فيلم For Good يثير الجدل السياسي ويثير نقاشات حادة

فيلم For Good يثير الجدل السياسي ويثير نقاشات حادة

(CNN) — من يقع في حب فيلم “Wicked”، يجد سهولة في الانجذاب إلى سحره، وموسيقاه، وعلاقة الأخوة المؤثرة بين الصديقين المختلفين التي تمثل جوهر القصة.

لكن من الصعب أيضًا تجاهل الجذور السياسية للجزء الأول، والتي تبرز بشكل أكثر وضوحًا في الجزء الثاني “Wicked: For Good”، المعروض حاليًا في دور السينما حول العالم.

الخلفية السياسية في “Wicked”

في الجزء الأول من الفيلم، المقتبس من رواية ومن إخراج جون إم. تشو، والذي ترشح لجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار في العام الماضي، لعبت قضايا التوتر العرقي دورًا هامًا في خلفية القصة، حيث تتخيل أصل ساحرة الغرب الشريرة الشهيرة من الفيلم الكلاسيكي “The Wizard of Oz” عام 1939، وتستكشف علاقتها بـ “غليندا” الطيبة.

تتخلل القصة أسئلة حول كيفية تقبلنا أو رفضنا لمن نعتبرهم مختلفين، حيث نرى “غليندا” (أريانا غراندي) تسيء في البداية إلى “إلفابا” (سينثيا إيريفو) ذات البشرة الخضراء، قبل أن تنشأ بينهما صداقة.

لكن علاقتهما الهشة تواجه اختبارًا صعبًا، عندما يكتشفان أن “ساحر أوز” (جيف غولدبلوم) المخيف والموقر، هو في الواقع مُتلاعب بارع يسعى لاستخدام “إلفابا” لتحقيق هدفه، وهو إسكات حيوانات “أوز” المسحورة، التي تُنتزع حقوقها تدريجيًا وتفقد قدرتها على الكلام.

ويتعاون الساحر مع معلمة “إلفابا”، “مدام موريبل” (ميشيل يوه)، لنشر دعاية في جميع أنحاء “أوز” عن “إلفابا”، مصورًا إياها على أنها “ساحرة شريرة”، ويصل الفصل الختامي إلى ذروته، معالِجًا قضية سياسية ساخنة أخرى، وهي الهجرة.

الهجرة والقيود على الحركة

في أحد المشاهد المؤثرة، يتوجه “بوك” (إيثان سلاتر) من مونشكينلاند إلى محطة القطار، رغبةً منه في السفر إلى مدينة الزمرد والتعبير عن حبه لـ “غليندا”، لكنه يصاب بالصدمة عندما يعلم أن الحيوانات والمونشكين ممنوعون من السفر، ويحتاجون إلى تصريح خاص للقيام بذلك، وقد تم فرض هذه السياسة من قبل حاكمة مونشكينلاند المعينة حديثًا، “نيساروز ثروب” (ماريسا بود).

يصور المشهد لحظات مؤلمة، حيث يُمنع المونشكين من التنقل بحرية، وفي وقت لاحق من الفيلم، تظهر بعض حيوانات “أوز” مختبئة في قبو داخل قصر الساحر في مدينة الزمرد، محبوسة في أقفاص.

تثير هذه المشاهد تشابهًا لافتًا مع صور وقصص مأساوية، شهدها المتضررون من حملة إدارة ترامب الصارمة على المهاجرين غير الشرعيين.

مداهمات الهجرة والجدل السياسي

شهدت مدن ومناطق في جميع أنحاء أمريكا توترًا شديدًا، مع شنّ مداهمات على الهجرة، ففي شارلوت، أغلقت الشركات أبوابها بعد وصول عملاء فيدراليين إلى المنطقة، وأُلقي القبض على أكثر من 200 شخص منذ بدء ما أطلقت عليه وزارة الأمن الداخلي اسم “عملية شبكة شارلوت” مؤخرًا، ومع ذلك، زعمت إدارة ترامب أن تطبيقها للقانون يستهدف المجرمين وأعضاء العصابات.

في يونيو/حزيران، صرحت مساعدة وزير الأمن الداخلي، تريشيا ماكلولين، لشبكة CNN أن هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) تستهدف “أسوأ السيئين”، مضيفةً أنه “في أول 100 يوم للرئيس دونالد ترامب، كان 75% من اعتقالات الهيئة من الأجانب غير الشرعيين المجرمين الذين صدرت بحقهم أحكام أو تُهم معلقة”.

لم ترد ماكلولين على طلب لتوضيح طبيعة تلك الإدانات أو التهم المعلقة، وفي المقابل، تناقض قضايا عديدة مزاعم الإدارة، حيث أظهرت وثائق حكومية داخلية حصلت عليها شبكة CNN هذا الصيف أن 10% فقط من المهاجرين المحتجزين لدى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2024، قد أُدينوا بجرائم عنف أو جرائم جنسية خطيرة.

إلفابا والمقاومة

العدو في الفيلم هو الحيوانات، وهي فكرة ترفضها “إلفابا” بشكل قاطع، وفي فيلم “Wicked: For Good”، نراها تتدخل بنشاط ضد أنشطة الساحر، وتعطل أعمال البناء على طريق الطوب الأصفر، وتحاول نشر حقيقة كذبه على سكان أوز، مما يدفع الحيوانات إلى الفرار خوفًا، وهو ما يسعون إليه عبر نفق تحت الأرض أسفل طريق الطوب الأصفر.

في مشهد آخر من “Wicked: For Good”، تظهر “إلفابا” واقفةً فوق حفرة في طريق الطوب الأصفر المؤدي إلى النفق تحت الأرض، ولا يمكن للكثيرين أن ينسوا أن إيريفو جسدت أيضًا شخصية “هارييت توبمان”، محررة العبيد وإحدى شخصيات السكك الحديدية تحت الأرض، في فيلم “Harriet” الذي ترشح لجائزة الأوسكار عام 2019.

تواصلت شبكة CNN مع مخرج فيلم “Wicked: For Good” جون إم. تشو، بالإضافة إلى الكتاب ويني هولزمان وستيفن شوارتز وماغواير، لطلب التعليق.

الأفلام السياسية في موسم الجوائز

يبدو أن الفيلم يعرض في الوقت المناسب تمامًا مع انطلاق موسم الجوائز، وهو فيلم ذو طابع سياسي قوي هذا العام، شأنه في ذلك شأن أفلام أخرى عُرضت هذا العام، مثل:

  • “One Battle After Another” للمخرج بول توماس أندرسون، والذي يتصدر بالفعل سباق ترشيحات الأوسكار.
  • فيلم “Eddington” لآري أستر.
  • فيلم “A House of Dynamite” للمخرجة الحائزة على جائزة الأوسكار كاثرين بيغلو، والذي أثار غضب البنتاغون بسبب تعليقه على القدرات النووية للولايات المتحدة، وطريقة تعاملها مع أسلحتها.

هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.