مع برودة الأجواء وقصر ساعات النهار، يلاحظ الكثيرون تغيرات ملحوظة في مزاجهم ومستويات طاقتهم ورغبتهم في إنجاز المهام مع اقتراب أشهر الشتاء. تُعرف هذه الظاهرة الشائعة باسم “كآبة الشتاء”، وهي مصطلح يصف التغيرات المفاجئة التي قد يمر بها معظمنا في مرحلة ما من حياتنا. ومع ذلك، بالنسبة لملايين الأشخاص، قد تتطور هذه المشاعر لتصبح “اضطرابًا عاطفيًا موسميًا”، وهو شكل من أشكال الاكتئاب الذي يتميز بمشاعر الحزن العميق، واضطرابات النوم، وفقدان الشغف بالأنشطة المحببة، وزيادة في الوزن. إذا كنتِ تواجهين تحديات خلال هذا الوقت من العام، فإن بذل جهد واعٍ لاستغلال الجوانب الإيجابية لهذا الفصل يمكن أن يحدث فارقًا جوهريًا في صحتكِ النفسية ورفاهيتكِ العامة. سواء كان جدولكِ مزدحمًا بالعمل في الأسابيع المقبلة أو كنتِ تخططين لقضاء وقت هادئ في المنزل، إليكِ ست طرق بسيطة للاستفادة من فصل الشتاء وتحسين حالتكِ النفسية، وذلك وفقًا لموقع “iinn”:
– الخروج إلى الهواء الطلق
مع بدء تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة، قد يكون من المغري البقاء في الداخل والاحتماء تحت بطانية دافئة، لكن قضاء بضع دقائق فقط في الهواء الطلق، والاستمتاع بهواء الشتاء المنعش، يمكن أن يؤثر إيجابًا على مزاجكِ وصحتكِ النفسية بشكل كبير. يُعد نقص ضوء النهار أحد أبرز العوامل التي تسهم في الاضطراب العاطفي الموسمي، لذا احرصي على التعرض للضوء الطبيعي حتى في الأيام الغائمة، فهذا سيساعد على إعادة ضبط ساعتكِ البيولوجية التي تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة نفسية جيدة. إضافة إلى ذلك، غالبًا ما تقل مستويات نشاطنا البدني بشكل ملحوظ خلال أشهر الشتاء، لذا، إذا سمح الطقس بذلك، ارتدي ملابس دافئة واذهبي في نزهة حول حيكِ لاكتساب بعض الخطوات الضرورية واستنشاق الهواء النقي. كما تُعد الأنشطة الشتوية مثل التزلج على الجليد أو بناء رجل الثلج طرقًا ممتعة أخرى لقضاء الوقت مع أحبائكِ، وتعزيز مزاجكِ، وتحسين صفاء ذهنكِ.
– خلق بيئة إيجابية
نقضي معظم أوقاتنا داخل المنزل خلال فصل الشتاء، لذا من الأهمية بمكان أن تجعلي بيئتكِ دافئة وإيجابية، ومكانًا تستمتعين بقضاء الوقت فيه. تأكدي من أن منزلكِ نظيف ومرتب ومريح لكِ ولأحبائكِ، فإحاطة نفسكِ بإضاءة دافئة، وبطانيات ناعمة، ونباتات منزلية، وصور عزيزة، وشموع، وبعض الأشياء المفضلة الأخرى سيساعدكِ على تقبل أشهر الشتاء القاسية داخل المنزل بسهولة أكبر.
– كوني منتجة
إذا كان طقس الشتاء يحد من أنشطتكِ الخارجية، فاستغلي وقتكِ في المنزل بأقصى درجة. يشمل ذلك ممارسة الأنشطة البدنية مثل التمارين الرياضية الداخلية أو اليوجا في المنزل، بالإضافة إلى السباحة أو تخصيص وقت للياقة البدنية في النادي الرياضي المحلي. تُعد ممارسة اليقظة الذهنية والتأمل طريقة ممتازة أخرى لمكافحة آثار الاكتئاب الموسمي، فأشياء بسيطة كتمارين التنفس، وتدوين المذكرات، وتطبيقات التأمل الموجه يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا إذا كنتِ تشعرين بالقلق أو العزلة. خصصي وقتًا أيضًا للمشاركة في هواياتكِ المفضلة وجربي شيئًا جديدًا، فالقراءة، وألعاب الطاولة، والألغاز، والطبخ، والبستنة الداخلية، والأعمال اليدوية، والكتابة، والعزف أو الاستماع إلى الموسيقى ليست سوى بعض الطرق لإضفاء البهجة على يومكِ والحفاظ على صفاء ذهنكِ هذا الشتاء.
– تناولي الطعام جيدًا
من احتفالات الأعياد والحفلات إلى الرغبة في الدفء في البرد، نميل إلى تناول أطعمة غير صحية تُشعرنا بالراحة خلال فصل الشتاء. مع أنه لا بأس من تناولها بين الحين والآخر، إلا أنه من الضروري لصحتكِ العامة وسلامتكِ النفسية الحفاظ على تغذية جسمكِ باتباع نظام غذائي متوازن هذا الشتاء. يُعد دمج الفواكه والخضروات الموسمية مثل الحمضيات والقرع والخضروات الجذرية والتفاح في وجباتكِ طريقة ممتعة وسهلة لتناول طعام صحي، ويُنصح بتناول الأطعمة الغنية بأوميجا 3 مثل السلمون والجوز لتحسين وظائف الدماغ والصحة النفسية. من المهم أيضًا تغذية جسمكِ وعقلكِ بالحفاظ على ترطيب جسمكِ طوال اليوم، فبينما ينبغي على معظم البالغين شرب حوالي 15 كوبًا من الماء يوميًا، يستهلك الشخص العادي 5.5 أكواب فقط. إذا كنتِ تواجهين صعوبة في شرب كمية كافية من الماء، فحاولي شراء زجاجة ماء جيدة قابلة لإعادة الاستخدام، وحددي أهدافًا يومية، واشربي الماء مع وجباتكِ، وأضيفي إليه فواكه طازجة ونكهات خالية من السعرات الحرارية.
– تواصلي مع أحبائكِ
قد تُشعر أشهر الشتاء الكثيرين بالعزلة، لذا من المهم جدًا الحفاظ على التواصل مع العائلة والأصدقاء، سواءً كان ذلك وجهًا لوجه أو عبر الهاتف أو افتراضيًا. سيساعدكم هذا الوقت معًا على التغلب على مشاعر الوحدة وتخفيف التوتر، وكلاهما يسهم في الاكتئاب الموسمي. لا داعي لأن تكون هذه اللقاءات مبالغًا فيها، فأمور بسيطة كالاجتماع على فنجان قهوة، أو قضاء أمسية ترفيهية، أو مشاهدة فيلم في المنزل تُعد طرقًا ممتعة ومرضية للحفاظ على قوة روابطكم.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
