عادةً ما يُنظَر إلى خفض انبعاثات الكربون في الصين بقدر عالٍ من الاهتمام البيئي على المستوى الدولي بالنظر إلى تعدادها السكاني، وكونها من أكبر مستهلكي الوقود الأحفوري في العالم.
وتخطّط الصين لخفض الانبعاثات الكربونية من القطاعات المتسببة تدريجيًا، في إطار إستراتيجيتها المعلنة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، متأخرة 10 سنوات عن الدول الغربية.
ورغم التقدم الملحوظ في أهداف خفض انبعاثات الكربون في الصين خلال السنوات الـ3 الماضية، فإنها قد تخفق في الوصول لأهداف عام 2025، بحسب تقرير تحليلي حديث شمل استطلاع آراء مجموعة من الخبراء المتخصصين.
وتوقع التقرير -الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه- أن تظل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين ثابتة لعام 2024 بأكمله، أو ترتفع بنسبة طفيفة مقارنة بعام 2023.
وارتفعت انبعاثات الكربون في الصين إلى 12.6 مليار طن في عام 2023، بزيادة 565 مليون طن عن عام 2022، وهي أكبر زيادة على الإطلاق على مستوى العالم.
وجاءت هذه الزيادة مدعومة بمعدلات نمو الاقتصاد الصيني المستمرة منذ انقضاء جائحة كورونا، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
أبرز تطورات انبعاثات الكربون في الصين
تتأثر انبعاثات الكربون في الصين بمعدلات نشر الطاقة المتجددة واستهلاك الوقود الأحفوري، خاصة في قطاع توليد الكهرباء الذي ما يزال يصدر انبعاثات كبيرة نتيجة اعتماده على الفحم.
ويشهد توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح معدلات نمو متسارعة منذ بداية العام، كما واصلت مبيعات السيارات الكهربائية نموها، لتتجاوز حصتها 50% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في الصين لمدة 3 أشهر متتالية هذا العام.
ورغم نمو تقنيات الطاقة النظيفة بمعدلات أسرع من مسارات انتقال الطاقة المتوافقة مع اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، فإن ارتفاع استهلاك الطاقة المستمر قلّل من أثر ذلك.
وينمو استهلاك الطاقة والكهرباء أسرع من مسارات الانتقال المتوافقة مع اتفاقية باريس للمناخ، على الرغم من التقدم الذي أحرزته الصين في خفض انبعاثات صناعة الصلب والنقل في عام 2023.
وتحكّمت الصين في استثمارات محطات التوليد الجديدة العاملة بالوقود الأحفوري، كما قيّدت استثمارات صناعة الصلب القائمة على الفحم في عام 2023.
ورغم ذلك، فقد تسارع استهلاك الفحم في قطاع الكهرباء والمواد الكيميائية في عام 2024 مقارنة بعام 2023، كما ما يزال إجمالي استهلاك الطاقة في الصناعة والمباني خارج المسار؛ ما أثّر في توقعات الخبراء لعام 2025.
توقعات الخبراء للانبعاثات في الصين
على مدى السنوات الـ3 الماضية تحوّلت آراء الخبراء بصورة مطردة نحو التفاؤل بشأن التقدم المحرز على مستوى خفض الانبعاثات في الصين مدعومة بطفرة النمو الهائلة لمصادر الطاقة النظيفة على مستوى البلاد.
ويتوقع 52% من الخبراء المستطلع آراؤهم أن يبلغ استهلاك الفحم في الصين ذروته بحلول عام 2025، في حين يقول 20% فقط إن الذروة ستحدث لاحقًا.
ويُعوّل على مسألة ذروة استهلاك الفحم في الصين لقياس مدى التحول في الانبعاثات المحلية بالنظر إلى حصته التي تتجاوز 60% في مزيج توليد الكهرباء.
وفي عام 2022، توقّع 69% من الخبراء أن تبلغ انبعاثات الكربون في الصين ذروتها بأكثر من 15% فوق مستواها في عام 2020، وبحلول عام 2024 ارتفعت هذه النسبة إلى 44%.
وزادت نسبة الخبراء الذين يعتقدون أن انبعاثات الصين قد بلغت ذروتها بالفعل، أو ستبلغ ذروتها بحلول عام 2025، إذ ارتفعت من 15% في عام 2022 إلى 44% عام 2024.
كما زادت نسبة من يعتقدون أن استهلاك الفحم في الصين بلغ ذروته بالفعل من 15% في عام 2023 إلى 36% في عام 2024؛ ما جعل التوقعات بشأن ذروة انبعاثات قطاعات الكهرباء والصناعة والنقل أكثر تفاؤلًا من ذي قبل.
ورغم أن أغلب الخبراء يعتقدون أن الوضع الاقتصادي الحالي في الصين سيؤدي إلى تسريع التحول في مجال الطاقة، فإن نسبة الخبراء الذين يعتقدون أن هذا الوضع سيُبطئ التقدم زادت من 34% عام 2023 إلى 43% عام 2024.
ملخص:
- تحسّن تخفيضات انبعاثات الكربون في الصين خلال السنوات الـ3 الماضية.
- تسارع نمو مصادر الطاقة المتجددة أحد أسباب انخفاض الانبعاثات.
- الفحم ما زال يشكّل 60% أو أكثر من مزيج الكهرباء في الصين.
- ذروة استهلاك الفحم في الصين قد تحدث في 2025 أو بعده.
- الخلاف حول تأثير الوضع الاقتصادي في تسريع أو إبطاء تحول الطاقة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- توقعات انبعاثات الكربون في الصين من مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف
- بيانات الانبعاثات في الصين خلال 2023 من وكالة الطاقة الدولية
0 تعليق