انطلاق فعاليات ورشة عمل "تعزيز قدرات النساء المشاركات في الشأن العام" ببيروت

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

افتتحت منظمة المرأة العربية صباح أمس الإثنين، فعاليات ورشة عمل "تعزيز قدرات النساء المشاركات في الشأن العام"، والتي تستمر فعاليتها على مدار ثلاثة أيام في العاصمة اللبنانية بيروت، وتعقدها المنظمة في إطار الشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وعضوة المجلس الأعلى للمنظمة عن الجمهورية اللبنانية أن الرؤية التي انطلقت منها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وشركائها في رسم الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان للأعوام 2022-2030، هي أن النساء في لبنان يقمن "بأدوار قيادية في المجالات كافة، وهن يتساوين مع الرجال في الحقوق والواجبات، في دولة يسودها حكم القانون وتصان فيها حقوق الإنسان". وأكدت التطلع إلى إحقاق المساواة بين النساء والرجال، وإلى قيام النساء بأدوار قيادية.

وأضافت أن العمل في الشأن العام يتطلب أولا قدرة على القيام بعمل جماعي، يتعاون في إطاره فريق عمل لتحقيق نتيجة تندرج ضمن المصلحة العامة، وأن من شروط نجاح أي عمل من هذا النوع، هو وجود اقتناع مشترك بين القيمين عليه ومنفذيه والمستفيدين منه، حول الجدوى من القيام به والفائدة من إتمامه، وينتج هذا الاقتناع عن حسن التواصل بين المقررين والمنفذين والمستفيدين. مشيدة باهتمام ورشة العمل بتعزيز مهارات التواصل والخطابة لدى النساء المشاركات.

ودعت  القائمات والقائيمين على القرار في الشأن العام، أن يتذكروا دائما أن الحكم الرشيد لا يستقيم إن لم يكن منصفًا بالنسبة إلى كافة المواطنات والمواطنين، وأن حُسن توزيع الموارد والخدمات يتطلب التنبه إلى تلبية حاجات يمكن أن تكون خاصة بالنساء دون الرجال، وأن تطبيق مبدأ المساواة بين الجنسين يستدعي العمل على إدماج قضايا المرأة في الاعتبار عند وضع الموازنات في الإدارات العامة.

أما وفاء الضيقة، رئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة، فقد توجهت بالشكر والتقدير الى المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية الدكتورة فاديا كيوان على قرارها إقامة هذه الفعالية في لبنان، في هذه الظروف الصعبة وفي خضم المعاناة التي تعيشها شعوب المنطقة.

كما ثمنت  جهود الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بشخص رئيستها السيدة كلودين عون، وفريق العمل على تعاونهم الدائم والمثمر مع المنظمة.

وأكدت  أن ورشة العمل تعد فرصة لتبادل الخبرات وتطوير المعرفة في موضوع مشاركة النساء في الشأن العام، لافتة إلى أن مشاركة النساء في الشأن العام ليست مجرد قضية نسوية، بل شرطا أساسيًا لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الاجتماعي. وحتى في الأزمات والحروب، عُوِّل كثيراً على مشاركة النساء في بناء المجتمعات وفي صنع السلام والاستقرار.

وأشارت إلى أن مستقبل مشاركة النساء في الشأن العام متوقف إلى حد كبير على المرأة وثقتها بنفسها وبقدراتها، وعلى حماسها لاكتساب المعرفة والمهارة، وتمكينها للتصدي لمحاولات تهميش دورها وحصره في الحيز الخاص. ومرتبط برفضها للعنف الممارس ضدها، وتصديها لمحاولات سلب المكتسبات التي نالتها نتيجة نضالها الطويل،  وفي قدرتها وثباتها في مواجهة القيود الثقافية – المجتمعية التي فُرضت حولها، ومحاولات الترهيب الممارسة من قبل النخب والقوى السياسية والعائلية والحزبية.

كما أكدت  أن "مسؤوليتنا في الشأن العام تكمن في تقديم نموذج ناجح وأداء يترك آثارًا إيجابية للنهوض بمجتمعاتنا، مسؤوليتنا أن نعمل معاً وعلى مسارات مختلفة لنشر الوعي بمبادي دولة المواطنة ، فالعمل في الشأن العام هو أرقى تعبير عن المواطنة وفي صلب مبادئ الدولة الوطنية الحديثة".

ودعت  إلى العمل معًا بروح الشراكة والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة وبناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة، رافعة شعار (معا نكون أقوى، سوياً نكون أفعل).

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت   الدكتورة فاديا كيوان، المديرة العامة للمنظمة، أن المنظمة ارتأت عقد هذه الفعالية في لبنان مع سيدات قياديات عربيات، للتعبير عن التضامن مع لبنان ومع الشعب اللبناني الشجاع والصادق والوفي لكل قضايا أشقائه العرب. مؤكدة أنه المنظمة تشد على يد هذا الشعب الصبور والأبيّ والحالم بالحرية والكرامة.

كما وجهت  الشكر للهيئة الوطنية اللبنانية على تعاونها الدائم مع المنظمة ودعمها لأنشطتها وخاصة التزام السيدة رئيسة الهيئة الوطنية بدعم وتطوير العمل العربي المشترك الخاص بدعم قضايا المرأة في العالم العربي والسعي لتعزيز قدرات النساء، كل النساء من أجل ضمان مشاركتهن الناجحة في كل الميادين.

كما وجهت الشكر للوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ على تعاونها مع المنظمة لتنفيذ برنامج خاص بالتمكين السياسي والتمكين الاقتصادي للنساء في الدول العربية في إطار تحقيق التنمية المستدامة للدول العربية موضحة أنه تعاون قائم على تبادل الخبرات والتشاور والتعاضد والدعم المتبادل مع الاحترام الكامل لخصوصية مسارات الدول العربية وسيادتها.

وفيما يتعلق بموضوع الدورة حول تعزيز مشاركة النساء في الشأن العام أكدت د كيوان 

 ضرورة العمل على أكثر من جبهة لما يشمل تنزيه  النصوص والتشريعات، واعتماد سياسات عامة صديقة للمرأة، وتعزيز قدرات النساء ومهاراتهن، وتطوير الذهنيات والسلوكيات الاجتماعية إزاء صورة المرأة ومكانتها وكرامتها وحريتها.

كما أوضحت أن العمل في المجال العام يشكل تحد كما يشكل في الوقت نفسه فرصة استثنائية لتعزيز مكانة المرأة ودورها. لأنه ميدان للعمل في خدمة الخير العام وليس فقط المصالح...وهنا يكمن نبله فالسعي  إليه لا يكون من أجل الذات بل من أجل  حماية الانسان  وحماية الأرض والموارد والسهر على المستقب

وأشارت المديرة العامة إلى أن المنظمة تسعى بالتعاون مع برنامج WoMENA لدى الوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، للمساهمة الفعلية في خلق كتلة حرجة نسائية في المجالين الاقتصادي والسياسي في الدول العربية، أي مجموعات وازنة يكون لها نفوذها وأثرها المباشر في رسم توجهات بلدانها.

وختمت  كلمتها بالتعبير عن مشاعر التضامن الكامل مع أهلنا الصامدين في جنوب لبنان، وكذلك في قطاع غزة وحتى في الضفة الغربية، أمام العنف الأعمى والممنهج الساعي إلى قتل أكبر عدد، وإلى تدمير البيوت والمنشآت وإلى حرق الأرض. وإذ نشد بخاصة على أيدي النساء في هذه المناطق لأنهن جسر الصمود في هذه الحرب الجهنمية التي يشنها العدو الإسرائيلي، ما زلنا ننتظر انطلاق مبادرات أممية شجاعة لوضع حد لهذه المأساة والتي عمرها بات يزيد عن 75 عاماً".

وقد شهدت الجلسة الافتتاحية تسليم درع الفوز في مسابقة "إعلاميون/إعلاميات قادة الرأي العام" إلى الإعلامي اللبناني القدير الدكتور سامي كليب.

وكان سيادته قد فاز بهذه المسابقة التي أطلقتها المنظمة في وقت سابق لتكريم الإعلاميين والاعلاميات العربيات أصحاب الرسالة الإعلامية المتميزة في خدمة قضايا المرأة.

وألقى الدكتور سامي كليب بهذه المناسبة كلمة أعرب فيها عن اعتزازه العميق بالجائزة، كما وجه كل التحية للنساء في فلسطين ولبنان لافتًا إلى حقيقة مؤلمة وهي أنه في الفترة منذ افتتاح الدورة منذ الصباح تكون 10 نساء قد استشهدن في فلسطين ويكون بيت قد دمر في جنوب لبنان، وأكد أنه بدون حق النساء في الحياة، وفي الحياة الكريمة بصفة خاصة، لا يمكن أن نتحدث عن أي حقوق إنسانية. كما وجه سيادته التحية لروح الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وحث على ضرورة تعزيز نسبة تمثيل المرأة اللبنانية في البرلمان معتبرا ان النسبة الراهنة (5%) لا تناظر دور ومكانة المراة اللبنانية.

كذلك لفت  إلى أهمية مثل هذه الدورات التدريبية في مساعدة المرأة على تقديم نفسها بطريقة أفضل بما يقتع الاعلاميين -الذي اعتبر أن قسم كبير منهم ما زال ذكوريا - أن يتقبلوا وجود النساء وألا يتعاملوا معهم على الشاشات باستخفاف. وأكد على أهمية تأنيث اللغة العربية في لغة الإعلام.

وأضاف أن زيادة الوعي المجتمعي يعزز وجود النساء في المراكز القيادية وشدد على أهمية التضامن النسائي لتكون المرأة مناصرة للمرأة. وفي ختام كلمته وجه كل الشكر لمنظمة المرأة العربية على تكريمه بجائزة (إعلاميون قادة الرأي العام لعام 2023).

وتُناقش جلسات عمل الورشة، التي تستمر في الفترة 13 -15 مايو2024 عدداً من المحاور ذات الصلة بتعزيز مهارات النساء للمشاركة الفاعلة في الشأن العام ، يتضمن ذلك: قواعد الشفافية والحماية من الفساد في المجال العام وتطبيقها، ومهارات الخطابة والتواصل في المجال العام، وقواعد وأصول عمليات الشراء العام، بالإضافة إلى الموازنات المستجيبة لاحتياجات المرأة، وإدماج قضايا المرأة في الموازنات العامة،

وتُشارك في الورشة 29 مرشحة من 11 دولة من الدول العربية الأعضاء بالمنظمة هم (لبنان- الأردن- فلسطين - عمان- العراق- اليمن- مصر - السودان – ليبيا – المغرب - موريتانيا).

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق