في خطوة ضرورية ومسؤولة، طالما طُلبت وكم كان الأمل كبيرًا في اتخاذها! إلا أن الأمر يبقى حول مدى مرونة منح الطالب حقه في إعادة التقييم في حال غيابه بعذر، حيث تُعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا للحد من انتشار العدوى.
قرارات محافظة البحيرة
نعبّر عن امتناننا الكبير لقرارات محافظة البحيرة، التي طالما نادينا بها، ونأمل في تعميمها على مستوى الجمهورية من خلال إدارة الأزمات بشكل مباشر، وذلك لإصدار تعليمات سريعة ووقائية لمواجهة الأمراض الفيروسية المعدية، خاصةً في ظل التحذيرات المتعلقة بفيروس “ماربورج”، الذي بدأ يتردد على مسامعنا، ونرى في تنفيذ هذه القرارات تجسيدًا لمطالبنا المتكررة بأهمية الوقاية، وبضرورة وضع خطة عاجلة متكاملة لحماية مدارسنا وتلاميذنا.
أما عن خطة محافظة البحيرة، فهي تتضمن وعيًا ووقاية لمواجهة فيروس ماربورج، وإليك ملخصًا لأهم الإجراءات والتعليمات الصادرة من مديرية التربية والتعليم في المحافظة:
1. أصدرت المديرية تعليمات واضحة وعاجلة للجميع بتطبيق أعلى مستويات الوقاية داخل الفصول والمؤسسات التعليمية بشكل عام، مؤكدة أن صحة الطلاب مسؤولية مشتركة تبدأ بالوعي.
2. الأعراض التي تستدعي التحرك والإبلاغ بشكل فوري: يجب على المدرسة الإبلاغ بسرعة عن أي طالب تظهر عليه هذه الأعراض، وتشمل: ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، صداع شديد، نزيف غير مبرر، أو قيء وإسهال غير معتاد.
3. توجيهات خاصة بالمعلمين والإداريين: يجب عزل أي طالب يُشتبه بإصابته في غرفة جيدة التهوية، وتسجيل بياناته بدقة، ولا يُسمح له بالعودة إلى المدرسة إلا بعد التقييم الطبي.
4. توجيهات لأولياء الأمور: يُمنع منعًا باتًا إرسال الطفل للمدرسة في حال ظهور حرارة أو أعراض مرضية أخرى، ويجب التوجه لأقرب مستشفى أو مركز طبي، مع متابعة النظافة الشخصية للطالب. كما يلزم إبلاغ المدرسة بأي حالة مخالطة في الأسرة.
5. إجراءات المدرسة عند وجود حالة: يجب التواصل الفوري والمباشر مع ولي الأمر لاستلام الطفل، وتطهير مكان جلوسه وجميع أدواته، ومتابعة غيابه للتأكد من سلامته، وإرسال تقرير يومي للإدارة التابعة وإدارة الأزمات.
نأمل أيضًا في ضمان بيئة تعليمية آمنة ومستدامة، إذ نرى أن هذه الخطوة المشكورة يجب أن تمثل نقطة انطلاق لتعميم الخطة على باقي الإدارات التعليمية والمحافظات، مع الأخذ في الاعتبار بعض النقاط الجوهرية لضمان التطبيق الأمن والفعال. نأمل من الوزارة تعميم هذه الإجراءات الوقائية بشكل شامل على مستوى جميع الإدارات والمحافظات في الجمهورية، لتوحيد خط الوقاية والدفاع الصحي في مدارسنا وأبنائنا الطلاب. يجب أن تمنح الوزارة مرونة كافية لأولياء الأمور من خلال طمأنتهم بأن حق الطالب في الدرجات لن يُضيع، وسيُعاد له الامتحان مرة أخرى دون فقدان درجته في حال غيابه بعذر مقبول أو في حالة الاشتباه بالمرض.
لحماية الطالب وضمان حقه في الدرجات والامتحان البديل، ينبغي للوزارة إصدار تصريح واضح والتزام بحماية مستقبل الطالب في حال وجود عذر أو اشتباه في هذه الظروف، حيث يجب أن يوفر نظام الامتحانات البديلة ضمانة أكيدة لحفظ درجات الطالب بالكامل في حال إصابته أو الاشتباه في إصابته. كما ينبغي تفعيل دور الزائرة الطبية بشكل كبير ومباشر، وتواجدها الفعلي في المدرسة لتحديد ما إذا كان الطالب يحتاج لإجازة مرضية بشكل فوري. يجب أيضًا توفير المنظفات وسبل الأمان والنظافة والتهوية الجيدة في الفصول، ومراقبتها بشكل دوري.
بالإضافة إلى ذلك، يجب تفعيل لجان رقابية دورية مباشرة وسريعة للتأكد من التزام جميع المدارس بهذه الإجراءات الوقائية بجدية، وذلك للحد من أي انتشار للعدوى وضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية للجميع. ولا ننسى دور الأسرة في أهمية توفير سبل النظافة الشخصية وأدواتها، والكشف المبكر، والالتزام بالوعي الصحي المستدام، والذي سيساهم في تقليل العدوى.
