في واقعة غريبة، ألقت السلطات الإيطالية القبض على رجل يبلغ من العمر 57 عامًا، بعد أن اكتشفوا حيلته الماكرة، حيث كان يتنكر في زي والدته المتوفاة، مستخدمًا شعرًا مستعارًا، ومكياجًا متقنًا، وملابس نسائية أنيقة، وذلك بهدف تجديد بطاقة هويتها، والاستمرار في قبض معاشها التقاعدي لسنوات طويلة بعد وفاتها.
أثارت هذه القضية اهتمام وسائل الإعلام الإيطالية، التي أطلقت عليها اسم “فضيحة السيدة داوتفاير”، في إشارة ذكية إلى شخصية روبن ويليامز الشهيرة في فيلم “السيدة داوتفاير” (Mrs. Doubtfire) الصادر عام 1993، حيث يتنكر رجل في زي امرأة لتحقيق أهداف شخصية.
تفاصيل القضية:
وفقًا لصحيفة “كورييري ديلا سيرا” المحلية، توفيت والدة الرجل قبل 3 سنوات، ولكنه بدلًا من الإبلاغ عن وفاتها، قام بإخفاء جثتها داخل منزل العائلة، حيث عُثر عليها لاحقًا في حالة تحنّط طبيعية، خلال هذه الفترة، استمر الابن في انتحال شخصية والدته، مستفيدًا من معاشها التقاعدي، ومن محفظة عقارية تضم 3 منازل، ليجني ما يقارب 61 ألف دولار سنويًا وفقًا للتقديرات.
بداية الشكوك:
الخيوط بدأت تتكشّف حين حضرت امرأة إلى مكتب التسجيل في بلدة بورجو فيرجيليو بمقاطعة رييتي، شمال شرق العاصمة روما، لتجديد بطاقة الهوية، للوهلة الأولى بدت امرأة مسنّة، بشعر قصير ومكياج هادئ، ترتدي زيًا قديمًا وعقدًا وأقراط لؤلؤ، لكن شيئًا لم يكن مقنعًا تمامًا للموظفة التي استقبلتها.
فعلى الرغم من الجهد الذي بذله الرجل في تقليد والدته، بدا أن الملامح لا تنتمي لامرأة تبلغ 85 عامًا، إذ كان المكياج يخفي بشرة خشنة أقرب لبشرة الرجال، والهيئة العامة لم تطابق الصورة القديمة في الهوية المنتهية الصلاحية.
أبلغت الموظفة مسؤوليها على الفور، الذين تواصلوا مع رئيس البلدية والشرطة، لتبدأ عملية تدقيق موسّعة.
مكتب التسجيل أجرى مقارنة بين الصورة الجديدة التي التقطت في البلدية وصورة الهوية القديمة، ومع اتساع الفارق بينهما، تعززت الشكوك بأن المرأة التي حضرت ليست سوى شخص ينتحل شخصية غراتزيلا دالوليو، المرأة التي يفترض أنها على قيد الحياة.
وما زاد من خطورة القضية هو أن الابن كان قد نجح فعلا قبل أسابيع في تجديد بطاقة الهوية في مكتب حكومي آخر، قبل أن يبدأ موظفو البلدية هذه المرة في التدقيق بتمعّن أكبر.
تفتيش المنزل والعثور على الجثة:
بأمر قضائي، فتشت الشرطة منزل المشتبه به، ووفق السلطات، فقد سمح الرجل بدخولهم، ليعثر المحققون على جثة والدته محفوظة داخل المنزل، دون دلائل على وجود شبهة جنائية في الوفاة.
عمدة بورجو فيرجيليو فرانشيسكو أبورتي قال للصحيفة، “ربما توفيت لأسباب طبيعية، لكن ذلك سيتأكد بعد تشريح الجثة، إنها قصة غريبة ومحزنة للغاية”.
أما المحققون، فقالوا بدورهم إن الرجل العاطل عن العمل اعتمد لمدة 3 سنوات على معاش والدته كدخله الرئيسي، وكان يقلّد كل تفاصيلها في محاولة للإفلات من المحاسبة، بدءا من المكياج وتسريحة الشعر، وصولا لأسلوب اللباس وحتى طقوسها اليومية.
وبحسب السلطات، تُعد هذه القضية من أكثر عمليات الاحتيال جرأة وتعقيدا، خاصة أنها تتضمن تزويرا لهويات رسمية وإخفاء جثة والدة المتهم لفترة طويلة.
اقرأ أيضا
- حريق كارثي في هونغ كونغ.. النيران تلتهم 8 أبراج مخلفةً 13 قتيلا ومئات المحاصرين.
- شاهد.. قوات الأمن الأردنية تستخدم “كلبا روبوتيا” خلال مداهمة في الرمثا.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
