قام المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بزيارة إلى المقر الرئيسي لمجموعة «أكسيونا» الإسبانية في مدينة مدريد، يرافقه قيادات الوزارة ومسؤولو الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث كانت الزيارة تلبية لدعوة قدمتها المجموعة، التي تعتبر من الكيانات العالمية الرائدة والمتخصصة في تقديم حلول البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة، مما يسهم في قيادة التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون عالمياً، وذلك في إطار التوجه الوطني لتعزيز الشراكات الدولية الداعمة لخطط الدولة التنموية.
دعم شركات القطاع الخاص
تأتي هذه الزيارة في سياق حرص وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية على دعم شركات القطاع الخاص المهتمة بالمشاركة في تنفيذ مشروعات الوزارة المتعلقة بالإسكان ومرافق مياه الشرب والصرف الصحي والتشغيل والصيانة، وفقاً لوثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تنسجم الزيارة مع التوجه العام للدولة المصرية لتوطين الصناعة وتشجيع التصنيع المحلي للمهمات الكهروميكانيكية، مما يعزز قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء في القطاعات الحيوية، ويكرس استقلال القرار الوطني من خلال امتلاك أدوات إنتاج استراتيجية تدعم competitiveness وتفتح أسواق جديدة للتصدير داخل القارة الإفريقية ومنطقة الخليج العربي.
لقاءات مثمرة مع أكسيونا
استقبل مجلس إدارة مجموعة «أكسيونا» الإسبانية وزير الإسكان والوفد المرافق له، حيث أكدوا على توجه الشركة لتعميق العلاقات مع الشركاء المصريين، واستعدادهم لنقل التكنولوجيا واستكمال مسيرة التوسع في تنفيذ المشروعات، خاصة في مجالات معالجة الصرف الصحي وتحلية مياه البحر باستخدام أحدث وسائل الطاقة المتجددة، لدعم الأهداف المصرية الرامية لبناء بنية تحتية متطورة ومستدامة تعزز مكانة مصر الإقليمية في هذا المجال.
استكشاف خبرات المجموعة الإسبانية
أشار وزير الإسكان إلى أن زيارته للمجموعة الإسبانية تهدف إلى الاطلاع على خبراتها، ومناقشة الخطط الحالية والمستقبلية لأنشطة المجموعة في مصر، بالإضافة إلى إنجازاتها المتميزة في تنفيذ العديد من المشروعات الناجحة من خلال الجهات التابعة لقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي بوزارة الإسكان، حيث أكد أن هذا التعاون يأتي في إطار رؤية الدولة التي تسعى إلى تطوير قطاع المرافق وفق أعلى المعايير العالمية، وتحديث نظم الإدارة والتشغيل لتحقيق كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، ودعم توجه مصر نحو اقتصاد أكثر استدامة يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
التوسع في مجال تحلية المياه
كما شدد الوزير على أهمية التوسع في التعاون المشترك في مجال تحلية مياه البحر، مشيراً إلى الخطة الاستراتيجية للتحلية حتى عام 2050، التي تُعد جزءاً من رؤية وطنية شاملة لضمان الأمن المائي وتحقيق إدارة رشيدة للموارد المائية، مما يعكس حرص الدولة على حماية حقوق الأجيال القادمة وتحصين اقتصادها من التقلبات العالمية.
مشروعات أكسيونا في الشرق الأوسط
جدير بالذكر أن مجموعة «أكسيونا» تقوم حالياً بالعديد من المشروعات في الشرق الأوسط، ومن أبرزها مشروع إنشاء محطة تحلية «كازابلانكا» بطاقة 840 ألف متر مكعب/يوم بالمملكة المغربية، وتشغيل وصيانة محطة «الطويلة» بطاقة 900 ألف متر مكعب/يوم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تعزيز الحوكمة في القطاع
أشار المهندس شريف الشربيني إلى ضرورة السعي المستمر لتعزيز الحوكمة بقطاع مرافق مياه الشرب والصرف الصحي، من خلال التعاون في تطوير مركز للرقابة والتحكم المركزي لربط جميع المحطات بأحدث أنظمة التحكم والمراقبة، كما شدد على أهمية تأهيل الكوادر الفنية وتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا الحديثة في إدارة المرافق، مؤكداً أن بناء القدرات البشرية يمثل أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تنفيذ رؤيتها الشاملة للتنمية المستدامة.
مجموعة أكسيونا وتاريخها
يُذكر أن مجموعة «أكسيونا» تأسست عام 1916 وتمت إعادة هيكلتها عام 1997، وتتواجد في أكثر من 40 دولة حول العالم، حيث يرتكز نشاطها على مجالات رئيسية تشمل الطاقة المتجددة من خلال تطوير وإدارة مشروعات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والبنية التحتية من خلال توفير حلول شاملة للمنشآت المدنية، إضافة إلى تحلية مياه البحر ومعالجة الصرف الصحي وإدارة المرافق والخدمات اللوجستية.
سابقة أعمال أكسيونا في مصر
تمتلك المجموعة سابقة أعمال ضخمة في مصر وحول العالم، لاسيما في قطاعات المياه والطاقة والبنية التحتية، ومن أبرزها توسعة محطة الجبل الأصفر لرفع طاقتها إلى 2.5 مليون متر مكعب/يوم، بالإضافة إلى تشغيل وصيانة المرحلة الأولى والثانية لمحطة معالجة الجبل الأصفر، وتشغيل وصيانة محطة مياه شرب القاهرة الجديدة بطاقة 500 ألف متر مكعب/يوم، إلى جانب العديد من مشروعات الطاقة والبنية التحتية وتحلية مياه البحر في مختلف الدول، في إطار تعاون يسهم في دعم استراتيجية الدولة لبناء بنية تحتية قوية ومستدامة تعزز دور مصر الريادي في المنطقة.
