تشهد أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا أعمالًا توسعية جديدة، مع إعلان الشركة المطورة إضافة مرحلة ثالثة إلى المشروع؛ ما من شأنه أن يجعله أحد أكبر المشروعات من نوعه في العالم.

وسينتُج عن تلك التوسعة المُخطط لها رفع السعة الإنتاجية الإجمالية لبطارية إرارينغ (Eraring battery) إلى 700 ميغاواط /ساعة و2800 ميغاواط /ساعة، وهي السعة المقترحة في الأصل عندما خرجت فكرة المشروع للمرة الأولى إلى حيز الوجود.

وستساعد توسعة قدرات أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا على تأمين إمدادات الكهرباء في ولاية نيو ساوث ويلز الحاضنة لها، والتي تشهد تخارجًا ممنهجًا لمحطات توليد الكهرباء بالفحم من الشبكة.

ووفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، من المقرر غلق محطات الكهرباء العاملة بالفحم في نيو ساوث ويلز خلال الـ20 عامًا المقبلة، في إطار أهداف أستراليا لتحقيق الحياد الكربوني.

مرحلة ثالثة

أضافت أوريجن إنرجي (Origin Energy) مرحلةً ثالثةً من مشروع بطارية إرارينغ لتخزين الكهرباء العملاق؛ ما يضمن تحويل الموقع الخاص بأكبر محطة كهرباء عاملة بالفحم في أستراليا إلى إحدى أكبر بطاريات تخزين الكهرباء في العالم، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (RenewEconomy).

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، أعلنت الشركة أن التوسعة الجديدة للمشروع ستضيف سعة تخزين قدرها 700 ميغاواط/ساعة؛ ما يحوّل المرحلة الأولى من مشروع بطارية إرارينغ من بطارية يصل عُمْر شحنتها الواحدة إلى ساعتين، وبسعة 460 ميغاواط، و 1070 ميغاواط/ساعة إلى بطارية عمرها 4 ساعات وبسعة 460 ميغاواط و 1770 ميغاواط/ساعة.

وتساعد تلك التوسعة كذلك على أن يصبح المشروع أكثر ملاءمةً لسدّ الطلب على الكهرباء في نيو ساوثويلز خلال أوقات الذروة المسائية.

ومن المقرر أن يكتمل المشروع بحلول نهاية العام المقبل (2025)، في حين تقرَّر دخول المرحلة الثانية المُعلَنة سابقًا، والبالغة سعتها 240 ميغاواط و1030 ميغاواط/ساعة، حيز التشغيل في عام 2027.

وستجعل التوسعة المُعلَنة بطارية إرارينغ هي الأكبر من نوعها في أستراليا والعالم، متجاوزةً بطارية نيوين كولي (Neoen Collie) التي ما تزال قيد الإنشاء، والبالغة سعتها 560 ميغاواط و 2240 ميغاواط/ساعة، على الرغم من أن هناك مشروعات أخرى مماثلة قيد التخطيط تزيد في الحجم 5 مرات على مشروع إرارينغ.

تعزيز الشبكة

قال رئيس قطاع إمدادات الطاقة في أوريجن إنرجي غريغ جارفيس، إن البطارية ستعزز أهمية إرارينغ بالنسبة للشبكة لعقود مقبلة، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف جارفيس: "نطاق المشروع ضخم، وموقعه الذي تزيد مساحته على 17 هكتارًا يعادل منطقة مساحتها 25 ملعب كرة قدم".

*(الهكتار= وحدة مساحة تعادل 10 آلاف متر مربع).

وتابع: "ما إن يكتمل مشروع أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا، فإنه سيحوي ألفي حاوية بطارية فردية وخطوط ربط كهربائي تمتد بنحو 180 كيلومترًا".

وواصل: "عند تشغيلها لمرة واحدة يوميًا، سترسل بطارية إرارينغ، البالغة سعتها 2800 ميغاواط/ساعة، كمية كهرباء كافية لتزويد ما يزيد على 150 ألف منزل في ولاية نيو ساوث ويلز بالطاقة سنويًا؛ ما يساعد على الاستغلال الأمثل للكهرباء المولّدة من محطات الشمس والرياح".

وقال متحدث باسم أوريجن إنرجي، إن توسيع مشروع بطارية تخزين كهرباء قائم كان أكثر منطقية وجدوى، لأنه يتيح تحقيق وفورات الحجم، ويسهم في تجنّب أيّ انقطاعات محتملة في المستقبل لتمديد مدة التخزين في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن ذلك سيتضمن إضافة 560 حاوية بطارية أخرى بمجرد التشغيل، وفق تصريحات أدلى بها إلى موقع رينيو إيكونومي.

ويشير مصطلح وفورات الحجم أو اقتصاد الحجم إلى مزايا التكلفة التي تحصل عليها الشركات بفضل حجم عملها.

مشروع مثير للجدل

صاحبَ تطور مشروع بطارية إرارينغ جدل كبير، وهو ما يُعزى إلى القرار الذي اتخذته حكومة ولاية نيو ساوث ويلز بتقديم الدعم المالي لعمليات محطة الكهرباء القديمة العاملة بالفحم حتى عام 2027، بتكلفة تصل إلى 450 مليون دولار.

وفي عام 2022 كشفت أوريجين النقاب عن "الإغلاق المبكر" المخطط له لمحطة إرارينغ سعة 2.88 غيغاواط، في أواخر عام 2025.

لكن فشل الشركة في الاستثمار في بناء أيّ سعة جديدة، والافتقار إلى الاستثمار الكافي في أماكن أخرى من الشبكة، أجبر حكومة الولاية على تجنُّب ارتفاع الأسعار قبل الانتخابات المقبلة في الولاية.

ومنذ إبرام اتفاقية التمويل المذكورة، سرّعت أوريجين إنرجي وتيرة إنفاقها على مشروعات طاقة الشمس وبطاريات تخزين الكهرباء، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

مشروع آخر

إلى جانب مشروع أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا، التزمت الشركة ببناء بطارية كبيرة أخرى سعتها 300 ميغاواط و650 ميغاواط/ساعة، بجوار محطة الكهرباء العاملة بالغاز مورتليك (Mortlake) في ولاية فيكتوريا.

كما اشترت أوريجين مشروع رياح يانكو دلتا البالغة سعته 1.4 غيغاواط في جنوب غرب ولاية نيو ساوث ويلز، وتخطو خطوات واسعة في تنفيذ مشروعات طاقة شمس ورياح أخرى.

يُشار إلى أن بطاريات إرارينغ تورَّد بوساطة شركة وارتسيلا (Wärtsilä) الفنلندية، بينما تتولى شركة إنيرفن (Enerven) توفير خدمات التصميم والبناء، بما يتّسق مع بقية المشروع.

ووفق شركة أوريجين إنرجي، من المقرر غلق محطة كهرباء إرارينغ العاملة بالفحم التي يبلغ عمرها 40 عامًا في أغسطس/آب (2027)، في إطار اتفاقية مُبرَمة مع حكومة نيو ساوث ويلز، على الرغم من أن تاريخ إغلاقها الرسمي قد أُرجئ إلى أوائل عام 2029.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.إنرجي أوريجن تضيف مرحلةً ثالثةً إلى مشروع بطارية إرارينغ من رينيو إيكونومي