تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ، وذلك بعد انتشار أخبار عن موافقة أوكرانيا المبدئية على بنود اتفاق سلام مُعدّل مع روسيا، وفقًا لما ذكرته “إيه بي سي نيوز”، على الرغم من استمرار المفاوضات حول بعض التفاصيل الثانوية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت في لندن، مُعمّقة بذلك خسائرها الأولية، حيث تراجعت بنسبة وصلت إلى 2.4%، قبل أن تستعيد جزءًا من هذا الانخفاض.
### تراجع أسعار النفط الخام
انخفض سعر عقد برنت تسليم شهر يناير بنسبة 1.2%، ليصل إلى 62.62 دولارًا للبرميل، كما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم يناير بنسبة مماثلة، مسجلًا 58.11 دولارًا للبرميل.
وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن المفاوضات حول خطة السلام مستمرة مع الولايات المتحدة، في حين لم يتضح بعد موقف روسيا من هذه الخطة، مما يضيف حالة من الغموض إلى المشهد.
### جهود دبلوماسية مكثفة لحل الأزمة
يأتي هذا التطور، بعد فترة من الزخم الدبلوماسي المكثف خلال الأيام الماضية، في محاولة للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، حيث تفاوض مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون في جنيف، وذلك بعد ظهور مسودة أولية لخطة السلام في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، عقدت وفود أمريكية وروسية اجتماعات في أبوظبي، وأشار الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، إلى إحراز تقدم في مقترحه، على الرغم من تبادل الضربات الجوية بين موسكو وأوكرانيا خلال الليل.
إن إنهاء الحرب قد يكون له تأثير كبير على سوق النفط العالمية، فروسيا تُعدّ واحدة من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، وتخضع تدفقات نفطها لعقوبات مشددة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: هل ستقبل روسيا بخطة مُعدّلة تم حذف عدة نقاط منها من المقترح الأولي بعد تلقي مدخلات من مسؤولين أوروبيين؟.
كما أن موجات الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على مصافي التكرير الروسية، أدت إلى تعطيل تدفقات الوقود المكرر، مما دفع الأسعار نحو الارتفاع خلال الأسابيع الماضية، وقد تبادل الطرفان الضربات خلال الليل، حيث استهدفت أوكرانيا مصفاة نفط رئيسية وميناءً رئيسيًا للتصدير، مما يزيد من تعقيد الوضع.
### مخاوف من فائض الإمدادات النفطية
أي زيادة في إمدادات النفط الروسية، قد تزيد من الفائض في السوق، الذي تتجه، بحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية، نحو تسجيل فائض سنوي قياسي في العام المقبل، مما يضغط على الأسعار.
وقد زاد الإنتاج من قبل دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، ودول من خارجها، خلال الأشهر الأخيرة، مما عزّز الإمدادات بوتيرة تفوق نمو الطلب، ونتيجة لذلك، تتراجع أسعار النفط هذا العام، ومتجهة لتسجيل رابع تراجع شهري.
وقال كيشاف لوهيا، مؤسس شركة الاستشارات “هاي لو أناليتيكس”: “من المتوقع أن تتراجع أحجام التداول خلال الأيام القليلة المقبلة مع استعداد الولايات المتحدة لعطلة عيد الشكر الممتدة، ويتمثل النبأ السلبي الكبير قبيل عيد الشكر في الاندفاع للتوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا”.
