مسرحي تونسي يؤكد أن مهرجان أيام قرطاج يمثل تجربة رائدة والمسرح يعكس بعيدًا عن واقعنا

مسرحي تونسي يؤكد أن مهرجان أيام قرطاج يمثل تجربة رائدة والمسرح يعكس بعيدًا عن واقعنا

تونس – الأناضول
نشر في:
الأحد 23 نوفمبر 2025 – 12:46 م | آخر تحديث:
الأحد 23 نوفمبر 2025 – 1:00 م

** أحمد الصويعي مصباح للأناضول: – المسرح لا يقتصر على الترفيه فقط، بل يجب أن يكون له بعد اجتماعي، والغرب يتفوق علينا في إنتاجه لصالح القضية الفلسطينية، بينما العرب لم يقدموا ما يكفي، مسرح المواطنة في الوطن العربي مفقود، والفنان الرسمي الممول من الدولة يفتقر إلى الشجاعة لمعارضة مموله، لكن الشباب مستمر في المقاومة وينتجون أعمالاً متميزة

أشاد المسرحي التونسي أحمد الصويعي مصباح بمهرجان “أيام قرطاج المسرحية”، لكنه دعا للتركيز على المضمون، مشيراً إلى أن المسرح لم يعد يعكس الواقع، وأن ما ينتجه الغرب من دعم للقضية الفلسطينية يفوق إنتاج العرب في هذا المجال.

انطلقت مساء السبت الدورة 26 للمهرجان، والتي تستمر حتى 29 نوفمبر الجاري، تحت شعار “المسرح وعي وتغيير، المسرح نبض الشارع”.

تتضمن الدورة 12 عرضاً في المسابقة الرسمية، و15 عرضاً في قسم “مسرح العالم”، و16 عرضاً تونسياً، و6 عروض عربية وإفريقية، و12 عرضاً خاصاً بالطفولة والناشئة.

كما تشمل 6 عروض لهواة، و16 عرضاً في قسم “مسرح الحرية” بمشاركة وحدات سجنية ومراكز إصلاح.

وأوضح مصباح، وهو مخرج ومؤلف مسرحي ومفتش للتربية المسرحية بالمعاهد الثانوية، في مقابلة مع الأناضول: “التجربة رائدة، لأن أيام قرطاج المسرحية كانت أول مهرجان متوسطي عربي”.

أشار إلى أن المهرجان تأسس بفضل مجموعة من الفنانين، أبرزهم المرحوم منصف السويسي (مخرج تونسي)، مدير أول دورة (للمهرجان) عام 1983.

وذكر أن “دورات المهرجان تواصلت وعرفت تغيرات عدة، ولقد عاد النشاط الرسمي مرة أخرى بعد فترات من التراجع”.

وأكد أن المهرجان يظل قيمة ثابتة ومكسباً وطنياً بالغ الأهمية للإشعاع الثقافي التونسي وللمثقف الناشط في الميدان المسرحي أو المحب له.

** المسرح اجتماعي

حول شعار الدورة الحالية “المسرح وعي وتغيير”، قال مصباح: “المسرح لم يكن للفرجة فقط، بل للتطبيق والعلاج”، مضيفاً: “الجانب الاجتماعي هو الذي تأسس من أجله المسرح، فلا يوجد مسرح بلا بعد اجتماعي”.

واعتبر أن “غياب الجانب الاجتماعي يعني أنه ينبغي تسميته بشيء آخر غير المسرح”، مشيراً إلى أن الفكرة المطروحة في هذه الدورة تهدف إلى تجديد هدف المسرح الأساسي.

أضاف: “المسرح يجب أن يكون اجتماعياً، حتى عندما يرتبط بالسياسة، فالسياسة هي إحدى أشكال العمل الاجتماعي”، مشدداً على أهمية التطبيق الفعلي للنظريات المطروحة.

** نبض الشارع

حول شعار “المسرح نبض الشارع”، قال مصباح: “الشارع هو عنصر فاعل ومتحرك”، ورأى أن “التوافق بين الشعار وما تم عرضه خلال الدورات الماضية كان ضعيفاً جداً”.

أوضح أنه “في الدورة السابقة، كان الشعار يدور حول المقاومة، لكن لم يجد عرضاً واحداً يتناول هذا المفهوم بعمق”، مضيفاً أنه كان يجب أن يستحضر القضايا المعاصرة.

وأردف: “في الوقت الذي كانت تشن فيه إسرائيل حرباً على الفلسطينيين، كان يُفترض أن يتطرق الفن إلى هذه القضايا بطريقة جدية”.

تساءل: “لماذا تم استخدام هذا الشعار إن لم يكن له شروط واضحة عند قبول العروض؟”، مشيراً إلى تجربته مع العروض العربية الإفريقية ومدى كونها تعكس صوت الشارع.

** معاناة الشعوب

حول اهتمام الدورة 26 بمعاناة الشعوب العربية، قال مصباح: “هناك حركة للحرية في الشارع العربي من هيمنة الظلم والديكتاتورية”، وتساءل: “هل يُعتبر المسرح العربي صوت الشارع؟ أشك في ذلك”.

وأضاف: “كنت أود أن تحدد اللجنة المنظمة شرطاً أن تكون العروض مستوحاة من نبض الشارع العربي”، مشيراً إلى تراجع الاجتماعات الفنية التي تتناول هذه القضايا.

ذكر أنه “منذ انسحاب الممثل عبد القادر مقداد، نحن نلاحظ غياباً للعروض التي تتناول الأوضاع الاجتماعية السياسية”.

واعتبر أن مسرح المواطنة بات مفقوداً بسبب غياب بعض الأسماء الشهيرة في هذا المجال.

** أوضاع صعبة

تساءل مصباح: “هل كانت الجهود المبذولة لفلسطين في الدورة السابقة تؤدي إلى نتائج في توجيه الناس نحو القضية؟” مؤكداً أن غالبية المجهودات كانت شعارات فقط.

أضاف: “في الوقت الذي تعاني فيه الشعوب العربية على مدار سنوات، هل تم إيجاد صورة حقيقية لها في الفن؟”، مؤكداً على أن الفنان العربي الممول من الدولة يظل تابعاً لمموله.

رغم ذلك، أشار مصباح إلى أن “المسرح سيظل يقاوم، حتى لو سيطرت عليه بعض الانتهازيين في فترات، لكن الشباب لا يزالون يتقدمون بأعمال جديدة”.

وأكد أن “هناك أنظمة قديمة سيطرت لفترة طويلة، ولكن الأجيال القادمة تحمل رؤى جديدة”، معبراً عن تفاؤله بتأثير الأحداث الأخيرة على الشباب العربي.

في النهاية، رأى أن المسرح يحتاج إلى تجديد رؤاها لمواكبة المتغيرات الاجتماعية والسياسية ليكون له تأثير حقيقي.

هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.