
خلال مؤتمر المطورين الأخير، كشفت “غوغل” عن مجموعة من أدوات “الذكاء الاصطناعي” المطورة، وكان أبرزها التحسينات الجديدة على أداة “نوت بوك إل إم” (Notebook LM)، التي حققت نجاحًا عالميًا واسع النطاق منذ ظهورها الأول، وذلك بفضل اختلافها الكبير عن أدوات الذكاء الاصطناعي التقليدية.
حظيت الأداة بتقدير كبير من الخبراء فور إطلاقها، حيث وصفها موقع “سي نت” (Cnet) بأنها أداة الذكاء الاصطناعي المثالية للاستخدام في العمل أو الدراسة، وذلك على الرغم من تميزها عن الأدوات الأخرى مثل “جيميناي” و”شات جي بي تي” التي تعتمد على الحوار المباشر بين المستخدم والأداة، ولكن ما هي “نوت بوك إل إم” تحديدًا، وما السر وراء هذا الإقبال الكبير عليها؟
ما “نوت بوك إل إم”؟
يمكن اعتبارها أداة لتدوين الملاحظات مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي من “جيميناي”، حيث يمكنك طرح الأسئلة مباشرة على الأداة للحصول على إجابات، ولكن بدلًا من البحث في الإنترنت والمواقع العامة، تركز الأداة على المصادر التي تحددها أنت بنفسك.
شعار “نوت بوك إل إم” (غوغل)
بمعنى آخر، أنت تزود الأداة بمجموعة من المصادر المتنوعة، سواء كانت روابط لمواقع وصفحات الويب، أو ملفات صوتية، أو مقاطع فيديو، أو حتى صور من هاتفك، ثم توجه سؤالك، لتبحث الأداة عن الإجابة فقط في هذه المصادر التي قدمتها.
هذا يجعل الأداة مثالية للمساعدة في الدراسة أو البحث داخل المستندات وملفات العمل، حيث يمكنك تحميل الملفات المطلوبة، ثم طلب استخراج معلومة معينة من بينها، لتبدأ الأداة بالبحث التلقائي عن الإجابة التي تحتاجها.
لكن دور “نوت بوك إل إم” لا يتوقف عند هذا الحد، فهي قادرة أيضًا على تلخيص شامل لكل الملاحظات والمصادر التي أرفقتها، وعرض المعلومات الأساسية في صورة ملخصات، وخرائط ذهنية، وملاحظات صوتية، وحتى مقاطع فيديو قصيرة مستمدة من المصادر الأصلية.
تطبيق مخصص للهواتف والحواسيب
تتوفر أداة “غوغل” كتطبيق مستقل للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، وعلى الرغم من وجود اختلافات في تصميم الواجهة بين التطبيقين، إلا أنهما يقدمان نفس الوظائف، مع تفوق نسخة الكمبيوتر في الشمولية وسهولة الاستخدام، والجدير بالذكر أن الأداة أصبحت متاحة مؤخرًا على الهواتف بعد أن كانت حصرية على أجهزة الكمبيوتر.
تنقسم واجهة تطبيق الكمبيوتر إلى ثلاثة أقسام رئيسية، الأول مخصص لعرض المصادر التي قمت بإضافتها إلى الأداة، والثاني للدردشة المباشرة مع الأداة وطرح الأسئلة حول المصادر، أما القسم الثالث، المسمى “استوديو”، فيقدم مزايا متقدمة للوصول إلى أقصى إمكانات الأداة.
في تطبيق الهاتف، يمكنك التنقل بين الأقسام الثلاثة من خلال القائمة الرئيسية، ويقدم التطبيق نفس المزايا والوظائف الأساسية بشكل مبسط، ولكن تجدر الإشارة إلى أن بعض الميزات المتقدمة قد تكون غير متوفرة في نسخة الهاتف.
توليد المقاطع الصوتية لمعاينة المصادر
تقدم الأداة مجموعة متنوعة من المزايا المفيدة، لكن تظل ميزة إنشاء ملخصات صوتية للمصادر هي الأبرز والأكثر تميزًا، حيث تتيح لك تحويل المصادر المكتوبة إلى مقاطع صوتية متكاملة تشرح المحتوى، كما لو كان شخصًا يسجل لك شرحًا تفصيليًا.
أعلنت “غوغل” أيضًا خلال مؤتمرها الأخير عن توفير تحكم كامل في هذه المقاطع الصوتية، مما يتيح للمستخدمين تعديلها وتخصيصها وفقًا لتفضيلاتهم، ويشمل ذلك تحديد طول المقطع، واختيار النقاط التي يتم التركيز عليها، وحتى التفاعل مع المقطع الصوتي أثناء تشغيله.
كما أضافت “غوغل” ميزة أخرى عززت من قوة الأداة، وهي “الطور التفاعلي”، الذي يسمح بالتفاعل مع المقطع الصوتي أثناء الاستماع إليه، فمثلًا، يمكنك الضغط على زر المشاركة لإيقاف المقطع مؤقتًا، ثم طرح سؤال على المتحدث، ليقوم بتقديم الإجابة المطلوبة.
تعتبر ميزة المقاطع الصوتية التفاعلية من أهم المزايا التي توفرها الأداة، وأكثرها استخدامًا، وذلك لأنها تقدم تجربة تفاعلية فريدة من نوعها، ونادرًا ما توجد في أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
توليد مقاطع الفيديو
من المتوقع أن تطلق “نوت بوك إل إم” تحديثًا جديدًا خلال الأشهر القادمة، يضيف ميزة إنشاء مقاطع فيديو توضيحية للمصادر، بنفس الطريقة التي يتم بها إنشاء المقاطع الصوتية، وتهدف هذه الميزة إلى شرح المعلومات المعقدة بطريقة مرئية سهلة ومبسطة، من خلال مقاطع فيديو يتم إنشاؤها تلقائيًا بواسطة الأداة، مع إمكانية التحكم في محتواها.
لم تكشف “غوغل” بعد عن الموعد المحدد لإطلاق هذه الميزة، ولكن من المتوقع أن تصل خلال الأشهر القادمة، وقبل نهاية العام الحالي.
توليد الخرائط الذهنية
تعتمد الملايين حول العالم على الخرائط الذهنية كأداة فعالة للدراسة وفهم المفاهيم المعقدة، وبينما كان إنشاء هذه الخرائط يستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، تأتي أداة “نوت بوك إل إم” لتقدم حلاً سريعًا، حيث يمكنها توليد الخرائط الذهنية في ثوان معدودة.
كل ما عليك فعله هو إضافة المصادر والكتب التي تشرح موضوعًا معينًا، ثم تطلب من الأداة إنشاء خريطة ذهنية تساعدك على فهم هذا الموضوع، وفي غضون ثوانٍ، ستظهر الخريطة الذهنية أمامك بشكل منظم وسهل الاستيعاب.
تظهر الخريطة الذهنية في صورة مجموعة من النصوص والروابط المتصلة ببعضها، وعند النقر على أي نص أو رابط، يظهر مربع بحث يعرض المزيد من التفاصيل والتحليلات حول هذا الجانب من الموضوع.
استخدامات “نوت بوك إل إم”
على الرغم من أن هذه المزايا قد تبدو محدودة، إلا أنها تفتح الباب أمام العديد من الاستخدامات المتنوعة والمبتكرة للأداة، والتي تتجاوز مجرد المساعدة في الدراسة.
من بين أهم هذه الاستخدامات، إمكانية إنشاء صفحات للأسئلة الشائعة (FAQ) للمواقع والتطبيقات، وذلك ببساطة عن طريق إضافة محتوى الموقع أو التطبيق إلى الأداة، ثم طلب توليد صفحة الأسئلة الشائعة بشكل تلقائي.
يمكنك أيضًا استخدام الأداة لإنشاء خطوط زمنية واضحة للأحداث التاريخية المختلفة، وهو ما يفيد صناع المحتوى التاريخي، والطلاب والباحثين المهتمين بدراسة التاريخ، وبالطبع، يمكن الاعتماد على الأداة في توليد الوثائق والملخصات الضرورية لإنجاز الأعمال المختلفة.