على الرغم من اقتراب الموسم التعليمي على نهايته، فإن “الاحتقان” عاد ليستقر ضمن مسار دراسة طلبة الأقسام التحضيرية للمدارس العليا بالمغرب؛ وهو ما تجسد في إعلان “الاتحاد الوطني لممثلي الأقسام التحضيرية للمدارس العليا بالمغرب” عن “إضراب وطني في مجموع مراكز الأقسام التحضيرية بالمغرب لمدة أسبوع (ابتداء من أمس الثلاثاء 14 إلى غاية السبت 18 ماي الجاري)، “احتجاجًا” على ما وصفوه بـ”اللامبالاة التي أبدتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومسؤولون بخصوص مطالبهم المشروعة الخاصة بتنظيم المباراة الوطنية الموحدة”.

وأكد بيان صادر عن “الاتحاد الوطني لممثلي طلبة الأقسام التحضيرية “BDE-CPGE”، تلقت جريدة هسبريس نسخة منه، أنه “بالرغم من محاولاتنا العديدة للدخول في حوار بناء مع المسؤولين (الجهات المسؤولة عن تنظيم المباراة الوطنية الموحدة للأقسام التحضيرية)، فإن طلباتنا لم تلق أي رد؛ مما يدل على عدم مراعاة صارخة لهذه الفئة من الطلبة المقبلة على مباراة حاسمة في مسارها الدراسي”.

ويأتي هذا الإضراب، الذي عرقل سير الدراسة في عدد من المراكز، حسب مصدر قيادي من الطلبة تحدث للجريدة، “بعد مراسلة وُجهت بتاريخ 9 ماي 2024 إلى وزارة التعليم العالي؛ غيْر أنها لم تُقابل بأي رد، من غير الاحتفاظ بها وختْمِها لدى مكتب الضبط بمقر الوزارة في التاريخ نفسه”، ما استدعى قرار خوض الإضراب “من أجل لفت الانتباه لمطالبنا قبل فوات الأوان”، حسب المتحدث ذاته.

وكان بلاغ إخباري، اطلعت عليه هسبريس، قد حاول شرح دواعي هذه الخطوة التصعيدية، مفيدا أنه “بعد إصدار لوائح المترشحين لاجتياز المباراة الوطنية الموحدة (CNC)، لُوحظ ارتفاع مهم في عدد المترشحين، لا سيما الذين يجتازون هذا الاستحقاق للمرة الثانية (الطلبة المُكررون (5/2)، وفي غياب تام لأي شكل من أشكال التفرقة (bonification) بينهم وبين الطلبة الذين سيجتازون المباراة ذاتها لأول مرة (الطلبة المعروفون باسم 3/2)”.

“باعتبار الوضعية الحالية”، فإنه، حسب الأرقام الصادرة عن الوزارة الوصية والواردة في بلاغ الطلبة، سيجتاز “المباراة الوطنية الموحدة CNC” لهذه السنة الدراسية عن “شعبة رياضيات وفيزياء” ما مجموعه 3325 مترشحا ومترشحة، في حين عدد المقاعد المقدمة لا يتجاوز 2483 مقعدا؛ أي بفارق 842 مقعدا. أما عن “شعبة فيزياء وعلوم صناعية (PSI) فيصل إلى 1087 مترشحا ومترشحة بينما عدد المقاعد لا يتجاوز 976 مقعدا؛ أي بفارق 111 مقعدا”.

أما بخصوص “شعبة تكنولوجيا وعلوم صناعية (TSI)”، يلفت الطلبة إلى أنه “من المقرر أن يجتاز المباراة الوطنية الموحدة 797 مترشحا ومترشحة، في حين لا يتجاوز عدد المقاعد المخصصة لمدارس عليا للهندسة 662 أي بفارق 135 مقعدا”، خالصين إلى أنه “كمجموع سيُعلن عن عدم قبول أزيد من 1088 مترشحا ومترشحة من بين جميع الشعب”.

وحسب مصدر طلابي من المكتب الوطني، فإن مطلب “عقد اجتماع مع مسؤولي وزارة التعليم العالي يهم “مناقشة النقاط المتعلقة بـ”تخصيص شكل من أشكال التفضيل لضمان تكافؤ الفرص بين طلبة (2/3) و(5/2)”، مع “وضع لائحة انتظار لضمان الاستغلال الفعلي لجميع المقاعد”.

“نود أن نذكر بأن مطالبنا تتعلق بأسئلة حاسمة بالنسبة لتطورنا الأكاديمي؛ مثل إعادة النظر في قائمة الانتظار في CNC، وفتح فرص الوصول إلى تخصصات وشُعب العلوم والاقتصاد في مدارس الهندسة العليا بالنسبة لتخصص ECS، مع “تكييف اختبار الرياضيات لفائدة طلبة شعبة ECT”، أورد الطلبة المحتجون لافتين إلى أنه “لا يمكننا أن نظل سلبيين في مواجهة عدم اكتراث صانعي القرار بحقوقنا وتطلعاتنا”.

وبعد أن “طمأنهم” بأن “اختيار هذا الأسبوع للإضراب لم يكن تعسفيًا ولا اعتباطيا، مؤكدين أن هذا الأسبوع لن يكون له أي تأثير على المسار الأكاديمي للطلبة أو استعداداتهم للامتحانات”، دعا البلاغ جميع الطلبة، “خاصة المسجلين منهم بالسنة الأولى للأقسام التحضيرية، إلى التعبئة هذا الملف المطلبي المهم؛ ليكونوا على أتم الاستعداد للدفاع عنه لضمان حقوقهم أولا وأخيرا”، معتبرا أنه “يُمكننا إسماع صوتنا وتحقيق التغييرات اللازمة لضمان معاملة عادلة ومنصفة لجميع طلاب الأقسام التحضيرية لولوج مدارس الهندسة”.