مع حالتك الشعورية, احتفظ بعطر يرتبط بلحظة شعرت فيها بالقوة, واستخدمه عندما تحتاج إلى استعادة تلك الطاقة, وتجنب استخدام الروائح التي تثير ذكريات مؤلمة, حتى لو كانت جميلة في حد ذاتها, فالرائحة يمكن أن تكون حافزًا إيجابيًا أو عبئًا عاطفيًا, اعتمادًا على الذكرى التي تستحضرها

العطور والتأثير النفسي

رش العطر