«عودتها إلى الواجهة» البريطانيون يفضلون السيارات الكهربائية وسط تراجع استخدام مركبات البنزين

«عودتها إلى الواجهة» البريطانيون يفضلون السيارات الكهربائية وسط تراجع استخدام مركبات البنزين

اقرأ في هذا المقال

  • السيارات الكهربائية في بريطانيا تواجه عراقيل جديدة.
  • بدء تطبيق رسوم الازدحام على السيارات الكهربائية من يناير.
  • من المقرر تطبيق الرسوم الجديدة في وسط لندن.
  • تحوي لندن أكثر من 106 آلاف سائق سيارة خاصة.
  • ارتفع عدد السيارات الكهربائية المسجلة في لندن بنحو 6 مرات.

تواجه السيارات الكهربائية في بريطانيا عراقيل جديدة قد تُضعف جاذبيتها لدى العملاء الراغبين في الانتقال إلى التكنولوجيا منخفضة الانبعاثات.

ومع بداية شهر يناير/كانون الثاني المقبل، سيضطر سائقو المركبات الكهربائية في لندن لدفع رسوم ازدحام تتراوح بين 15 و18 جنيهًا إسترلينيًا (19.79 و23.74 دولارًا أميركيًا)، وفق تقديرات منصة الطاقة المتخصصة.

*(الجنيه الإسترليني = 1.32 دولارًا أميركيًا)

لم تعد السيارات الكهربائية في بريطانيا معفية من رسوم الازدحام، رغم أنها ستدفع أسعارًا أقل من نظيراتها التي تعمل بالبنزين، وفق هيئة النقل في لندن.

سيتلقى سائقو السيارات الكهربائية خصمًا بنسبة 25%، ليصبح إجمالي ما سيدفعونه 13.50 جنيهًا إسترلينيًا (17.81 دولارًا أميركيًا) في اليوم، بينما ستدفع الشاحنات الكهربائية والشاحنات الثقيلة 9 جنيهات إسترلينية (11.87 دولارًا أميركيًا)، أي 50% من التكلفة الكاملة.

من المقرر تطبيق رسوم الازدحام في وسط لندن بين الساعة 7 صباحًا و6 مساءً خلال أيام الأسبوع، ومن الساعة 12 ظهرًا حتى 6 مساءً في عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية.

ارتفاع رسوم الشحن

يساهم فرض أول رسوم ازدحام على السيارات الكهربائية في بريطانيا، إلى جانب أسعار الشحن المرتفعة والضرائب الجديدة، في زيادة صعوبة اقتناء سيارة منخفضة الانبعاثات مقارنةً بسيارة تعمل بالبنزين، بالنسبة للعديد من سائقي المركبات الخاصة في العاصمة.

سيقوم عمدة لندن صادق خان بتطبيق رسوم الازدحام على السيارات الكهربائية بدءًا من 2 يناير/كانون الثاني المقبل، لتصبح هذه هي المرة الأولى التي تُفرض فيها رسوم على المركبات النظيفة.

وقد تدفع هذه الخطوة نحو 75% من سائقي السيارات الكهربائية للعودة إلى سيارات البنزين خلال السنوات الثلاث المقبلة، حسب توقعات شركة الاستشارات ستونهافن.

رغم انخفاض أسعار رسوم الازدحام المطبقة على المركبات الكهربائية، فإن سائقي السيارات الخاصة يعتبرون المركبات الكهربائية مرتبطة بأعباء إضافية، نظرًا لأنها أغلى ثمناً من نظيراتها التي تعمل بالبنزين، كما أن تكاليف الشحن العامة لا تزال مرتفعة.

قالت سائقة تعمل لدى شركة “أوبر”، تُدعى تانيا ناسير: “يبدو الأمر كأنه مصيدة”، مشيرةً إلى أن من استثمر في المركبات الكهربائية قد تعرّض للعقاب، وأضافت أنها ستتحول بالتأكيد إلى سيارة تعمل بالبنزين بعد تطبيق الرسوم الجديدة، موضحةً: “أنا أعمل فقط لتحقيق مكاسب مالية”.

المركبات النظيفة المسجلة

ارتفع عدد السيارات الكهربائية المسجلة في لندن بنحو 6 مرات، ليصل إلى 116 ألف وحدة منذ عام 2019، وهو العام الذي بدأت فيه إدارة النقل في لندن إعفاء تلك المركبات من رسوم الازدحام.

بفضل التوسع في البنية التحتية للشحن، يُتوقع أن تمثّل المركبات الكهربائية قرابة خُمس السيارات التي تسير في نطاق منطقة رسوم الازدحام التي تغطي نحو 8 أميال مربعة في وسط لندن، بحلول نهاية العام الجاري.

غير أن خبراء في قطاع النقل ومسؤولين تنفيذين في الصناعة يحذرون من أن التقدم المُحرَز في السنوات الأخيرة قد يتراجع مع تحول مقتني السيارات الكهربائية -بمن فيهم أنصار البيئة والمستهلكون الأوائل لتلك التقنية- بعيدًا عن تلك التقنية.

وحذر توبي بوستون، الرئيس التنفيذي في الجمعية البريطانية لتأجير السيارات واستئجارها، من أن اقتناء السيارات الكهربائية لا يزال في مرحلة هشّة، وأن مستعملي تلك المركبات يواجهون تحديات كبيرة من حيث تكاليف الشحن العامة، والوصول إلى نقاط الشحن.

استندت توقعات “ستونهافن” بشأن احتمال تحول 75% من سائقي المركبات الكهربائية إلى سيارات تعمل بالبنزين، إلى استطلاع رأي أجرته أوبر، والذي أظهر أن نصف سائقي الشركة قد يتحولون فورًا إلى سيارات البنزين حال تكبدهم رسوم الازدحام الجديدة.

تكلفة إضافية

يمكن أن تتحول رسوم الازدحام الجديدة إلى تكلفة إضافية تتجاوز 3 آلاف جنيه إسترليني سنويًا، يتحملها السائقون الذين يترددون على منطقة وسط لندن 5 أيام في الأسبوع.

وفقًا لبيانات تراخيص هيئة النقل في لندن، فإن حوالي 60% من مركبات التأجير الخاصة المرخصة في لندن كانت كهربائية بالكامل أو خالية من الانبعاثات، اعتبارًا من شهر أغسطس/آب الماضي.

تحوي لندن أكثر من 106 آلاف سائق سيارة خاصة، حسب البيانات ذاتها التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

قال مايكل دنيس، المسؤول السابق في وزارة النقل الذي يترأس حاليًا قسم سياسة النقل في ستونهافن: “الفرضية السائدة لدى مسؤولي لندن هي أنه لا يمكنك العودة إلى الخلف واقتناء سيارة بنزين”، موضحًا: “لكن سيكون هناك تغيير كبير مع بدء تطبيق رسوم الازدحام، حيث يمكن أن تظهر سيارات البنزين في المشهد من جديد”.

ضريبة إضافية قد تعقد المشهد

أحد العوامل الأخرى التي قد تقوض جاذبية السيارات الكهربائية هو خطط وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز، بشأن فرض ضريبة قيمتها 3 بنسات لكل ميل تقطعه المركبة بدايةً من عام 2028.

كانت خطط مماثلة قد أُطلقت في نيوزيلندا وأيسلندا قبل نحو 20 عامًا، مما أدى إلى تراجع مبيعات المركبات الكهربائية إلى النصف تقريبًا.

منذ بداية العام الجاري، أصبح يتوجب على السيارات الكهربائية دفع رسوم الاستهلاك، تصل إلى 195 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا بالنسبة للسيارات التي تقل قيمتها عن 40 ألف جنيه إسترليني، و620 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا بالنسبة للسيارات التي تزيد على هذا السعر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:1. رسوم على السيارات الكهربائية في بريطانيا من فايننشال تايمز.