في كلمة ألقتها خلال “الحوار الرفيع المستوى” ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف العشرين لاتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض “سايتس” (COP20)، المنعقد في مدينة سمرقند بأوزبكستان، استعرضت دولة الإمارات جهودها في حماية الحياة الفطرية.
الإمارات تعزز مكانتها في دعم أهداف “سايتس”
أكدت آمنة الضحاك أن دولة الإمارات تواصل تعزيز دورها كفاعل رئيسي على الساحة الدولية في دعم وتحقيق أهداف اتفاقية “سايتس”، من خلال تبني نهج ريادي يجمع بين التشريعات المبتكرة وأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف ضمان حماية فعالة ومستدامة للحياة الفطرية والأنواع المهددة بالانقراض، ومكافحة الجرائم البيئية العابرة للحدود.
سياسة “عدم التسامح المطلق” تجاه الاتجار غير المشروع
شددت الضحاك على أن الإمارات، باعتبارها مركزًا تجاريًا عالميًا، تطبق سياسة “عدم التسامح المطلق” مع الاتجار غير المشروع بالأنواع المهددة بالانقراض، واستعرضت ملامح التحديث التشريعي الجاري للقانون الاتحادي، الذي يمثل نموذجًا للتشريعات المبتكرة والرادعة، ويتضمن تشديدًا للعقوبات، حيث تصل إلى السجن 15 سنة وغرامات تصل إلى 2 مليون درهم، وذلك لبعث رسالة واضحة مفادها أن دولة الإمارات بيئة طاردة للمتاجرين بالحياة الفطرية والأنواع المهددة بالانقراض، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات “وام”.
الربط بين الجرائم البيئية ومكافحة غسل الأموال
نوهت الوزيرة الإماراتية بالربط المبتكر بين الجرائم البيئية وإستراتيجية مكافحة غسل الأموال، وذلك بهدف تفكيك البنية المالية للشبكات الإجرامية.
نظام التحقق الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي
ألقت الضحاك الضوء على خطوة رائدة تعكس تسخير دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة في خدمة البيئة، وهي “نظام التحقق الذكي من شهادات “سايتس” المدعوم بالذكاء الاصطناعي”، الذي تم تطويره بشراكة إستراتيجية مع شركة “آي بي إم” (IBM)، مشيرة إلى أن هذا النظام يضع معيارًا جديدًا، إذ يستبدل الإجراءات اليدوية بمنظومة أتمتة فورية وآمنة، تتيح كشف الاحتيال في الوقت الفعلي، وتضمن موثوقية سلاسل التوريد، مما يعزز الثقة العالمية بالتجارة القانونية الصادرة من الدولة.
الالتزام بحماية الحياة الفطرية: إرث الشيخ زايد
أكدت الوزيرة أن التزام دولة الإمارات بحماية الحياة الفطرية هو مبدأ راسخ يمتد لخمسين عامًا، ومستمد من الرؤية الاستشرافية للوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشددة على أن هذا الإرث كان الدافع وراء انضمام دولة الإمارات المبكر لاتفاقية “سايتس” منذ عام 1974، وأنه يستمر اليوم كمحرك لتطوير منظومة متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة.
الإمارات تقود حراكًا عالميًا لمكافحة الجرائم السيبرانية ضد الحياة الفطرية
بينت آمنة الضحاك أن الإمارات ستقود، بصفتها الدولة المستضيفة لـ “مؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة 2026″، حراكًا عالميًا جديدًا عبر وضع ملف “الجرائم السيبرانية ضد الحياة الفطرية” على رأس الأولويات الدولية، للتصدي بحزم للتهديدات الرقمية الناشئة التي تستهدف التنوع البيولوجي.
نجاح البرامج العلمية الوطنية في حماية الأنواع المهددة بالانقراض
أشارت إلى أن هذا النهج الأمني المتطور يسير بالتوازي مع إنجازات بيئية ملموسة على أرض الواقع، إذ نجحت البرامج العلمية الوطنية في تحويل خطر الانقراض إلى قصص ازدهار، كما يتجلى في جهود دولة الإمارات الملموسة في تعافي قطعان “المها العربي” وعودة طيور “الحبارى” إلى الطبيعة، مما يبرهن على شمولية النموذج الإماراتي الذي يتجاوز الإنفاذ القانوني إلى الرعاية الشاملة.
الإمارات تقود العمل الدولي المشترك في مجال إنفاذ القانون البيئي
اختتمت وزيرة التغير المناخي والبيئة بالتأكيد على الدور القيادي لدولة الإمارات في العمل الدولي المشترك، مستشهدة بنجاح “المبادرة الدولية لإنفاذ القانون من أجل المناخ” (I2LEC) التي أطلقتها الدولة بالتعاون مع الإنتربول ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتي أثمرت عمليات ميدانية ناجحة مثل “دِرع الغابة”، التي نُفذت في منطقة وسط إفريقيا، كدليل عملي على كفاءة هذه الشراكة، حيث أسفرت عن اعتقال 58 متورطًا، ومصادرة ما يزيد عن طُنَّين اثنين من العاج غير المشروع.
من الامتثال الوطني إلى القيادة العالمية في إنفاذ القانون البيئي
أوضحت أن هذه النتائج تثبت انتقال دولة الإمارات من مرحلة الامتثال الوطني إلى مرحلة “القيادة الاستباقية لإنفاذ القانون عالميًا”، والإسهام المباشر في تفكيك الجريمة المنظمة في معاقلها، وأن أحد ملامح هذا التحول هو الإسهام في تأهيل الكوادر البشرية لوضع حد للاتجار بالأنواع المهددة بالانقراض، إذ قامت الإمارات على سبيل المثال ومن خلال “المبادرة الدولية لإنفاذ القانون من أجل المناخ”، بتدريب ضباط إنفاذ القانون من أكثر من 123 دولة.
الإمارات ملتزمة بتعزيز الشراكات لحماية الحياة الفطرية عالميًا
جددت الضحاك التزام وجاهزية دولة الإمارات لمشاركة حلولها التقنية المتطورة وتعزيز شراكاتها الإستراتيجية، وضمان أن تترجم التزامات “سايتس” إلى أثر مستدام يحمي الحياة الفطرية في كل أنحاء العالم.
المصدر: “وام”
هذا المقال لا ينتمي لأي تصنيف.
