شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مدفوعة بتوقعات متزايدة بأن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أقل تشددًا في الفترة القادمة، وذلك حسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
أسعار الذهب في السوق المحلية
أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، بأن أسعار الذهب في السوق المحلية شهدت صعودًا بمقدار 15 جنيهًا مقارنة بإغلاق تعاملات أمس، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 22 دولارًا، لتستقر المستويات عند الآتي:
| البيان | سعر اليوم (الأربعاء) | ملاحظات |
|---|---|---|
| جرام الذهب عيار 21 | 5570 جنيهًا | ارتفاع 15 جنيهًا مقارنة بإغلاق أمس (5555 جنيهًا). |
| الأوقية عالميًا | 4155 دولارًا | ارتفاع 22 دولارًا مقارنة بإغلاق أمس (4133 دولارًا). |
| جرام الذهب عيار 24 | 6366 جنيهًا | — |
| جرام الذهب عيار 18 | 4774 جنيهًا | — |
| الجنيه الذهب | 44560 جنيهًا | — |
أسباب ارتفاع الأسعار
لم يقتصر الارتفاع على تعاملات اليوم فحسب، بل شهدت أسعار الذهب خلال تعاملات أمس الثلاثاء أيضًا صعودًا ملحوظًا، حيث افتتح جرام عيار 21 التداول عند 5535 جنيهًا وأغلق عند 5555 جنيهًا، في حين حافظت الأوقية عالميًا على استقرارها عند 4133 دولارًا.
يُعزى الارتفاع الحالي في أسعار الذهب إلى تزايد توقعات الأسواق بأن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر مرونة وتخفيفًا، خاصة بعد الأنباء التي أشارت إلى إمكانية ترشيح كيفن هاسيت، أحد كبار مستشاري البيت الأبيض، لرئاسة الفيدرالي، وهو ما فسره المستثمرون كمؤشر على احتمالية خفض أسعار الفائدة في المستقبل.
بيانات اقتصادية تدعم التوقعات
عززت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية هذه التوقعات، حيث أعلنت وزارة العمل عن انخفاض ملحوظ في طلبات إعانة البطالة الأولية لتصل إلى 216 ألف طلب خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر، متجاوزة بذلك توقعات السوق التي كانت عند 225 ألف طلب، كما تراجع المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع إلى 223.7 ألف طلب، مما يعكس تحسنًا في سوق العمل.
إضافة إلى ذلك، كشفت بيانات السلع المعمرة عن ارتفاع الطلبات بنسبة 0.5% في شهر سبتمبر، متجاوزة التوقعات ومؤكدة على قوة الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يزيد من احتمالية اتخاذ الفيدرالي لقرارات داعمة للنمو الاقتصادي.
تحسن في شهية المخاطرة
على الرغم من العوامل الإيجابية التي تدعم صعود الذهب، يواجه المعدن النفيس بعض التحديات الناتجة عن تحسن مزاج الأسواق العالمية، وذلك في أعقاب التقارير التي تتحدث عن تقدم في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، وفي سياق متصل، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى 99.84 بعد أن كان قد لامس أدنى مستوى أسبوعي عند 99.60.
توقعات مستقبلية للذهب
رفعت المؤسسات المالية الكبرى توقعاتها بشأن مستقبل الذهب، حيث قام دويتشه بنك بزيادة تقديراته لسعر الذهب في عام 2026 ليصل إلى 4450 دولارًا للأوقية، مشيرًا إلى الدور المحوري لمشتريات البنوك المركزية الكثيفة وتزايد تدفقات المستثمرين، ويتوقع البنك أن تقترب الأسعار من 4950 دولارًا، بزيادة تبلغ 14% عن العقود الآجلة الحالية.
وفي تقرير ذي صلة، أفاد مجلس الذهب العالمي أن صناديق الذهب المتداولة عالميًا (ETFs) سجلت تدفقات صافية بلغت 55.1 طنًا خلال أكتوبر 2025 (ملاحظة: التاريخ هنا قد يكون خطأ مطبعي في المصدر الأصلي وقد يشير إلى 2023 أو 2024، ولكن تم الاحتفاظ به كما هو)، مدفوعة بشكل أساسي بمشتريات قوية من أسواق أمريكا الشمالية وآسيا، على الرغم من خروج كبير للأموال من صناديق الذهب في أوروبا.
وفي تقرير منفصل، كشف بنك جولدمان ساكس أن الصين عززت احتياطياتها من الذهب بنحو 15 طنًا خلال شهر سبتمبر، بينما بلغت المشتريات الإجمالية للبنوك المركزية حوالي 64 طنًا، مما كان له دور كبير في دعم ارتفاع أسعار الذهب على مدار السنوات الثلاث الماضية.
ويتوقع جولدمان ساكس استمرار هذه الوتيرة من المشتريات حتى نهاية عام 2026، بمتوسط شهري يقارب 80 طنًا، مع ترجيح وصول أسعار الذهب إلى 4900 دولار للأوقية بحلول نهاية العام المقبل، مدعومة بالطلب الرسمي المستمر والتيسير النقدي المتوقع.
