«وداعًا عبقري الموسيقى».. رحيل زياد الرحباني يطفئ شمعة فيروز

«وداعًا عبقري الموسيقى».. رحيل زياد الرحباني يطفئ شمعة فيروز

كان زياد الرحباني قامة فنية لبنانية متعددة المواهب، فهو كاتب وملحن وموسيقي ومسرحي متفرد، عشق الفن بكل تفاصيله، أمتع الجماهير بنقده اللاذع، الذي عكس الواقع اللبناني بكل ما فيه من مرارة الانقسامات الطائفية والعصبيات والتقاليد، ولم يسلم من سهام نقده فن والديه، خاصة في سنوات تألقه الأولى، متجاوزًا بذلك التقاليد الفنية الموروثة.

في السنوات الأخيرة، واجه زياد الرحباني تحديات صحية أثرت سلبًا على مسيرته الفنية ونشاطه الإبداعي، مما أدى إلى تراجع حضوره في المشهد الفني.

عرف زياد الرحباني بجرأته في طرح الأفكار الجديدة والمفاهيم الفنية المبتكرة، وتميزت أعماله بالعمق الفني والفكري، حيث تناول قضايا مجتمعية حساسة وعبر عن مشاعر وأفكار معقدة بأسلوب فريد ومؤثر.



من هو زياد الرحباني؟

* فنان لبناني شامل، اشتهر بموسيقاه العصرية وتمثيلياته السياسية التي تحمل نقدًا بناءً، يعكس رؤيته للواقع بكل تجرد ونزاهة.

* يتميز أسلوبه بالتهكم العميق في معالجة القضايا، ويعد رائدًا في الموسيقى والمسرح العربي المعاصر، حيث أسس مدرسة فنية خاصة به.

* ولد في الأول من يناير عام 1956، والدته هي المطربة العالمية نهاد حداد المعروفة بـ فيروز، ووالده هو عاصي الرحباني، أحد الأخوين رحباني، اللذين أحدثا ثورة في الموسيقى والمسرح اللبناني.

* في عام 1973، قدم زياد الرحباني، البالغ من العمر 17 عامًا، أول لحن لوالدته فيروز أثناء مرض والده عاصي، وكانت أغنية “سألوني الناس” الشهيرة، التي حققت نجاحًا ساحقًا ولا تزال محفورة في الذاكرة.

* قدم لاحقًا أعمالًا غنائية مميزة لفيروز، منها: أنا عندي حنين، البوسطة، عندي ثقة فيك، بعتلك، ضاق خلقي، سلملي عليه، حبو بعضن، يا جبل الشيخ وغيرها، تاركًا بصمة لا تنسى في عالم الموسيقى.

* كان أول ظهور له على خشبة المسرح في مسرحية “المحطة” بدور الشرطي، وظهر أيضًا في مسرحية “ميس الريم” بنفس الدور، مما يعكس تنوعه الفني وقدرته على تجسيد مختلف الشخصيات.

* كتب أولى مسرحياته “سهرية”، ثم أتبعها بمسرحيات أخرى مثل “فيلم أميركي طويل”، “شي فاشل”، “بالنسبة لبكرا شو” وغيرها، التي أثارت جدلًا واسعًا وأثبتت جرأته في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية.

* تزوج من السيدة دلال كرم وانفصلا لاحقًا، ثم ارتبط بالفنانة اللبنانية كارمن لبس لمدة 15 عامًا قبل الانفصال، مما أثر على حياته الشخصية والفنية.

أقرأ كمان:  «بشرة متألقة بلا توتر».. 6 خطوات فعالة للتغلب على آثار الإجهاد والضغط النفسي على البشرة

ردود فعل رسمية

نشر الرئيس اللبناني جوزيف عون تغريدة على منصة إكس، نعى فيها زياد الرحباني قائلًا: “لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة، وأكثر، كان ضميرًا حيًا، وصوتًا متمردًا على الظلم، ومرآة صادقة”.

وكتب رئيس الوزراء نواف سلام: “برحيل زياد الرحباني، يخسر لبنان فنانًا مبدعًا استثنائيًا وصوتًا حرًا ظل وفيًا لقيم العدالة والكرامة، لقد جسد التزامًا عميقًا بقضايا الإنسان والوطن”.

وأضاف: “من على خشبة المسرح، وفي الموسيقى والكلمة، قال زياد ما لم يجرؤ كثيرون على قوله، ولامس آمال اللبنانيين وآلامهم على مدى عقود”.

كما رثاه وزير الثقافة غسان سلامة قائلًا: “كنا نخشى هذا اليوم، لعلمنا بتفاقم حالته الصحية وتضاؤل رغبته في العلاج، وتحولت خطط مداواته في لبنان أو الخارج إلى مجرد أفكار بالية، لأنه لم يعد يجد القدرة على تصور العلاج والعمليات التي يقتضيها، رحمه الله، رحبانيًا مبدعًا سنبكيه بينما نردد أغنيات له لن تموت”.