«غموض يحيط بالحادثة» المحامي العام يسلط الضوء على ملابسات وفاة شاب داخل الجامع الأموي

«غموض يحيط بالحادثة» المحامي العام يسلط الضوء على ملابسات وفاة شاب داخل الجامع الأموي
تشهد قضية وفاة الشاب يوسف محمد اللباد في دمشق تفاعلات متسارعة، حيث تتضارب الروايات وتتصاعد المطالبات بتحقيق شفاف، يهدف إلى كشف الحقيقة كاملة،

وتتوالى البيانات الرسمية والتصريحات من أطراف مختلفة في محاولة لتوضيح ملابسات الحادث، بينما يترقب الرأي العام نتائج التحقيقات الجارية،

تأكيدات القضاء السوري حول التحقيقات

أكد القاضي خطاب على التزام القضاء بالحيادية والشفافية في التحقيقات الجارية حول وفاة اللباد، مشدداً على أن الإجراءات القانونية ستطال كل من يثبت تورطه في أي فعل جرمي، وذلك تأكيداً على مبدأ سيادة القانون،

وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن القاضي خطاب، وخلال زيارته لفرع المباحث الجنائية بدمشق للإشراف على التحقيقات، صرح بأنه فور الإبلاغ عن وفاة يوسف محمد اللباد في مفرزة حراسة تابعة للأمن الداخلي بالقرب من الجامع الأموي، تم توجيه هيئة الكشف القضائية والطبية إلى مكان الحادث، لبدء التحقيقات والكشف على الجثمان،

وأضاف أنه تم أيضاً توجيه قسم الشرطة المختص لفتح تحقيق أصولي بإشرافه الشخصي، مع تشكيل لجنة طبية ثلاثية من الأطباء الشرعيين والأخصائيين للكشف على الجثمان، وتحديد سبب الوفاة، مؤكداً أن التحقيقات ما زالت جارية في انتظار تقرير اللجنة الطبية،

وشدد القاضي خطاب على أن العمل سيستمر بكل جهد لضمان تحقيق العدالة بنزاهة وحيادية تامة،

رواية المرصد السوري لحقوق الإنسان

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الشاب يوسف اللباد توفي نتيجة للتعذيب، بعد اعتقاله قبل أيام من منطقة المسجد الأموي، دون الإفصاح عن أسباب الاعتقال أو التهم الموجهة إليه، مشيراً إلى أنه كان قد عاد مؤخراً من ألمانيا في زيارة قصيرة إلى سوريا,

تعليق وزارة الداخلية السورية

صرح المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأنه يثمن كل من تناول موضوع وفاة يوسف اللباد، معتبراً أن الكثير من الانتقادات تهدف إلى تصحيح المسار,

أقرأ كمان:  «إصرار على الحياة» جدارية غزة في مكسيكو سيتي: تخريب ليلي وترميم نهاري.. رمز للتحدي المستمر

وأضاف أن يوسف كان في حالة غير متزنة عند دخوله المسجد، مؤكداً أنه لم يتم توقيفه في أي فرع أمني,

وأوضح أنه تم وضع الأصفاد في يدي يوسف للحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين، بعد أن افتعل مشادة مع الناس والحرس، مشيراً إلى أن تقرير الطب الشرعي سيحدد ما إذا كانت هناك آثار تعذيب أو أن الوفاة نتيجة لحالة صحية,

تفاصيل الحادث كما يرويها الأمن الداخلي

أوضح قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، ملابسات الحادث، قائلاً إنه في يوم الثلاثاء الموافق 29 من الشهر الجاري، وردت تقارير عن شاب في حالة نفسية غير مستقرة، دخل المسجد الأموي وهو في حالة من عدم الاتزان، وبدأ يتفوه بعبارات غير مفهومة، كما وثقت ذلك كاميرات المراقبة داخل المسجد,

وأضاف أنه تم التعامل مع الحالة من قبل عناصر حماية المسجد، الذين حاولوا تهدئته ومنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين,

وأشار إلى أنه أثناء وجوده في غرفة الحراسة، أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة، مؤكداً أنه تم الاتصال بالإسعاف على الفور، إلا أنه فارق الحياة رغم محاولة إسعافه,

وأكد العميد عاتكة على خطورة هذا الحادث، مضيفاً أنهم يسعون جاهدين لتحديد جميع الملابسات المحيطة به,

واختتم تصريحه قائلاً إنهم يعملون بالتعاون مع الجهات المختصة لإجراء تحقيق شامل وشفاف، وسيتم إصدار المزيد من المعلومات حالما تتوفر,

وقد أثارت حادثة وفاة اللباد جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهم البعض بتعرضه للتعذيب، وطالبوا بإجراء تحقيق شفاف يوضح ملابسات ما وصفوه بـ “الجريمة”,

رواية عائلة يوسف اللباد

قدمت عائلة يوسف اللباد رواية مختلفة تماماً عما أعلنته وزارة الداخلية، حيث أكدت أن ابنها اعتُقل أثناء زيارته للمسجد الأموي، وأنه تم تسليم جثمانه بعد ساعات، وكان يحمل آثار تعذيب واضحة شملت كدمات وجروحاً في مناطق مختلفة من جسده، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عدة,

أقرأ كمان:  «جدل واسع» مصر تحقق مع أستاذة جامعية إثر فتوى منسوبة لها حول "إباحة الحشيش"

وذكرت العائلة أن يوسف كان قد عاد إلى دمشق قبل أيام قادماً من ألمانيا، وأنه يحمل الجنسية الألمانية، ولم يكن يعاني من أي اضطرابات نفسية,

وطالبت العائلة بفتح تحقيق شفاف في ظروف توقيفه ووفاته,