خبراء وأكاديميون في ندوة بكلية الدعوة بالقاهرة: حماية الشباب من مخاطر الإنترنت واجب

مصراوي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

06:50 م الأربعاء 15 مايو 2024

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور أحمد عبد الحافظ، نائب رئيس جهاز الاتصالات، إن الانترنت أداة لا غنى عنها وبخاصة أن تحولت حياتنا إلى جزء من هذه الشبكة بما أضفته من سهولة ويسر على الكثير من جوانب الحياة في مجالاتها المتعددة.

وأوضح خلال ندوة كلية الدعوة الإسلامية «الإنترنت العميق والمخاطر الإلكترونية: المشكلات والحلول»، أن هذا العالم يختبئ في طياته مخاطر كبيرة، وبخاصة في خدماته المقدمة للشباب، الذي ينجذبون إلى هذا العالم المليء بالمحفزات بالنسبة لهم، وتتنامي هذه المخاطر كلما انغمس الشباب في العالم الافتراضي بما يضفيه من محفزات كبيرة، وقد يستدرجهم إلى محتوى ضار أو سلبي، ورغم أن كثير من هذه المخاطر موجود في عالمنا الواقعي إلا أن العالم الافتراضي يعزز من فرص تناميها بشكل كبير وبخاصة بين الشباب، مما يستوجب علينا دون تأجيل التصدي لهذه المخاطر، ومواصلة التوعية بكافة الطرق وفي كافة الميادين.

من جانبه بين الدكتور فياض عبد المنعم، وزير المالية الأسبق، أن الاستخدام غير الآمن للإنترنت يؤدي إلى انتشار الجرائم المتنوعة والمختلفة، وكما يستخدم في الحروب الفكرية التي تقوم بها جماعات تهدف إلى النيل من العقل العربي والإسلامي من أجل القضاء على هويته، أو من قبل فئات تحاول نشر قيم لا تناسب قيمنا المنضبطة التي تميز أمتنا العربية والإسلامية، وعلى المجتمعات العربية والإسلامية أن تتعاون فيما بينها لوضع ضوابط تناسب هويتها وثقافتها، تمنع تسلل الأخطار إليها من خلال وسيلة أصبحت الآن الأكثر استخدمًا.

وفي ذات السياق أكد الدكتور عطية مصطفى وكيل كلية تربية جامعة الأزهر، أنه يجب أن نبني المنظومة التربوية والتوعوية في مجتمعاتنا بما يساهم في رفع وعي الشباب وتعزيز قدراتهم على اتخاذ القرارات السليمة، كما يجب ان نعمل بأسلوب استباقي فنقطع الطريق أمام التحديات مما يساهم في التغلب عليها، وأن تكون منظومتنا التربوية متكاملة من خلال العمل على غرس القيم وتنمية العقل، بما يساهم في بناء شخصية الشباب بصورة متكاملة، وأن تتضافر الجهود من حكومة ومؤسسات وأسر في بناء منظومة تربوية مواجهة لمخاطر العالم الرقمي، وقادرة على ضبط مسار الشباب في هذا العالم، وتكون بمثابة البوصلة التي يهتدي بها.

وقال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر إن التطورات المتسارعة التي يشهدها مجال التكنولوجيا، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يدعم العالم الافتراضي، ينذر بخطر كبير يواجه عقول شبابنا، وحتى لا نتركهم فريسة لما يقدمه لهم هذا العالم من أفكار غير صحيحة، تزداد الحاجة إلى معايير أخلاقية تناسب هويتنا العربية والإسلامية وتنظم استخدام هذه التكنولوجيا، وتكون هذه المعايير ضمن معايير الاستخدام الآمن في مجتمعاتنا.

وأوضح صديق خلال ندوة كلية الدعوة الإسلامية «الإنترنت العميق والمخاطر الإلكترونية: المشكلات والحلول»، أن ما يواجهه العالم العربي من تحديات كبيرة كان نتيجة لعدم فرض معايير أو قيود على كل ما هو قادم من خارجه عن طريق الإنترنت، مما جعل مجتمعاته عرضة لهذه الأخطار، وهو ما يستوجب علينا إعادة تقيم المسار، حول كيفية الاستخدام الآمن والأمثل للعالم الافتراضي.

من جانبه أكد الدكتور حسن الصغير رئيس أكاديمة الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والدعاة، أهمية رصد سلبيات المجتمع بكل دقة، وتحليل الأسباب التي أدت إلى ظهورها، لوضع حلول عملية وتوعوية لها، للحد من تفاقمها وانتشارها، لأن الكشف المبكر عن السلبيات يسهم في عملية الإصلاح التي هي فريضة مجتمعية، كما يساهم في صنع بيئة آمنة تساعد على نهضة المجتمع وازدهاره وتحقق سعادة الأفراد، إذ المجتمعات الآمنة هي المجتمعات التي تعرف نقاط ضعفها وتقويها، من أجل تحقيق نهضة وتقدم.

وأضاف الصغير، أن التوعية المجتمعية تقع على عاتق كافة أفراد المجتمع كل حسب موقعه وإمكانياته، مرورًا بالأسرة، ووصولًا إلى المؤسسات الذي يقع على عاتقها الدور الأكبر، نظرًا لقدرتها على الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وامتلاكها الإمكانات التي تمكنها من تنفيذ برامج توعوية فعالية، والأزهر الشريف كمؤسسة لعب دورًا مهما في نشر الوعي من خلال أنشطته المجتمعية الموجهة لكل شرائح المجتمع، بالإضافة إلى دوره في إعداد الدعاة الذين يمثلون الحصن الفكري للعقل الجمعي العربي والإسلامي في العالم، ولا زال مستمر في هذا من خلال علمائه وهيئاته المختلفة.

وفي ختام الندوة أوضح الدكتور عادل فهمي، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أنه في ظل التطورات المتسارعة للتطور الرقمي باتت الحرب السيبرانية ميدانا مفتوحا لشتى أنواع الفكر وسلاحا من أسلحته الحديثة التي تستهدف الهوية والتاريخ والتراث، وامتدت هذه المعارك إلى العالم الافتراضي، حيث باتت الأفكار والآراء عرضة للتشكيك والنشوية، وحماية هويتنا في ظل هذه التحديات مسؤولية مشتركة بين الجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق