«أولاد قمري: نهاية تمرد يثير تساؤلات حول استقرار الشمال» سلطات شمال السودان تعلن إخماد تمرد أولاد قمري

«أولاد قمري: نهاية تمرد يثير تساؤلات حول استقرار الشمال» سلطات شمال السودان تعلن إخماد تمرد أولاد قمري

شهدت مدينة دنقلا، الواقعة في الولاية الشمالية بالسودان، مؤخرًا أحداثًا استثنائية وغير مسبوقة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش السوداني وميليشيات محلية تُعرف باسم “أولاد قمري”، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من كلا الطرفين، وقد تصدر قائد هذه المجموعة المشهد بعد إصابته بجروح بالغة خلال هذه المواجهات، لتعلن بعدها السلطات الأمنية بسط سيطرتها على الموقف، مؤكدة اعتقال العديد من عناصر المجموعة ومصادرة مركباتهم.

تفاصيل الاشتباكات الأخيرة في دنقلا

اندلعت هذه الاشتباكات يوم الجمعة الماضي بالقرب من الميناء البري في دنقلا، حين حاولت قوة من الجيش التصدي لمجموعة “أولاد قمري”، وقد أسفرت هذه المواجهات المباشرة عن مقتل جنديين اثنين، وإصابة قائد الكتيبة وعدد آخر من الجنود، ومن جانبها، أكدت لجنة الأمن في الولاية أن الجيش تعامل مع هذا الموقف بحرفية عالية، حيث نجح في استعادة غالبية المركبات والأسلحة التي كانت بحوزة المجموعة المسلحة.

إجراءات السلطات الأمنية لمواجهة الوضع

أصدرت لجنة الأمن بيانًا عاجلًا طالبت فيه ما تبقى من أفراد المجموعة بالتبليغ عن أنفسهم خلال 48 ساعة وتسليم كل ما بحوزتهم من مركبات وأسلحة، محذرة بشدة من أنها ستتخذ إجراءات صارمة وحاسمة ضد أي تهديدات تستهدف أمن وسلامة المواطنين، كما دعت اللجنة الجميع إلى ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي مؤشرات أو بوادر قد تنذر بانفلات أمني في المنطقة، مشيرة إلى أن هذه المجموعة ظهرت وتكونت في عهد الرئيس السابق عمر البشير، وكانت تضم في صفوفها مفصولين من الجيش والشرطة.

جذور وتاريخ مجموعة “أولاد قمري”

تعود جذور تأسيس مجموعة “أولاد قمري” إلى فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير، وقد شهد نفوذها توسعًا ملحوظًا خلال أحداث الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، حيث تم تسليحها من قبل الجيش، مما ساهم في انتشارها وتواجدها في مناطق متفرقة من الولاية، وتواجه المجموعة حاليًا اتهامات خطيرة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، بالإضافة إلى تورطها في أنشطة تهريب السلاح والمخدرات، وتنفيذ عمليات تعدين غير مشروعة بحثًا عن الذهب في المناطق الصحراوية بالولاية.