الأطباء يتجاوزون الذكاء الصناعي في الدقة التشخيصية

الأطباء يتجاوزون الذكاء الصناعي في الدقة التشخيصية

الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 11:50 مساءً

أكدت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ألبرتا الكندية أن الذكاء الاصطناعي، رغم قدرته على إظهار تفوق في اختبارات الاختيار من متعدد الطبية، إلا أنه لا يزال يواجه صعوبة بالغة ويتعثر عند مواجهة معلومات سريرية متغيرة وغير ثابتة، مما يجعله أقل كفاءة مقارنة بالأطباء البشريين الذين يمتلكون قدرة فائق على التشخيص الطبي للحالات المعقدة. تأتي هذه النتائج، المستقاة من دراسة نشرها موقع “Medical xpress”، نقلاً عن مجلة نيو إنجلاند الطبية.

تفاصيل الدراسة

قام ليام ماكوي، الباحث في علم الأعصاب بجامعة ألبرتا، بتقييم مدى كفاءة نماذج اللغة الكبيرة في أداء التفكير السريري، وهي القدرة المحورية التي تشمل فرز الأعراض بدقة، وطلب الاختبارات التشخيصية الصحيحة، وتقييم المعلومات الجديدة باستمرار، ومن ثم التوصل إلى الاستنتاج الصحيح حول الحالة الصحية للمريض. وقد وجد أن نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة تواجه صعوبة بالغة في تحديث أحكامها واستنتاجاتها استجابةً للمعلومات الجديدة وغير المؤكدة، وغالباً ما تفشل في إدراك متى تكون بعض المعلومات غير ذات صلة تماماً بالتشخيص، بل إن بعض التحسينات الحديثة التي صُممت لتعزيز قدرة الذكاء الاصطناعي على التفكير قد أدت في الواقع إلى تفاقم مشكلة الثقة المفرطة لديه. يوضح ماكوي أن كل هذا يعني أنه بينما قد يحقق الذكاء الاصطناعي نتائج جيدة جداً في امتحانات الترخيص الطبي، فإن كونك طبيباً متميزاً يتطلب أكثر بكثير من مجرد تذكر الحقائق على الفور ودون تحليل عميق.

مقارنة بين الذكاء الاصطناعي والتفكير البشري

من المثير للاهتمام أن طلاب الطب البشري الذين يتفوقون ببراعة في اختبارات الاختيار من متعدد لا يتفوقون دائماً بالقدر نفسه في اختبار التوافق النصي السريري، نظراً للاختلاف الجذري في المهارات المطلوبة لكل منهما. ويشير ماكوي إلى أنه “من الأهمية بمكان إدراك أن الأداء في مهمة معقدة مثل التفكير السريري هو أمر بالغ التعقيد ويعتمد بشكل كبير على طبيعة المهمة نفسها”. ومع ذلك، لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أنه لا يمكن تحسين نماذج الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائها المستقبلي، فماكوي يعتقد أن هذه التكنولوجيا باقية في المشهد الطبي وستستمر في التطور، لكن تقع على عاتق الباحثين مسؤولية أخلاقية كبرى لمواصلة العمل على تحسينها وتطويرها، قائلاً: “تقع على عاتقنا مسؤولية أخلاقية لاستخدام أفضل التقنيات المتاحة، سواء أكانت نوعاً جديداً من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، أو جهازاً جديداً للإشعاع، أو نوعاً جديداً من الأدوات الجراحية، وفي نهاية المطاف، قد تُصبح هذه التقنية الجديدة أداةً لا غنى عنها لتعزيز التفكير السريري”.

المصدر : اخبار اليوم السابع