«اقتصاد الصكوك… حاجز التريليون ينتظر» سوق الصكوك العالمي يستعد لتخطي التريليون دولار بحلول 2025

«اقتصاد الصكوك… حاجز التريليون ينتظر» سوق الصكوك العالمي يستعد لتخطي التريليون دولار بحلول 2025

شهدت سوق الصكوك العالمية نموًا غير مسبوق، حيث بلغ إجمالي إصداراتها منذ يناير/ كانون الثاني 2001 وحتى ديسمبر/ كانون الأول 2024 نحو 2.2 تريليون دولار أمريكي، مسجلةً أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024 بقيمة 205 مليارات دولار أمريكي، مع توقعات بارتفاعها إلى 240 مليار دولار أمريكي في عام 2025. ووصلت قيمة إجمالي الصكوك القائمة إلى 902.82 مليار دولار أمريكي بنهاية عام 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز تريليون دولار أمريكي خلال عام 2025.

كشف تقرير السوق المالية الإسلامية الدولية (IIFM)، الذي نشره “العربي الجديد” مؤخرًا، أن إجمالي إصدارات الصكوك العالمية لعام 2024 بلغ 205 مليارات دولار أمريكي، منها 65.6 مليار دولار أمريكي كإصدارات دولية. تمثل هذه الزيادة البالغة 12.9 مليار دولار أمريكي عن عام 2023، الذي سجل 52.7 مليار دولار أمريكي، انعكاسًا لتحسن أوضاع السيولة العالمية وانخفاض تكاليف التمويل، مما عزز النشاط في السوق الدولية. في المقابل، شهدت إصدارات الصكوك قصيرة الأجل تراجعًا لتصل إلى 59.1 مليار دولار أمريكي، بعد أن كانت 72.7 مليار دولار أمريكي في عام 2023.

وأشار التقرير إلى أن إجمالي الصكوك العالمية القائمة بلغ 902.82 مليار دولار أمريكي في عام 2024، وتأتي معظم هذه الإصدارات من أسواق راسخة في قطاع الصكوك، مثل البحرين، وماليزيا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وإندونيسيا. ومن المتوقع أن تتوسع الأسواق الناشئة، بما في ذلك تركيا، وباكستان، وقطر، وعُمان، ومناطق أخرى في أفريقيا، تدريجيًا خلال السنوات القادمة. كما بلغت قيمة إصدارات الصكوك في النصف الأول من عام 2025 نحو 126 مليار دولار أمريكي.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي بالإنابة للسوق المالية الإسلامية الدولية، أن الصكوك الهجينة وصكوك الأصول غير الملموسة تعد ركيزة أساسية لدفع عجلة الابتكار والشمول المالي في قطاع التمويل الإسلامي. وخلال فعالية إطلاق التقرير مساء الجمعة الماضية، شدد على قدرتها على توفير حلول تمويلية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تتماشى مع تطور الاقتصاد العالمي، مؤكدًا الأهمية القصوى لتوحيد وثائق هذه الصكوك، باعتبارها “الحجر الأساس لمستقبل أكثر نضجًا واستقرارًا للقطاع المالي الإسلامي”.

قيادة آسيوية واضحة لسوق الصكوك العالمية

منذ عام 2001 وحتى عام 2024، شهدت سوق الصكوك العالمية توزيعًا جغرافيًا متميزًا للإصدارات، حيث تصدرت ماليزيا القائمة بنحو تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 45.75% من إجمالي القيمة. تلتها إندونيسيا بقيمة 209 مليارات دولار أمريكي، لتشكل 9.45% من القيمة الإجمالية. وبلغ إجمالي قيمة إصدارات الدول الآسيوية غير العربية نحو 1.3 تريليون دولار أمريكي، ما يعادل 59% من قيمة الإصدارات العالمية. فيما استحوذت الدول العربية في آسيا على 26.8% من إجمالي قيمة الإصدارات.

تُظهر البيانات التالية توزيع إصدارات الصكوك حسب المنطقة والدولة من 2001 إلى 2024:

المنطقة/الدولة قيمة الإصدارات (مليار دولار أمريكي) النسبة من إجمالي الإصدارات
إجمالي إصدارات الصكوك العالمية (يناير 2001 – ديسمبر 2024) 2200
ماليزيا 1000 45.75%
إندونيسيا 209 9.45%
دول آسيا (غير العربية) 1300 59%
الدول العربية في آسيا 26.8%
    المملكة العربية السعودية 315
    الإمارات العربية المتحدة 127
    قطر 68.94
    البحرين 54
    عُمان 14
أفريقيا 1.3%
    السودان 20.6
    نيجيريا 2.88
    مصر 2.2
    السنغال 1
أوروبا
    تركيا 117.88

توقعات نمو التمويل الإسلامي العالمي

توقعت وكالة “ستاندرد أند بورز غلوبال” في تقريرها السنوي الصادر الشهر الماضي، أن يواصل قطاع التمويل الإسلامي العالمي تحقيق نمو قوي وملحوظ خلال عامي 2025 و2026، مدعومًا بزيادة الطلب على المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، وبالزخم المستمر من الأسواق الخليجية والآسيوية. وأظهر التقرير أن صناعة التمويل الإسلامي سجلت نموًا بنسبة 10.6% خلال عام 2024، لتبلغ قيمة أصولها نحو 4.5 تريليونات دولار أمريكي. ويتوقع أن تستمر هذه الصناعة في النمو بوتيرة متوسطة خلال العامين المقبلين، مستفيدةً من التوسع في إصدار الصكوك وتزايد الأصول المصرفية الإسلامية. وكشفت الوكالة أن إجمالي الصكوك القائمة تجاوز تريليون دولار أمريكي للمرة الأولى، مؤكدةً أن هذه الأدوات تمثل ركيزة أساسية وحيوية في تمويل التحولات الاقتصادية الكبرى في المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة.

لا يجوز استخدام أي مادة من مواد هذا الموقع أو نسخها أو إعادة نشرها أو نقلها كليا أو جزئيا دون الحصول على إذن خطي من الناشر تحت طائلة المسائلة القانونية.