مسرحية “فوضى” لمخرِجتها المبدعة مريم الزعيمي لم تكن مجرد تجربة مسرحية تقليدية، بل كانت رحلة مشحونة بالتوتر والتشابك النفسي، استطاعت خلالها أن تدمج الجمهور في الحالة العامة للعرض، وكأن كل واحد منا كان يعيش فوضاه الخاصة.
الاندماج مع الفوضى
منذ اللحظة الأولى شعرت أنني لست فقط متفرجًا بل جزءًا من العرض ذاته. كنت أنتظر اتصالاً هاتفياً من ابني طه ليطمئنني على حالة جدته التي كانت بالأمس في حالة حرجة جدًا. نُقلت إلى المصحة وأُدخلت قسم الإنعاش، وكنت طيلة العرض في حالة من الترقب والقلق، أتابع الأحداث على الخشبة وأنا محاصر بفوضاي الشخصية، وكأن المسرحية تتحدث عني، عن صراعي الداخلي وارتباكي العاطفي.
العنوان: انعكاس للواقع
اختيار عنوان “فوضى” بدا لي أكثر من مجرد وصف للحالة الدرامية داخل العرض، بل هو حالة عامة تعيشها الشخصيات والجمهور معًا. إنه تجسيد للصراعات اليومية التي نواجهها، سواء في العلاقات، أو في النفس، أو حتى في واقعنا الاجتماعي.
الفوضى المسرحية: نظام داخل الارتباك
جاء العرض بحرفية عالية على مستوى جميع مكوناته: النص، السينوغرافيا، الإضاءة، الإيقاع، والتشخيص. الفضاء المسرحي كان مميزًا بسماعات معلقة بخيوط، وكأنها ترمز إلى الأصوات الداخلية التي تُثقل عقولنا. هذه السماعات لم تكن مجرد ديكور بل وُظفت بذكاء، مما جعلها جزءًا من الحوار البصري والرمزي للمسرحية.
الإيقاع كان مذهلاً؛ كل شيء يتحرك بانسجام تام: الموسيقى، الأجساد، التحولات النفسية، وحتى الفوضى كانت منظمة بطريقة مدهشة. شخصيات العرض، الزوجان أمين وذكرى وأشرف وسارة، تعيش كل منها في فضاء مستقل، لكنها تتشابك في لحظات حاسمة لتكشف عن قضايا إنسانية عميقة: العنف، الخيانة، الطمع، التضحيات، والصراع الطبقي.
الدمج بين الفن والواقع
ما يميز هذا العرض هو قدرته على نقل الفوضى من الخشبة إلى الجمهور، لدرجة أنني شعرت أن فوضاي الخاصة، المتمثلة في انتظاري القلق لاتصال ابني، كانت جزءًا من العرض نفسه. مريم الزعيمي لم تقدم مجرد قصة مكتوبة أو أحداث مرتبة، بل زرعت داخلنا شعورًا أننا جميعًا في دوامة متشابكة، وكل واحد منا يحمل “فوضاه” الخاصة.
التشخيص: أداء استثنائي
أبدع فريق التمثيل في تقمص أدوارهم الصعبة والمركبة. أمين ناسور، الذي اعتدنا عليه كمخرج بارع، أدهشنا بقدرته التمثيلية المذهلة، إذ أضفى على شخصيته كاريزما قوية وصوتًا بدا وكأنه وُلد مع الشخصية نفسها. أما مريم الزعيمي، في أول تجربة إخراجية لها، فقد أثبتت أنها ليست فقط ممثلة موهوبة، بل مخرجة ذكية استطاعت التنسيق بين كل عناصر العرض بشكل متناغم.
الختام: أسئلة بلا إجابات
رغم نجاح العرض، جاءت النهاية كعنصر أثار النقاش. تدخل الزعيمي بصوتها الخارجي لتلخيص العرض وتقديم نصائح للجمهور كان أقل انسجامًا مع طبيعة المسرحية. كنت أفضل أن تُختتم المسرحية بطرح أسئلة بلا إجابات، تترك الجمهور في حالة من التفكير والتأمل بدلًا من توجيههم.
خلاصة التجربة
فوضى ليست مجرد مسرحية، بل تجربة متكاملة نهلت من تجارب أوروبية وأمريكية لاتينية دون أن تسقط في التقليد الأعمى. استطاعت مريم الزعيمي أن تقدم عرضًا ممتعًا ومؤثرًا في آن واحد، حيث دمجت الجمهور مع الفوضى المسرحية بشكل ذكي ومبتكر.
أما أنا، فقد غادرت العرض وأنا أشعر أنني كنت جزءًا من “الفوضى”، بين القلق على حالة جدة الأولاد من امهم وبين التفاعل مع العرض، أدركت أن المسرح ليس فقط مرآة للواقع، بل جزء من تفاصيله. “فوضى” ليست مجرد عنوان، بل حالة وجودية نحياها جميعًا
قال مدرب فريق الجيش الملكي للسيدات، محمد أمين عليوة، أمس الثلاثاء، إن الفريق آمن بقدرته على تحقيق الفوز ضد فريق "مسار" المصري في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات، مشيرا إلى أن النهائي ضد تي بي مازيمبي سيكون مختلفا عن مواجهات دور المجموعات.
وأبرز عليوة، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة التي فاز فيها الفريق العسكري على "مسار"، بهدفين مقابل واحد، بملعب العبدي بالجديدة، أن لاعبات الجيش عرفن كيفية تدبير الضغط خلال المواجهة رغم تلقي هدف في اللحظات الأخيرة من المواجهة.
واعتبر أن تجربة اللاعبات لها دور كبير في مثل هذه المباريات، منوها بحارسة الفريق العسكري خديجة الرميشي المتألقة منذ بداية البطولة والتي تصدت لضربة جزاء خلال هذه المباراة.
وفي ما يتعلق بالمباراة النهائية ضد تي بي مازيمبي، أكد أمين عليوة أن فريق الجيش الملكي سيحافظ على نفس الحالة المعنوية وسيلعب من أجل رفع العلم الوطني والحفاظ على كأس البطولة في المغرب وتلبية تطلعات الجمهور المغربي.
من جهتها، عبرت خديجة الرميشي، التي اختيرت أفضل لاعبة في المباراة، عن فرحتها وسعادتها ببلوغ المباراة النهائية في المغرب، مشيرة إلى أن جائزة أفضل لاعبة هي تتويج لعمل الفريق.
من جانبه، قال مدرب فريق مسار، أحمد رمضان، إنه راض عن أداء فريقه، الذي يكتشف البطولة لأول مرة، مضيفا أن لاعبات "مسار" خضن المباراة ضد فريق قوي ومتمرس وله حافز كبير للوصول إلى المباراة النهائية.
وأشار إلى أنه غير متأسف على عدم الوصول إلى المباراة النهائية، لأن بلوغ الفريق دور نصف النهائي يعد إنجازا في حد ذاته، لافتا إلى أن اللاعبات يملكن فرصة الفوز في مباراة الترتيب من أجل الظفر بالمركز الثالث.
0 تعليق