لقاح واعد يقي من فيروس خطير ينقله القراد

لقاح واعد يقي من فيروس خطير ينقله القراد

الأحد 23 نوفمبر 2025 02:30 مساءً

في إنجاز علمي بارز، أعلن فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا عن تطوير لقاح جديد وواعد لمكافحة فيروس حمى القرم الكونغو النزفية (CCHF)، الذي يُصنّف كأحد أخطر الأمراض المعدية عالميًا، وينتقل بشكل أساسي عبر لدغات القراد.

فيروس حمى القرم الكونغو النزفية: تحدٍ عالمي

وفقًا لتقرير موقع “Medical Xpress”، ينتشر هذا الفيروس الخطير عبر القراد والماشية، مسببًا أعراضًا شديدة تشمل الحمى المفاجئة، فشل الأعضاء، والنزيف الداخلي، وقد تصل نسبة الوفيات بين المصابين إلى 40%، لقد تم الإبلاغ عن تفشي المرض في مناطق واسعة من أفريقيا، آسيا، أوروبا الشرقية، والشرق الأوسط، وعلى الرغم من عقود من البحث العلمي، لا يزال العالم يفتقر إلى لقاحات أو علاجات معتمدة لمواجهته.

دراسة اللقاح الجديد ونتائجها المبشرة

في دراسة رائدة نُشرت في مجلة “npj Vaccines”، أُجريت أبحاث على الفئران، حيث قام فريق بحثي بقيادة عالم الطب الحيوي سكوت بيغان من جامعة كاليفورنيا بتطوير لقاح يعتمد على نسخة غير مُعدية من فيروس حمى القرم الكونغو النزفية، هذا اللقاح أظهر قدرة على توفير حماية سريعة ومناعة طويلة الأمد ضد الفيروس.

لقد كشفت الأبحاث السابقة للفريق أن هذا اللقاح التجريبي يتمتع بفعالية استثنائية، حيث يوفر حماية للحيوانات في غضون ثلاثة أيام فقط بعد تلقي جرعة واحدة، وهي سرعة غير مسبوقة في عالم اللقاحات، وتؤكد الدراسة الحديثة أن هذه الحماية تمتد لتكون طويلة الأمد.

قام الباحثون بتقييم مدة استمرار الاستجابة المناعية لدى الفئران بعد إعطاء جرعة واحدة أو جرعتين، حيث أظهرت النتائج أن الأجسام المضادة ظلت موجودة وقابلة للكشف لمدة تصل إلى 18 شهرًا، وهو ما يعادل عدة سنوات لدى البشر، وعلى الرغم من أن مستويات الأجسام المضادة كانت متقاربة بين مجموعتي الجرعة الواحدة والجرعتين لمدة تسعة أشهر تقريبًا، إلا أن الفئران التي تلقت جرعة معززة طورت أجسامًا مضادة أكثر قوة واستقرارًا، مما أدى إلى حماية أفضل وأطول أمدًا.

آلية عمل اللقاح: نهج مبتكر

وفقًا للباحثين، تكمن خصوصية هذا اللقاح في الجزء المستهدف من فيروس حمى القرم الكونغو النزفية، فبينما تُدرّب غالبية اللقاحات الجهاز المناعي على التعرف على البروتينات السطحية للفيروس، يركز هذا اللقاح المبتكر على البروتينات الداخلية، وتحديدًا مكون يُعرف بـ”بروتين N” الذي يكون عادةً مخفيًا داخل الفيروس، والذي يعد مفتاحًا رئيسيًا للمناعة الوقائية.

تُفسّر هذه الاستراتيجية غير التقليدية السرعة الملحوظة في فعالية اللقاح، كما تعزز النتائج الجديدة حول الحماية طويلة الأمد الآمال المتزايدة لتوفير لقاح فعال ضد فيروس CCHF، ويبدو أن جرعة واحدة قد تكون كافية لتوفير حماية فعالة، بينما تساهم الجرعة المعززة في تعزيز استقرار المناعة لفترة أطول، مما يعد عاملًا حاسمًا في المناطق الموبوءة حيث قد يواجه السكان صعوبة في الوصول إلى جرعات متابعة من التطعيمات.

المصدر : اخبار اليوم السابع

أخبار متعلقة :