اتفقت مصر على شراء نحو 80 شحنة من الغاز المسال من شركة “هارتري بارتنرز” الأميركية بقيمة 4 مليارات دولار، على أن يبدأ توريد الشحنات اعتباراً من يناير المقبل، بحسب مسؤول حكومي مصري لـ”الشرق” شريطة عدم نشر اسمه.
تفاصيل الصفقة الأمريكية
تصريحات المسؤول تأتي بعد ساعات من إعلان ماركو روبيو، نائب وزير الخارجية الأميركي، على منصة “إكس” الخميس أن مصر اختارت شركة “هارتري بارتنرز” لإبرام اتفاقية توريد غاز، بما يعزز المصالح الاقتصادية والتجارية الأميركية حول العالم.
استراتيجية تنويع مصادر الغاز
يأتي الاتفاق في إطار سعي مصر لتنويع مصادر الحصول على الغاز، وبهدف التحول إلى محور إقليمي للطاقة في شرق المتوسط، عبر استيراد الغاز من دول الجوار، وسط مساعي الحكومة للعودة إلى التصدير بحلول 2027، بحسب ما ذكره رئيس الوزراء مصطفى مدبولي في وقت سابق.
تعاقدات سابقة مع استيراد الغاز
كانت مصر قد تعاقدت على استيراد ما يتراوح بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال 2025، لسد الفجوة بين الاحتياج الفعلي للسوق المحلية من الغاز الطبيعي والإنتاج المحلي.
تسهيلات ائتمانية من “هارتري بارتنرز”
قال المسؤول إن الشركة الأميركية وافقت على منح الشركة المصرية القابضة للغازات “إيجاس” تسهيلات ائتمانية في السداد تتراوح ما بين 6 أشهر إلى 12 شهراً، وبعلاوة سعرية تتناسب مع وضع سوق الغاز المسال العالمية.
تغير وضع مصر في سوق الغاز
تحولت مصر خلال 2024 إلى مستورد رئيسي مع تراجع إنتاج الحقول المحلية، وزيادة الطلب الناتجة عن النمو السكاني وارتفاع درجات الحرارة، مما يضغط على الأسواق العالمية.
أهداف مصر في إنتاج الغاز الطبيعي
تحاول البلاد زيادة إنتاج الغاز الطبيعي إلى 6.6 مليار قدم مكعب يومياً بحلول 2030، بزيادة 58% عن المعدل الحالي الذي يبلغ 4.2 مليار قدم، بحسب وزير البترول والثروة المعدنية المصري، كريم بدوي، إضافة إلى حفر 14 بئراً استكشافياً في البحر المتوسط عام 2026 لتقييم احتياطيات بـ12 تريليون قدم مكعب.
أسعار الشحنات ومرونة السداد
المسؤول الحكومي أوضح أن قيمة الشحنات ليست ثابتة، بل ستخضع لمعادلة سعرية مربوطة بالسوق العالمية وقت التوريد، بما يضع هامش قيمة الشحنة قابل للزيادة والنقصان، وألمح إلى أنه من المقدر أن تتراوح حمولة الشحنات بين 140 و165 ألف متر مكعب من الغاز المسال للشحنة الواحدة، على أن تتراوح قيمتها – وفق الأسعار العالمية الحالية للغاز المسال – بين 50 مليون دولار و55 مليون دولار.
وأشار المسؤول إلى وجود زيادة سعرية بنحو مليوني دولار للشحنة مقابل ميزة السداد على فترة تصل إلى عام كامل.
توقيع الاتفاق التجاري مع “إيجاس”
ستتم عمليات توريد الشحنات عبر فرع “هارتري بارتنرز إل بي” في مصر، وذلك عقب توقيع الاتفاق التجاري مع “إيجاس”.
مصر كأكبر مستورد للغاز في الشرق الأوسط
أصبحت القاهرة أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في منطقة الشرق الأوسط في 2025، متجاوزةً الكويت، وذلك نتيجة تراجع الإنتاج المحلي وزيادة الطلب، مما دفعها للتحول إلى مستورد صافٍ لتجنب أزمة في الإمدادات.
زيادة الواردات وزراعة العقود الطويلة
ارتفعت واردات مصر من الغاز بنسبة 51% في أول 9 أشهر من العام الحالي، لتصل إلى 15.6 مليار متر مكعب، وفق بيانات قاعدة الطاقة المشتركة “جودي”.
وأوضح المسؤول الحكومي أن إبرام العقود طويلة الأجل مع الشركات العالمية يحقق لمصر مزايا متعددة، في مقدمتها توفير شحنات كبيرة وعدم التعرض لتقلبات السوق الفورية للغاز المسال.
