ليه الدولار رجع تاني يعلى قصاد الجنيه؟ سؤال بيطرح نفسه بقوة، وهل ده مجرد ارتفاع طبيعي بيحصل كل شوية، ولا فيه عوامل تانية بتزق السوق لفوق؟ ويا ترى زيارة وفد صندوق النقد الدولي لمصر ليها تأثير مباشر على اللي بيحصل؟ وهل السوق بيستعد لقرارات كبيرة ممكن تغير شكل الاقتصاد؟ دي كلها أسئلة شاغلة بال ناس كتير على السوشيال ميديا وفي أوساط رجال الأعمال، والكل مستني يعرف إيه اللي بيحصل وإيه مستقبل سعر الصرف في الفترة اللي جاية.
اللي حصل ببساطة إن الدولار استكمل مسيرة صعوده قدام الجنيه في آخر التعاملات بشكل واضح وملموس، ووصلت أسعار الصرف النهارده لأعلى مستوياتها في بنك كريدي أجريكول، مسجلة حوالي 47.89 جنيه للشراء و47.99 جنيه للبيع.
في المقابل، سجل أقل سعر في بنك التعمير والإسكان، حيث بلغ 47.58 جنيه للشراء و47.68 جنيه للبيع، الأرقام دي بتوضح إن السوق بيتحرك في نطاق ضيق، لكن الاتجاه العام هو الصعود، وده كله قبل أيام قليلة من وصول بعثة صندوق النقد للقاهرة.
أما البنك المركزي المصري، فحافظ على استقراره عند 47.69 جنيه للشراء و47.83 جنيه للبيع، لكن اللافت للنظر إن في أكتر من 7 بنوك كبيرة زي بنك مصر والإسكندرية والقاهرة، كان السعر حوالي 47.74 جنيه للشراء و47.81 جنيه للبيع، في حين وصل الأهلي المصري والبنك التجاري الدولي لأعلى نقطة تقريبًا، مسجلين 47.83 جنيه للشراء و47.93 جنيه للبيع، وده بيعكس حالة من الحذر والترقب في السوق.
هل ارتفاع الدولار طبيعي أم مقلق؟
هنا بقى نرجع للسؤال المهم اللي شاغل بال الجميع، هل ارتفاع الدولار ده حاجة طبيعية ولا تدعو للقلق؟ الحقيقة إن الصعود الأخير ده مش مفاجئ، السوق حاليًا في مرحلة انتظار وترقب، وكل ما نقرب من زيارة صندوق النقد، الحساسية بتزيد تجاه أي حركة.
المستثمرين سواء كانوا مصريين أو أجانب، بيحبوا يشوفوا صورة واضحة قبل ما ياخدوا أي قرارات كبيرة، سواء كانت استثمارات جديدة أو إدارة للموارد الدولارية، وده بيخلي الدولار يتحرك بشكل محدود، لكن في اتجاه صعودي لحد ما الصورة تتضح.
علاقة زيارة صندوق النقد بارتفاع الدولار
العلاقة بين زيارة بعثة صندوق النقد وارتفاع الدولار علاقة مباشرة وواضحة، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أعلن إن البعثة هتوصل القاهرة في الفترة من 1 إلى 12 ديسمبر، ودي زيارة مهمة لأنها هتراجع المراجعتين الخامسة والسادسة من برنامج الـ 8 مليارات دولار، بالإضافة لأول مراجعة لبرنامج تسهيل المرونة والاستدامة، يعني بالبلدي كده، إحنا على وشك مجموعة قرارات وتقييمات كبيرة ممكن تأثر على السياسات النقدية، وعلى نظرة المستثمرين للسوق المصري في الفترة اللي جاية، وكالعادة قبل أي زيارة من النوع ده، السوق بياخد حذره ويرتفع شوية كنوع من التحوط والاستعداد.
مدبولي نفسه صرح بتفاؤله بالزيارة، وقال إن النتائج هتكون إيجابية بناءً على اللي اتعمل الفترة اللي فاتت، والكلام ده مهم لأنه بيوضح إن الحكومة شايفة إن المؤشرات ماشية في الاتجاه اللي يرضي الصندوق، وده بيطمن السوق إلى حد كبير، لكن في نفس الوقت، ده بيخلي المتابعين يتوقعوا إن ممكن يحصل تذبذب في الأسعار لحد ما الزيارة تنتهي وصورة التقييم تبقى واضحة.
تثبيت سعر الفائدة واحتياطي النقد الأجنبي
في نفس الوقت، البنك المركزي قرر يثبت أسعار الفائدة، القرار ده في الظروف الحالية معناه إن البنك المركزي شايف إن القرارات اللي اتخذت خلال السنة كافية، وإنه بيدير الفترة الحالية بحذر شديد، وبيركز على استقرار الأسواق مش مفاجأتها، وده قرار طبيعي في وقت حساس زي ده.
كمان فيه نقطة إيجابية جدًا لازم نذكرها، احتياطي النقد الأجنبي لمصر كسر حاجز الخمسين مليار دولار لأول مرة، الاحتياطي وصل لـ 50.071 مليار دولار في نهاية أكتوبر، بزيادة حوالي 537 مليون دولار عن الشهر اللي قبله، وده مؤشر مهم جدًا لأنه بيعكس تحسن في القطاعات اللي بتدخل دولار للبلد، زي السياحة والصادرات وتحويلات المصريين، وده بيساعد في تخفيف الضغوط على الجنيه على المدى المتوسط.
يبقى الخلاصة إن ارتفاع الدولار اللي بنشوفه ده مش حاجة استثنائية، لكنه مرتبط بشكل طبيعي بحالة الترقب اللي بتحصل قبل أي مراجعة من صندوق النقد، والسوق زي ما كلنا عارفين حساس لأي خطوة، وأي معلومة بتأثر على الأسعار بشكل فوري، لكن وجود احتياطي قوي، وتثبيت أسعار الفائدة، وتصريحات إيجابية من الحكومة، دي كلها مؤشرات بتقول إن الاقتصاد داخل مرحلة تقييم مهمة، وإن اللي جاي هيحدد اتجاه الفترة اللي جاية بشكل أوضح.
