في ختام تداولات الأربعاء، سجلت المؤشرات الأوروبية ارتفاعًا جماعيًا مدفوعةً بتزايد التوقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر، بالإضافة إلى تحليل متعمق للميزانية البريطانية الجديدة.
إذ يترقب المستثمرون عن كثب الخطوات التي ستتخذها البنوك المركزية الكبرى حيال السياسة النقدية، وتأثير ذلك على الأسواق المالية العالمية.
أداء مؤشرات الأسهم الأوروبية
أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 1%، مسجلًا 574.01 نقطة، فيما قفز مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.9%، ليصل إلى 23695.23 نقطة عند الإغلاق.
كما صعد مؤشر فوتسي البريطاني بنحو 0.8%، ليغلق عند 9691.58 نقطة، وارتفع مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.8%، ليختتم الجلسة عند 8096.43 نقطة.
وتشير التقديرات الحالية في الأسواق إلى وجود احتمالية تقارب 85% لخفض بمقدار ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة، وفقًا لأداة CME FedWatch، وكان رئيس الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، قد ذكر يوم الجمعة الماضي أن هناك إمكانية لخفض أسعار الفائدة “في المستقبل القريب”.
علاوة على ذلك، تلقت الأسواق العالمية دفعة إيجابية إضافية بعد تصريح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، لقناة CNBC يوم الثلاثاء، بأن هناك “فرصة جيدة جدًا” لأن يعين الرئيس ترامب رئيسًا جديدًا للاحتياطي الفيدرالي قبل عيد الميلاد.
وتشير التوقعات إلى أن الاختيار قد يقع على كيفن هاسيت، مدير مجلس السياسة الاقتصادية الوطني بالبيت الأبيض، والذي يُعتبر الأكثر ميلًا نحو خفض أسعار الفائدة.
تفاصيل الميزانية البريطانية وتأثيرها على الأسواق
في المملكة المتحدة، تركزت الأنظار على ميزانية الخريف يوم الأربعاء، حيث قدمت وزيرة المالية راشيل ريفز خطط الحكومة للإنفاق والضرائب في العام المقبل، وأعلنت ريفز عن مجموعة من الزيادات الضريبية في محاولة للالتزام بالقواعد التي وضعتها بشأن الإنفاق والاقتراض، مما يضعها في موقف مالي صعب.
وقد أصدر مكتب مسؤولية الميزانية، وهو الهيئة الرقابية المالية في البلاد، توقعاته الاقتصادية والمالية بشكل مفاجئ قبل ميزانية الخريف، مما أدى إلى تقلبات في عوائد السندات الحكومية البريطانية.
شهدت السندات الحكومية البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بعد انخفاضها بمقدار 4 نقاط أساس عقب الإصدار، ولكنها سرعان ما استعادت مكاسبها، وسجلت آخر انخفاض لها بنقطة أساس واحدة، واتبعت السندات الحكومية قصيرة الأجل نمطًا مماثلًا.
شهدت أسهم البنوك البريطانية تذبذبًا ملحوظًا خلال الجلسة، حيث ارتفعت في البداية مدفوعة بتوقعات بتجنبها لضرائب إضافية في ميزانية الخريف، قبل أن تشهد تراجعًا حادًا بعد الإعلان المبكر عن تفاصيل الميزانية، ارتفع سهم باركليز بنسبة 2.3%، وصعد سهم نات ويست بنحو 1.8%، وربح سهم لويدز 2.7%.
وأكدت ريفز فرض ضريبة مجلس على العقارات التي تزيد قيمتها عن مليوني جنيه إسترليني (6.63 مليون دولار)، وتراجعت أسهم شركة بيرسيمون البريطانية للإسكان والبناء بنسبة تقارب 3.1%، معوضةً بعض خسائرها السابقة، وانخفضت أيضًا أسهم تايلور ويمبي بنسبة 2.1%، وبارات ريدرو بنسبة 2.1%، ومجموعة بيركلي بنسبة 3.9%.
ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، مسجلاً آخر ارتفاع له بنسبة 0.36% عند 1.3213 دولار للجنيه الإسترليني.
مستجدات السلام في أوكرانيا وتأثيرها على أسهم الدفاع
يراقب المستثمرون الأوروبيون عن كثب تطورات المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة بشأن اتفاق سلام في أوكرانيا، وصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بأن الاتفاق “قريب جدًا”.
وأضاف ترامب أن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بينما سيلتقي وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول “مع الأوكرانيين”.
وجاءت هذه التصريحات بعد ورود تقارير تفيد بقبول كييف للشروط المعدلة لخطة السلام، التي صاغتها الولايات المتحدة في الأصل.
وقد انعكست هذه الأنباء على الأسواق، حيث ارتفعت أسهم شركات الدفاع الأوروبية يوم الأربعاء، إذ ارتفع سهم راينميتال الألماني بنسبة تزيد قليلاً عن 1.4%، بينما ارتفع سهم مجموعة ميلديف بنسبة 0.3% تقريبًا، مقلصًا مكاسبه السابقة التي بلغت 3.3%.
أداء أسهم نوفو نورديسك بعد تحديد أسعار أدوية Ozempic وWegovy
في سياق منفصل، ارتفعت أسهم نوفو نورديسك بنسبة 4.9%، بعد أن أعلنت مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية في الولايات المتحدة عن السعر الجديد الذي تم التفاوض عليه لأدوية Ozempic وWegovy الأكثر مبيعًا اعتبارًا من عام 2027، وسيكون السعر الجديد للمرضى المسجلين في برنامج الرعاية الطبية 274 دولارًا، وهو خصم بنسبة 71% من سعر القائمة الحالي.
