مصطفى الجداوى
نشر في:
الإثنين 24 نوفمبر 2025 – 7:38 م
| آخر تحديث:
الإثنين 24 نوفمبر 2025 – 7:38 م
العفوية والبساطة تمنح الفيلم طابعه الحقيقي
نهى عادل: التصوير اكتمل خلال 8 أيام
التعامل مع المادة بروح تسجيلية
سارة عبدالله: كل عبارة اختيرت لخدمة الحكاية
تجربة تصوير تعتمد على الارتجال الكامل
على رزيق: تجربة تصوير مختلفة
استضافت سينما زاوية، مساء السبت، ندوة تتعلق بفيلم “دخل الربيع يضحك”، بحضور الكاتبة والمخرجة نهى عادل، والمنتج المنفذ ساندرو كنعان، والمونتيرة سارة عبدالله، والمخرج المنفذ ميسون المصري، ومهندس الصوت مصطفى شعبان، ومصور العمل علي رزيق، بالإضافة إلى أسرة الفيلم الدكتورة منى النموري، فيما أدار الندوة المخرج أحمد عبدالله السيد.
خلال الندوة، استعرضت المخرجة نهى عادل الظروف الإنتاجية وتفاصيل العمل مع فريق غالبيته من غير المحترفين، مشددة على حظها في التعاون معهم، وأشارت إلى أن فريق العمل أنجز التصوير في فترة قياسية، فقالت: “انتهينا من تصوير الفيلم في نحو ثمانية أيام فقط، وقد فوجئت بقدرة الفريق على تنفيذ المهام رغم الضغوط وسرعة الإيقاع”.
وأوضحت أن بساطة الإمكانيات شكّلت تحديًا موازياً، مؤكدة أن تنفيذ عمل عفوي ومحدود الموارد قد يكون أصعب من الأعمال ذات الميزانيات الكبيرة، وكشفت أنها أمضت قرابة عامين في دراسة الشخصيات والتعرف على طبائع الناس قبل بدء تنفيذ الفيلم، مما ساهم في بناء فريق عمل متناغم مع رؤيتها الإخراجية.
فيما يتعلق بالسيناريو، قالت نهى عادل إن النص شكل عبئًا على الممثلين في البداية، مضيفة: “بعد فترة من التدريب على السيناريو، قررت الاستغناء عنه وطلبت من كل ممثل أن يستدعي تجربته الشخصية ويتفاعل مع القصة بشكل مباشر”، وأكدت أن هذه المنهجية أسهمت في تحقيق أداء أكثر صدقًا وعفوية.
لفتت إلى أن مشهد “البلكونة” كان من أكثر المشاهد تأثيرًا بالنسبة لها، وهو ما دفعها للبدء به في النسخة النهائية من الفيلم، كما شددت على أن الاحتفاظ بالأصوات الطبيعية والعناصر العفوية للبيئة المحيطة كان جزءًا من فلسفة الفيلم، حيث حرصت على عدم عزل الأصوات الخارجية، ورغم تردد بعض أفراد الفريق في البداية، فإن هذه العشوائية كانت جزءًا من روح الفيلم ومنحته طابعًا طبيعيًا.
من جانبه، أكد المنتج المنفذ ساندرو كنعان أن فريق العمل، رغم قلة خبرته، قدم تجربة مهنية متميزة بفضل التزامه وثقته في الرؤية الإخراجية لنهى عادل، مشيرًا إلى أن النهج الذي تبنته المخرجة كان العامل الأساسي في خروج الفيلم بروحه الخاصة.
كشفت المونتيرة سارة عبدالله عن رؤيتها في التعامل مع المادة المصورة، موضحة أن عناصر البساطة والتلقائية بين الشخصيات أثناء تناول الطعام أو خلال الجلسات اليومية كانت ما جذبها في التجربة، وقالت: “تعاملت مع الحوار باعتباره تسجيلًا وثائقيًا، وبدأنا في اختيار المقاطع التي تحمل قيمة حقيقية وتضيف إلى السياق دون تكرار”.
أضافت عبدالله أن ترتيب القصص داخل الفيلم كان عنصرًا جوهريًا للحفاظ على الإيقاع والاتساق، مشيرة إلى أن كل جملة تم الاحتفاظ بها كانت “تخدم الحكاية وبناءها الدرامي”.
من جهته، تحدث المصور علي رزيق عن تجربة التصوير التي وصفها بأنها “غير مسبوقة”، إذ فوجئ باعتماد الفيلم على الارتجال الكامل، فقال: “كنا نعمل بكاميرتين فقط، ولم أكن أعرف في كثير من الأحيان من المتحدث التالي، وكانت المخرجة تلفت انتباهي أثناء التصوير للحصول على لقطات بعينها”.
وأشار رزيق إلى غياب المعدات الاحترافية، موضحًا أن الفريق اعتمد بشكل كامل على الإضاءة الطبيعية، فقال: “اكتشفنا لاحقًا أن الحفاظ على البساطة كان جزءًا مهمًا من صدق الصورة، لو استخدمنا معدات كبيرة، ربما فقد الفيلم واقعيته”.
أكد أن هذا الأسلوب أسهم في تقديم تجربة تصوير أقرب إلى الروح التسجيلية، مما منح العمل طابعه الخاص.
يقدم “دخل الربيع يضحك” أربع حكايات منفصلة تدور أحداثها في فصل الربيع، وتكشف الجانب الخفي للعلاقات الإنسانية التي تبدو في ظاهرها مرحة ومشرقة، بينما تخفي خلفها مشاعر ألم وخيبة، ومع تقدم الأحداث، تتبدل ملامح تلك العلاقات تدريجيًا لتتحول الضحكات إلى خلافات، وتظهر الحقائق شيئًا فشيئًا مع حلول الخريف.
قد تُوج الفيلم بعدة جوائز ضمن الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، منها: جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية (فيبريسى)، جائزة صلاح أبو سيف لأفضل مخرجة للمخرجة نهى عادل، جائزة هنري بركات في الإسهام الفني – المسابقة الدولية، تنويه خاص للفنانة رحاب عنان عن أدائها.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
