نقدم لكم تفاصيل وفاة سهيل بهوان، حيث غيّب الموت رجل الأعمال البارز سهيل بن سالم بهوان عن عمر ناهز ثمانية وثمانين عامًا، تاركًا أثرًا واسعًا في أوساط الاقتصاد والاستثمار في سلطنة عمان، فقد كان له دور كبير في تعزيز مكانة السلطنة على خريطة التجارة والصناعة إقليميًا وعالميًا، وعُرف بقدرته الفائقة على بناء مؤسسات كبيرة من الصفر وتطويرها بذكاء ومرونة، كما كان دائماً حريصًا على دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتأسيس بيئة تجارية قائمة على الابتكار والتوسع، وقد أصبحت تجربته نموذجًا بارزًا في تاريخ رجال الأعمال العرب الذين تركوا أثرًا لا يُمحى في مسيرة التنمية.
سهيل بهوان
شهد عام 1975 نقطة تحول بارزة في حياة سهيل بهوان، إذ بدأ مع شقيقه الراحل سعود بهوان رحلة تأسيس مجموعة تجارية طموحة حملت لاحقًا اسم “مجموعة بهوان”، وتمكنا خلال فترة وجيزة من ترسيخ حضورهما في السوق العُماني عبر الحصول على وكالات مهمة لعلامات سيارات عالمية مثل تويوتا ونيسان، مما ساهم في تنشيط الحركة التجارية داخل السلطنة وتطوير قطاع السيارات بشكل ملحوظ، ومع اتساع الأعمال وتعدد الاستثمارات، قرر الشقيقان في عام 2002 الانفصال وإدارة كل منهما لمجموعته الخاصة بشكل مستقل، ليبدأ سهيل بهوان فصلًا جديدًا في بناء واحدة من أكبر المجموعات الخاصة في عمان.
تنوع استثماري واسع ودور صناعي متنامٍ
عملت مجموعة سهيل بهوان على توسيع أنشطتها تدريجيًا لتشمل قطاعات متنوعة، إذ برزت كمؤسسة تجمع بين التجارة والصناعة والخدمات في آن واحد، وتمكنت من تثبيت حضور قوي في مجال صناعة الأسمدة، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية السنوية لمصنعها إلى نحو 1.3 مليون طن من اليوريا، مما عزز مكانة المجموعة في السوق الإقليمي ورفع مستوى مساهمتها في التصنيع الوطني، وظلت المجموعة تحتفظ بوكالة سيارات نيسان في السلطنة على مدى سنوات طويلة، امتدت من عام 2004 حتى عام 2023، مما منحها دورًا محوريًا في قطاع السيارات المحلي وأسهم في تعزيز حضورها كمنافس اقتصادي مؤثر.
مكانة اقتصادية مرموقة وتقدير عربي واسع
لم يقتصر تأثير سهيل بهوان على الداخل العُماني، بل امتدت بصمته إلى الساحة الإقليمية، فقد حظي بتقدير دولي واسع بوصفه واحدًا من أبرز رجال الأعمال العرب، حيث أدرجته مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن قائمة الأثرياء العرب لعام 2021، مقدّرة ثروته حينها بنحو 2.6 مليار دولار، وهو رقم يعكس رحلة طويلة من العمل والإنجاز وبناء الكيانات التجارية الكبرى، ومع رحيله، يبقى إرثه الاقتصادي شاهدًا على قدرة الكفاءات العربية على تأسيس مشروعات رائدة تسهم في تحريك عجلة التنمية وتطوير مختلف القطاعات داخل بلدانها.
