ليه أسعار الذهب مولعة نار الأيام دي؟ رغم إن شبح الإغلاق الحكومي في أمريكا اختفى، وبوادر الصلح بدأت تلوح في الأفق بين أوكرانيا وروسيا، وحتى الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين خفت حدتها، إيه اللي بيخلي الذهب يرجع يغلي تاني؟ وهل ممكن نشوف انخفاض في أسعاره قريب، ولا الموجة دي مكملة طلوع؟
اللي بيحصل في سوق الذهب مش مجرد ارتفاع وخلاص، ده مؤشر على حالة قلق مالي عالمي، السوق شايف حاجة أبعد من التصريحات الرسمية والكلام المعسول في المؤتمرات، أول ما الذهب يبدأ يتحرك بالمنظر ده، لازم نعرف إن فيه عوامل تانية غير الأخبار الظاهرية هي اللي بتحركه.
ليه الذهب طالع رغم نهاية الإغلاق الأمريكي؟
العالم كله كان مستني يشوف الإغلاق الحكومي في أمريكا هيوصل لإيه، والإغلاق انتهى أخيرًا، والمنطقي إن الدولار يقوى والذهب يهدى، بس اللي حصل كان العكس تمامًا، المستثمرين شايفين إن نهاية الإغلاق مش معناها نهاية المشاكل الاقتصادية في أمريكا، بالعكس، فيه ناس كتير متوقعة إن الفيدرالي الأمريكي ممكن يبدأ يخفض الفايدة قريبًا، وده بيخلي الدولار والسندات أقل جاذبية، وبيفتح الطريق للذهب عشان يلمع ويزيد.
الذهب وعلاقته بالأزمات والشكوك
الذهب زي ما بنقول “ابن الأزمات”، ومع إن فيه بوادر اتفاق بين روسيا وأوكرانيا، وهدوء نسبي في الخلافات بين واشنطن وبكين، بس مفيش ضمانات إن ده استقرار دائم، الأسواق عارفة كويس إن أي تهدئة سياسية ممكن تكون مؤقتة، وإن المشاكل الاقتصادية بين أمريكا والصين مش هتتحل بسهولة، عشان كده المستثمر اللي بيدور على الأمان، بيلجأ للذهب لأنه الأصل اللي بيحافظ على قيمته في كل الظروف.
دور البنوك المركزية في ارتفاع أسعار الذهب
فيه عامل مهم تاني لازم نحطه في الاعتبار، وهو البنوك المركزية، السنة دي البنوك المركزية شايفة إن العالم داخل على فترة عدم استقرار مالي، عشان كده بدأت تشتري ذهب بكميات كبيرة، ولما اللاعبين الكبار يدخلوا يشتروا، السعر لازم يتحرك، ده غير إن الصناديق الاستثمارية رجعت تزود مشترياتها من الذهب، وده بيدي دفعة قوية للسوق كله.
التضخم والخوف من عودته
كمان فيه حاجة مهمة، وهي التضخم، صحيح إنه بدأ يهدى في دول كتير، بس مفيش ثقة كاملة إن الموجة انتهت فعلًا، أي خوف من رجوع التضخم، حتى لو مجرد إشاعة، بيخلي المستثمرين يجروا على الذهب تاني، لأنه الملاذ الآمن اللي بيحافظ على قيمة الفلوس مهما حصل.
تأثير الأوضاع العالمية على أسعار الذهب في مصر
طبعًا الوضع في مصر مختلف شوية، الأسعار هنا بتتأثر بحاجتين أساسيتين، سعر الأوقية عالميًا، وسعر الدولار في السوق المحلي، ولإن سعر الدولار في مصر مش ثابت تمامًا، أي ارتفاع بسيط في السعر العالمي بيترجم لزيادة كبيرة في سعر الجرام عندنا، ومع زيادة الطلب المحلي من الناس اللي بتدور على مكان آمن تحط فيه فلوسها، الأسعار بتزيد أكتر، خصوصًا إن كل ما الناس تحس إن الجنيه ممكن يتأثر بأي شكل، بيرجعوا للذهب كوسيلة لحفظ القيمة.
هل ممكن أسعار الذهب تنزل تاني؟
السؤال اللي شاغل بال الكل، هل ممكن الذهب ينزل تاني؟ الإجابة هي: أيوه، ممكن جدًا، الذهب مش ماشي في خط مستقيم، لو أمريكا رفعت الفايدة تاني، أو لو الاتفاق السياسي بين روسيا وأوكرانيا اتنفذ فعلًا، أو لو العلاقات بين الصين وأمريكا اتحسنت فجأة، كل ده ممكن يخلي الطلب على الذهب يقل والسعر يرجع ينزل شوية، ده طبيعي، ومش جديد على سوق الذهب.
سيناريوهات مستقبلية لسوق الذهب
لكن هل السيناريو ده هو الأقرب للواقع؟ المحللين شايفين إن ده مش مرجح قوي، أغلب المؤشرات بتقول إن العالم داخل على فترة اضطراب اقتصادي، سواء بسبب الدولار، أو حركة التجارة العالمية، أو حتى توقعات النمو، والذهب بيتغذى على الأجواء دي، عشان كده فكرة إن الذهب يفضل يطلع تدريجيًا هي الأقرب، مش عشان فيه حروب، لكن عشان الناس مش واثقة إن الاقتصاد العالمي رايح في اتجاه مستقر.
