القمة السعودية الأمريكية تعزز القيادة الخليجية في المنطقة

القمة السعودية الأمريكية تعزز القيادة الخليجية في المنطقة

مقالات

12

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

القمة السعودية – الأمريكية تعزز الدور الخليجي بقيادة المنطقة

23 نوفمبر 2025, 03:02 ص

على الرغم من أن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي، ليس رئيس دولة، إلا أن الرئيس ترامب حرص على منح المملكة مكانة خاصة بزيارات دولية مميزة، مما يعكس عمق العلاقة التي تطورت خلال ولايته، لا سيما في فترته الثانية مقارنةً بالأولى، وقد أُعلن عن ترقية الشراكة العسكرية والأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية إلى مستوى حليف رئيسي غير عضو في حلف الناتو، لتصبح السعودية الدولة الرابعة خليجياً بعد البحرين والكويت وقطر، والثامنة عربياً والعشرون دولياً، حيث تحظى بامتيازات عسكرية وأمنية، رغم أنها ليست معاهدات ملزمة، وهذا ما أكدته لطلابي، بأن منح هذا التصنيف للسعودية والإمارات هو موضوع وقت.

نجاح القمة السعودية – الأمريكية يتجاوز مجالات الاستراتيجية والاقتصاد، ليشمل أيضاً السياسة وصفقات عسكرية تتعلق بمقاتلات F-35 لمواجهة القلق الإسرائيلي من تقليص التفوق التقني، حيث تخضع الصفقة لمصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يتمتع فيه حزب ترامب بالأغلبية اللازمة لتسريع الأمور.

أما فيما يخص العلاقات الاقتصادية، فقد أعلنت السعودية عن نيتها الاستثمار في مجالات الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية، مما يعكس الانتقال من علاقة تقليدية تعتمد على النفط مقابل الأمن إلى شراكة تجارية استثمارية جديدة.

كما تم تناول قضايا إقليمية هامة خلال القمة، من بينها الوضع في غزة وملف الدولة الفلسطينية، حيث أكد الأمير محمد بن سلمان على ضرورة تحقيق السلام مع إسرائيل، لكن بشروط واضحة تتعلق بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما لاقى دعماً من محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، الذي شكر المملكة على موقفها الثابت.

بالإضافة إلى ذلك، لم تقتصر القمة على تعزيز العلاقات الثنائية، بل شملت احتفاليات فاخرة بمشاركة رجال الأعمال والشخصيات البارزة مثل إيلون ماسك وكريستيانو رونالدو، مما يعكس رغبة قوية في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين.

أكد الرئيس ترامب خلال منتدى الاستثمار الأمريكي – السعودي على ترقية العلاقات العسكرية والأمنية إلى مستوى جديد، كما تناقش الطرفان في قضايا مثل حرب السودان، حيث أبدى ترامب استعداده للتدخل لوقف العنف هناك.

تواصلت الرسائل السياسية خلال القمة، مع اهتمام إيران باستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مما يؤكد على رغبة السعودية في لعب دور وساطة لإيجاد حلول للصراعات في المنطقة.

واستعرّ الإعلام الأمريكي بالتساؤل حول مكانة السعودية في القضايا الإقليمية، حيث تبدو الآن لاعباً أساسياً لا يمكن تجاهله في أي مفاوضات أو حلول تتعلق بالشرق الأوسط.

بناءً على هذه الإنجازات، يبدو جلياً أن السعودية أصبحت لاعباً رئيسياً في المنطقة، حيث تؤثر على قرارات الرئيس ترامب، وتعمل على تحقيق مصالحها ومصالح حلفائها في الخليج، ومساعيها لتحقيق رؤية 2030.

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية