
كثيراً ما تتردد على مسامعنا عبارات تبدو مألوفة من قبيل “أنا بخير” أو “أنا فقط متعب” أو حتى “لا أريد أن أثقل عليك”، لكن خلف هذه الكلمات البسيطة قد تكمن مشاعر معقدة وأوجاع دفينة لا يرغب صاحبها في البوح بها، صحيح أن التشجيع على الإيجابية ومواجهة التحديات أمر ضروري، إلا أنه من المهم أن ندرك أن الشعور بعدم الرضا في بعض الأحيان أمر طبيعي ولا يستدعي القلق، فكرة “تظاهر بالقوة حتى تصبح قوياً” قد تبدو جذابة للوهلة الأولى، لكنها قد تتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد الصحة النفسية على المدى الطويل، وفي هذا السياق يستعرض اليوم السابع أبرز العبارات التي يلجأ إليها البعض لإخفاء معاناتهم النفسية ورغبتهم في عدم الإفصاح عنها، وذلك استناداً إلى ما نشره موقع yourtango

الجلوس وحيدة
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى إخفاء مشاعرهم الحقيقية، فقد يكون الخوف من الحكم أو الانتقاد، أو الرغبة في الحفاظ على صورة قوية ومثالية أمام الآخرين، أو حتى عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بشكل صحيح، بغض النظر عن السبب، فإن تجاهل المشاعر وعدم التعامل معها بشكل صحي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية خطيرة
أنا بخير من فضلك لا تقلق علي
هذه العبارة كثيراً ما تصدر عن الأشخاص الذين يشعرون بالخجل أو الحرج من التعبير عن معاناتهم، إذ يخشى البعض أن يُفسر اعترافهم بضعفهم على أنه مجرد شكوى أو مبالغة، إلا أن علماء النفس يؤكدون أن كبت المشاعر يزيد من حدة المشاكل النفسية بمرور الوقت، وقد تتفاقم هذه المشاكل لتؤثر سلباً على العلاقات الأسرية والاجتماعية
لقد تجاوزت الأمر
الكثير منا تربى على فكرة مفادها أنه يجب تجاهل الألم وتخطي العقبات دون التوقف لمعالجة المشاعر، وقد يتبنى البعض قناعة راسخة بأن التظاهر بتجاوز المحنة هو كل ما يلزم لتحقيق الشفاء، إلا أن الدراسات العلمية أثبتت أن قمع العواطف وعدم مواجهتها يؤثر بشكل سلبي على الرضا النفسي وجودة العلاقات الشخصية

شخص مع صديقه
أنا متعب فقط
غالباً ما تكون هذه العبارة بمثابة ستار يخفي وراءه إرهاقاً نفسياً أو صراعاً داخلياً، لا ضير في تأجيل الحديث عن مشاعرنا الصعبة إلى وقت لاحق، لكن من الضروري ألا نؤجل هذا الحديث إلى الأبد، فالصمت لفترة طويلة قد يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة، مما قد يزيد من أعراض الاكتئاب والقلق
أنا معتاد على ذلك
عندما يعتاد الشخص على تحمل الألم أو الظلم دون أن يبدي أي اعتراض، فإن إهمال الذات يتحول إلى نمط حياة، إلا أن التعرض المتكرر للأذى النفسي دون الاعتراف به قد يؤدي إلى الانفصال عن المشاعر وظهور مشاكل أكثر تعقيداً في المستقبل

فتاة متعبة
أنا مشغول فقط
في بعض الأحيان قد تكون الانشغالات الحياتية حقيقية، ولكن في أحيان أخرى قد تكون مجرد حجة للتملص من الحديث عما يؤلم النفس، والاستمرار في اختلاق الأعذار قد يمنع الآخرين من تقديم الدعم اللازم، ويؤدي تدريجياً إلى شعور الشخص بالانعزال
سأكون بخير
الإيجابية أمر مطلوب، ولكن عندما تتحول إلى مجرد إنكار للمشاعر الحقيقية، فإنها تتحول إلى ضغط نفسي خفي، الصراحة مع النفس والاعتراف بالشعور بالحزن أو القلق لا يقلل من قوة الشخص، بل يعزز قدرته على الصمود والتكيف