الصحف تحذر «أبل» من خططها لحظر الإعلانات

المغرب 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ft.svg

ت + ت - الحجم الطبيعي

وجّهت مجموعات صحافية تحذيراً لشركة «أبل»، من أن اتجاهها لاستخدام ما يطلق عليه أداة «محو الويب» لحظر الإعلانات يعرّض الاستقرار المالي للصحافة للخطر.

تتأهب «أبل» إلى تضمين خاصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي للخصوصية في متصفح «سافاري» في التحديث الأخير لنظام تشغيل «آي أو إس 18»، الذي سيزيل الإعلانات أو المحتوى غير المرغوب فيه عن المواقع الإلكترونية، وذلك وفقاً لبعض التقارير.

وفي خطاب تلقته رئيسة الشؤون الحكومية لدى «أبل» في المملكة المتحدة، اتحاد لإعلام في البلاد والذي يمثل 900 صحيفة وطنية وإقليمية ومحلية، الضوء على أوجه القلق بشأن التأثير المُحتمل لهذه الخطوة على الإيرادات الرقمية للصناعة.

وأفاد الخطاب، الذي اطلعت عليه «فايننشال تايمز»، بأن الصحافة الاحترافية تتطلب تمويلاً، «وأن الإعلان عنصر رئيس لتدفق الإيرادات للكثير من الناشرين». وتُعد «ذا تايمز» و«ذا غارديان» و«ذا ديلي تليغراف» من بين أعضاء اتحاد الإعلام الإخباري البريطاني.

وقال الاتحاد إن المنصات على الإنترنت، مثل متصفحات الشبكات الاجتماعية، تعد نوافذ يمكن من خلالها للجمهور الوصول إلى الصحافة، وهي أيضاً أداة للناشرين «للاستفادة من محتواهم في السوق الرقمية».

وأسفرت احتمالات حظر الإعلانات على شبكة الإنترنت عن قلق بالغ في صفوف الناشرين الذين يواجهون بالفعل ضغوطاً على الإيرادات، بالنظر إلى تحركات منفصلة من جانب مجموعات تكنولوجية تسببت في تضييق الخناق على حركة تصفح الأخبار والتباطؤ الأوسع نطاقاً للإنفاق في الكثير من نواحي السوق. من جهتها، رفضت «أبل» التعليق.

ذكر خطاب اتحاد الإعلام أن «منع الإعلانات وسيلة فجة، تثبّط قدرة صانعي المحتوى على تمويل أعمالهم على نحو مُستدام، وقد تؤدي إلى تفويت المستهلكين لمعلومات مهمة كانت لتكون مفيدة للغاية لهم».

ولفت الخطاب إلى أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإزالة أو تغيير محتوى المقالات بصورة انتقائية من شأنه إثارة تساؤلات جادة حول المُساءلة التحريرية. ودعا الخطاب إلى عقد اجتماع بين الناشرين وشركة «أبل» لمناقشة التداعيات المُحتملة لأداة محو الويب.

تضررت المجموعات الإعلامية في الأعوام الماضية، على إثر تسبب مجموعات تكنولوجية كبيرة يعتمدون عليها في إيصال الأخبار والمحتوى الذي صنعوه في جعل جني الربح عملية أكثر صعوبة بدرجة كبيرة.

وجاءت محاولات «أبل» لأن تكون حامياً لخصوصية عملائها في الأعوام الأخيرة على حساب مجموعة واسعة من الأعمال التي تعتمد على البيانات لاستهداف الإعلانات، وتراوحت من «ميتا» إلى الصحف المحلية.

وأصدرت «أبل» تحديثاً لنظام التشغيل في 2021، تضمّن ميزة باسم شفافية تتبع التطبيقات، ومنعت التطبيقات والمعلنين من جمع بيانات مستخدمي هواتف «آيفون» دون الحصول على موافقة صريحة منهم.

ورفضت غالبية المستخدمين منح هذه الموافقة، وشددت «أبل» من إجراءاتها لحماية الخصوصية خفي التحديثات الأخيرة لنظام تشغيل «آي أو إس»، بما في ذلك فرض مزيد من القيود على أخذ بصمات الأجهزة وتتبع البريد الإلكتروني.

من جهتها، هددت «غوغل» بأن تحذو حذو «أبل» بحظر ملفات تعريف ارتباط «كوكيز» الطرف الثالث التي يستخدمها المعلنون لاستهداف الجمهور، وهي الخطوة التي أرجأت اتخاذها وسط مخاوف تنظيمية.

وقررت «ميتا» خلال العام الماضي التقليل من الأخبار على «فيسبوك»، بما في ذلك إلغاء «أخبار فيسبوك» و«المقالات الفورية» في أوروبا، مما ضيّق الخناق على الزيارات التي تحظى بها المجموعات الإعلامية. كما وضعت الشركة حداً لبرنامج تمويل للصحافة المحلية في المملكة المتحدة.

أدّت هذه التحركات إلى انخفاض الإيرادات الرقمية للعديد من المجموعات الإخبارية. ويشعر الكثير من المسؤولين التنفيذيين في الشركات الإعلامية بالغضب، بالنظر إلى استغلال منصات التواصل الاجتماعي لمحتوى إخباري مجاني لكي تزيد من عدد جماهيرها.

Email
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق