الشيماء أحمد فاروق
نشر في:
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 – 1:13 م
| آخر تحديث:
الأربعاء 26 نوفمبر 2025 – 1:13 م
بعض الأفلام تتجاوز كونها مجرد عمل سينمائي، لتحمل طابعًا وثائقيًا يكشف الكثير من التاريخ الذي قد يندثر، وذلك هو ما يمثله الفيلم السعودي “ضد السينما” للمؤلف والمخرج علي سعيد، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة (جائزة صلاح أبو سيف)، في عرضه العالمي الأول بمسابقة آفاق السينما العربية للأفلام الطويلة، خلال فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يسرد فيلم “ضد السينما” قصة نشأة وتطور السينما السعودية، عبر استكشاف جيل الثمانينات الذي أحب السينما رغم غياب دور العرض في معظم مناطق المملكة، كما يستعرض ملامح الحياة السينمائية قبل عام 1979، مستندًا إلى شهادات رواد السينما السعوديين وغيرهم ممن سعوا للمساهمة في مشهد سينمائي يقاوم التطرف، في رحلة بحث استمرت خمس سنوات حتى أصبح الفيلم واقعًا.
حول دوافع إنتاج هذا الفيلم وصعوبات البحث في الأرشيف، حاورت “الشروق” الكاتب والمخرج السعودي علي سعيد، وإليكم تفاصيل الحوار.
ما هي دوافعك لصناعة فيلم ضد السينما؟
– شعرت أن هناك زمنًا بدأ يتبدد، زمن شهد صراعات ونقاشات سينمائية، بدأ يختفي، وقد زاد حزني عندما لم أجد أي ذكر للسينما السعودية في كتب تاريخ السينما العالمية، فقررت أن أكتب تاريخ السينما السعودية بطريقة وثائقية، اخترت عنوان “ضد السينما” لأن الصراع مع السينما كان سمة بارزة قبل افتتاح دور العرض في عام 2018.
هل واجهت صعوبات في مرحلة جمع الأرشيف؟
– واجهت العديد من التحديات، إذ كان جزء من الأرشيف متعلقًا بمصادر شخصية مُهمَلة، أو أرشيف مؤسسي لم يكن أحد يعلم عنه شيئًا، وقد قمت بملاحقة أصحاب الوثائق للحصول عليها، بالإضافة إلى ضرورة تقديم كل ذلك بشكل درامي وصحيح على الشاشة.
ألم يقلقك طول مدة الفيلم زمنيا على الشاشة؟
– لم يشغلني هذا الأمر، فقد وضعت نفسي مكان الجمهور وتأملت إذا سيكون هناك ملل أم لا، وتلقيت ردود أفعال إيجابية تفيد بأن الفيلم كان ممتعًا، حيث عبر الكثيرون عن أنهم لم يشعروا بمرور الوقت، وشهدت لحظات مؤثرة أثرت في الجمهور بعد العرض.
إلى أي مدى ترى أن هذه النوعية من الأفلام مهمة في الوقت الحالي؟
– هناك حاجة ملحة لهذا النوع من الأفلام، فبلدنا يشهد نهضة ثقافية تعتمد على استعادة التاريخ، لذا من الضروري أن تستعيد الأمم ماضيها بكل تفاصيله.
ما الذي يدعم تطور السينما السعودية في رأيك؟
– الدعم يأتي من خلال إنتاج المزيد من الأفلام الجيدة والمميزة، وتعتبر المهرجانات مهمة جدًا في هذا السياق، فنحن بحاجة إلى مهرجانات تقام على مدار السنة، تصل إلى المدن الصغيرة أيضًا.
كيف استقبلت ردود الفعل على الفيلم بعد عرضه الأول؟
– كانت الأصداء رائعة بالنسبة لي، فالجمهور المصري، وخاصة في القاهرة، يتمتع بذائقة سينمائية عالية، واستقبل الفيلم بشكل جيد، وقد سعدت بالمراجعات التي كتبت عنه على مختلف المنصات.
كيف ترى عرض الفيلم في سياق الامتداد بين السينما المصرية والسعودية؟
– العلاقة بين السينما المصرية والسعودية متعددة الأبعاد، فقد كانت البداية من المخرج عبدالله المحيسن عام 1976، ما جعل العرض الأول للفيلم طبيعيًا في القاهرة، باعتبار أن السينما المصرية كانت دافعًا مهمًا لعشق السعوديين للسينما.
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
