وفاة الشيخ سهيل بهوان رائد الأعمال العماني البارز عن عمر 88 عاما

وفاة الشيخ سهيل بهوان رائد الأعمال العماني البارز عن عمر 88 عاما

في نبأ هزّ أرجاء سلطنة عُمان والخليج بأكمله، ودّع عالمنا رجل الأعمال العصامي سهيل بن سالم بهوان المخيني عن عمر يناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا وإسهامات جليلة أثرت الاقتصاد الوطني ورفعت اسم السلطنة عاليًا في مجالات الصناعة والتجارة المختلفة، ويُعدّ الراحل المؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سهيل بهوان، التي تُصنّف كواحدة من أكبر الكيانات الاقتصادية في عُمان، ممّا جعل خبر وفاته يُخيم بحزن عميق على قلوب الكثير من أبناء الشعب العُماني، فمن هو هذا الرجل المعطاء؟ وما هي أبرز محطات مسيرته الحافلة؟

خبر وفاة الشيخ سهيل بهوان

برحيل رجل الأعمال العُماني القدير سهيل بن سالم بهوان المخيني، طُويت صفحة من العطاء امتدت لأكثر من ستة عقود، شهدت بناء واحدة من أكبر الإمبراطوريات الاقتصادية في منطقة الخليج، وقد خلّف خبر وفاته أسىً بالغًا في أوساط المجتمع العُماني، وذلك تقديرًا لدوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص العمل، وتأسيس مشاريع ضخمة أسهمت في نهضة سلطنة عُمان، وازدهارها.

من هو سهيل بهوان؟

قد لا تفي الكلمات حقّ هذا الرجل الذي يُعدّ من أبرز الشخصيات في عالم المال والأعمال العربي، ويحتل مكانة مرموقة في موسوعة سهيل بهوان ويكيبيديا بفضل إنجازاته الضخمة، وُلد الراحل في مدينة صور بمحافظة جنوب الشرقية، وترعرع في كنف بيئة بحرية، حيث رافق والده وشقيقه سعود في رحلات المقايضة التجارية بين موانئ الخليج والهند وشرق أفريقيا، مكتسبًا بذلك خبرات قيّمة، ومهارات متنوعة.

وعلى الرغم من أن بداياته التعليمية كانت في الهند، إلا أنه آثر ترك الدراسة باكرًا لخوض غمار الحياة العملية، حيث بدأت رحلة كفاحه الحقيقية على متن قوارب “الداو” التقليدية، وهناك تعلّم أولى دروس التجارة وفنون تقييم الصفقات، تلك البدايات المتواضعة كانت بمثابة النواة الأولى لتشكيل ثروة سهيل بهوان فيما بعد، الثروة التي وضعته في مصاف أغنى رجال الأعمال العرب والخليجيين لعقود طويلة، متصدّرًا قوائم الأثرياء.

مسيرة سهيل بهوان لأكثر من 80 عامًا

في عام 1965، انتقل سهيل وشقيقه سعود إلى مسقط، وقاما بافتتاح متجر صغير في سوق مطرح، وتخصّص المتجر في بيع شباك الصيد ومواد البناء، وعلى الرغم من بساطة هذه البداية، إلا أن رؤية الرجل الطموحة كانت تتجاوز بكثير حدود متجر صغير يبيع بضائع محدودة.

لم يكتفِ الشقيقان بالعمل المحلي، بل سعيا جاهدين للحصول على الامتيازات العالمية، وتمكّنا من الحصول على أول امتياز لبيع ساعات Seiko في عام 1968، ثم امتياز Toshiba، ومع بزوغ فجر عهد السلطان قابوس – طيّب الله ثراه – والانفتاح الاقتصادي الكبير الذي شهده عام 1970، بدأت الفرص تتوالى، وازداد الطلب على السلع والخدمات الصناعية بشكل ملحوظ.

نقطة التحول الكبرى في حياة سهيل بهوان

بعد ذلك، سعى الشقيقان إلى الحصول على توكيل توزيع Toyota في السلطنة، وكانت هذه المحاولة بمثابة نقطة تحول كبيرة في مسيرتهما المهنية، وعلى الرغم من المنافسة الشرسة مع عائلة الفطيم، إلا أنه وبفضل تدخل السلطان قابوس، الذي فضّل أن يكون وكيل العلامة شركة محلية، حصل آل بهوان على الامتياز، لتنطلق السفن اليابانية في تفريغ حمولتها من السيارات في ميناء مسقط عام 1975، وفي غضون ثلاث سنوات فقط، تمكّن آل بهوان من تصدّر سوق السيارات العُمانية، ليصبحوا الرقم واحد بلا منازع.

وخلال السنوات اللاحقة، شهدت مجموعة سهيل بهوان توسعًا سريعًا، حيث حصلت على توكيلات أخرى لعلامات تجارية مرموقة مثل Ford وKomatsu وKubota وBomag، بالإضافة إلى تأسيس شركات متخصصة في مجالات السفر، والتأجير، والمقاولات، والطاقة، وتطوير محطات التحلية، وفي حقبتي الثمانينيات والتسعينيات، تضاعفت أعمال المجموعة لتضم أكثر من 40 شركة، تمتدّ أعمالها عبر منطقة الخليج وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.

مؤسسة سهيل بهوان الخيرية

لم يقتصر اهتمام المجموعة على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتدّ ليشمل الجانب الاجتماعي والإنساني، حيث أسست المجموعة العديد من الأعمال الخيرية، وقدّمت من خلالها دعمًا واسعًا للفقراء والمحتاجين، وبناء المساكن الاجتماعية، وتأهيل أبناء الضمان الاجتماعي، ودعم تحفيظ القرآن الكريم، وتمويل العلاج للحالات المحتاجة، لتظل مؤسسة سهيل بهوان الخيرية أحد أعمدة العمل الإنساني في السلطنة، ورمزًا للعطاء المتواصل.

ماذا يملك سهيل بهوان؟

يمتلك سهيل بهوان مجموعة شركات ضخمة تمتد لأكثر من 40 كيانًا في قطاعات متنوعة، تشمل:

  • الصناعة.
  • السيارات.
  • الاتصالات.
  • الطاقة.
  • الخدمات.

من هم أبناء سهيل بهوان؟

رزق سهيل بهوان بـ 11 من الأبناء، ومن أبرزهم:

  • فاطمة بهوان.
  • هند بهوان.
  • محمد بهوان.

وجميعهم يلعبون أدوارًا فاعلة في إدارة أعمال العائلة، والمساهمة في نموها وازدهارها.

ما هي قصة نجاح سهيل بهوان؟

تبدأ قصة نجاح سهيل بهوان من متجر صغير متواضع، ثم تتصاعد الأحداث ليحصل على توكيلات عالمية مرموقة، أبرزها صفقة تويوتا، ليتمكن بذلك من بناء واحدة من أكبر مجموعات الأعمال في منطقة الخليج، محققًا بذلك إنجازات عظيمة، ومسيرة حافلة بالنجاحات.

برحيل سهيل بهوان، فقدت عُمان قامة اقتصادية وطنية، ورائدًا من رواد الأعمال العصاميين، لقد ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السلطنة، وشركات عملاقة ستستمر في خدمة اقتصادها لعقود قادمة، إن الحديث عن وفاة الشيخ سهيل بهوان ليس مجرد خبر عابر، بل هو نهاية فصل لرجل صنع مجدًا اقتصاديًا من الصفر، وترك إرثًا عظيمًا، وعلامة فارقة في ذاكرة عُمان والخليج، سيظلّ نبراساً للأجيال القادمة.