ترافقنا الأمثال الشعبية في حياتنا اليومية، فكل موقف قد يذكرنا بحكمة متوارثة تعبر عن حالنا أو نستخدمها لإقناع الآخرين. لطالما تخيلنا شخصيات هذه الأمثال بأشكال وهيئات معينة، واليوم، بفضل التطور التكنولوجي وظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل “Gemini” التي تمكن المستخدمين من توليد صور دقيقة بناءً على وصف نصي، أصبح بإمكاننا تحويل هذه الشخصيات المتخيلة إلى صور مرئية. لقد استثمرنا هذه التقنية لنجسد بعض الشخصيات الأيقونية من أشهر الأمثال الشعبية، وجاءت النتائج كالتالي:
عند أم لطفى اللي بتولع وتطفى
يُستخدم هذا المثل الشعبي للسخرية من الخداع والمراوغة، ويُروى أن أصله يعود إلى امرأة تُعرف بـ “أم لطفى” أو “نعيمة”، التي خدعت زوجها باختلاق قصة مرض كاذبة لابنتها لإخفاء سر كبير عنه، إلا أن سرها انكشف في النهاية بعد اعتراف الداية التي كانت تساعدها. وقد جسّد تطبيق الذكاء الاصطناعي هذه الشخصية على هيئة امرأة تحمل جهازًا كهربائيًا مُضاءً باللمبات الملونة، في إشارة رمزية إلى قدرتها على التلاعب وإيهام الآخرين بالحقائق.
جت الحزينة تفرح مالقيتلهاش مطرح
يُقال هذا المثل عندما يواجه المرء حدثًا سيئًا غير متوقع، يضاف إلى أحزانه، أو عندما تسعى لتجاوز محنة فلا تجد لها مكانًا أو فرصة. وقد جسّد التطبيق هذا المثل بصورة سيدة حزينة تحمل صندوق هدية صغيرًا، تقف في حفل زفاف مكتظ بالمدعوين، بينما لا يوجد مقعد شاغر لها، مما يعكس شعورها بالإحباط وعدم وجود فرصة للفرح.
عند أم ترتر
يُستخدم هذا المثل غالبًا على لسان شخص غاضب للتعبير عن استحالة تحقيق مطلب أو رغبة ما. تعود قصته إلى سيدة تُدعى نبوية، اشتهرت بارتدائها جلبابات مزينة بالترتر اللامع، ولذا أطلق عليها لقب “أم ترتر”. كانت متزوجة من المعلم علوان أبو إسماعيل، الذي كان يعمل “عربجيًا”. كانت نبوية تربي الدواجن على سطح منزلها، الذي كان مطلًا على أسطح الجيران الذين كانوا يربون البط والأوز والديكة. وعندما كان طير من دواجن الجيران يتسلل إلى سطح أم ترتر، كانت تذبحه دون أن تترك له أثرًا، وإذا سأل الجيران عن طيرهم المفقود، كان الجواب الدائم: “ده عند أم ترتر”، في إشارة إلى استحالة العثور عليه، لأن نبوية كانت معروفة بكونها امرأة قوية تسترد حقها بيدها ولسانها الحاد. وقد جسّد تطبيق الذكاء الاصطناعي شخصية “أم ترتر” بسيدة ترتدي ملابس زاهية مزينة بالترتر الملون.
قالوا ودنك منين يا جحا
جحا، هذه الشخصية الأسطورية التي طالما أثرت قصصنا وأمثالنا الشعبية، يظهر في هذا المثل الشهير الذي يُقال للدلالة على المراوغة، المماطلة، أو اختيار الطرق المعقدة والملتوية بدلاً من السبل البسيطة والمباشرة لحل مشكلة أو الإجابة عن سؤال.
قالوا للحرامي احلف.. قال جالك الفرج
يدل هذا المثل الشعبي على أن اللص أو المذنب لا يتردد في الإفلات من العقاب بأي وسيلة، حتى لو تطلب الأمر القسم الكاذب، دون أن يشعر بأي وخز ضمير أو ذنب، مما يعكس عدم مبالاته بالقيم الأخلاقية.
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت
يُطلق هذا المثل الشعبي للتعبير عن الشعور العميق باليأس وخيبة الأمل، عندما تبذل جهدًا كبيرًا دون جدوى أو عندما لا تتحقق النتائج المرجوة. يُروى أن أصل المثل يعود إلى قبيلة بني هلال التي عانت لسنوات طويلة من القحط والجفاف، فقرر بطلهم أبو زيد الهلالي غزو تونس الخضراء. وبعد نجاحه في الغزو، أرسل لزوجته علياء كي تنضم إليه، لكنها ردت عليه بأن بلادهم قد ازدهرت وعادت إليها الحياة بفضل الأمطار الغزيرة التي هطلت، مما جعل غزوه يبدو وكأنه بلا فائدة أو تأثير يذكر على وضعهم الأصلي.
عاد بخفي حنين
يُردد مثل “عاد بخفي حنين” للدلالة على عدم تحقيق الهدف المرجو، أو العودة بخيبة أمل بعد جهد مبذول. تعود أصوله إلى قصة حُنين، صانع الأحذية البارع في مدينة الحيرة بالعراق. في يوم من الأيام، مر به أعرابي وساومه على ثمن حذاء، لكنه لم يشترِ في النهاية، الأمر الذي أثار غضب حُنين. قرر حُنين الانتقام، فلحق بالأعرابي عبر طريق جانبي أسرع، وأخذ فردتي حذاء، ووضع إحداهما على الطريق، ثم وضع الأخرى على مسافة أبعد، واختبأ يراقب. عندما رأى الأعرابي الفردة الأولى، قال: “ما أشبهه بخفي حُنين، لكنه فردة واحدة”، فتركه وواصل سيره. ثم وجد الفردة الأخرى، فدفعه طمعه إلى ترك جمله ومتاعه ليعود لأخذ الفردة الأولى. استغل حُنين هذه الفرصة، واستولى على متاع الأعرابي الثمين. وهكذا، عاد الأعرابي إلى قبيلته وقد سُرق منه كل شيء، ولم يتبقَ له سوى خفي حُنين كرمز لخسارته الفادحة وعودته بلا شيء ذي قيمة.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
