من أمن العقاب أساء الأدب

القاهرة 24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هَذَا رَأْيِى

الثلاثاء 14/مايو/2024 - 08:31 م 5/14/2024 8:31:58 PM

ما يقوم به مجرم الحرب نتنياهو وحكومته من إبادة وتهجير لأهل غزة غير مبالين بأى نتيجة تترتب على إجرامهم ينطبق عليه مقولة «من أمن العقاب أساء الأدب»، فعندما يغيب أو يُغيب الردع والمحاسبة على الجُرم يتيح لمرتكب الجُرم التمادى فى الإقدام على ارتكاب فعلته مطمئناً أن أحداً لن يحاسبة أو يردعه، لذا تحل الفوضى فى المجتمع ويتصرف المخالف على هواه، فلا قانون يوقفه ولا رادع يردعه أو يحاسبه فيتمادى أكثر وأكثر فى ارتكاب فعله وإجرامه.

مجرمو الحرب فى الكيان المحتل يضمنون حماية أمريكا لهم بل دعمهم ومساندتهم ومدهم بأدوات القتل وأسلحة التدمير والوقوف فى المحافل الدولية رافعين أيديهم بـ«الفيتو» لرفض أى قرار إدانة لمجرمى الحرب فى إسرائيل أو وقف إطلاق النار بعد أكثر من سبعة أشهر من القتل والتدمير.. وصل الحال لتهديد قضاة محكمة الجنايات الدولية من قبَل مسئولين أمريكيين رغم ما على المحكمة وعلى مدعيها العام من علامات استفهام بسبب تلكئها فى إصدار قرارات بملاحقة مجرمى الحرب فى إسرائيل على ما يرتكبونه من مجازر وإبادة لشعب فلسطين، لهو خير بيان على موقف أمريكا الحقيقى بعيداً عن بعض التصريحات التى يلهوننا بها للتضليل ولاستمرار حرب الإبادة وزعزعة الاستقرار فى المنطقة.. ليس لهم عهد ولا وعد فهم قتلوا أنبياءهم ونقضوا عهودهم ومواثيقهم مع الله جل شأنه، ومع الأنبياء على مدى تاريخهم، ونقضوا عهدهم مع الرسول عليه الصلاة والسلام (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم فى كل مرة وهم لا يتقون)» الأنفال» أى لا يخافون الانتقام، ولذلك فإن نقضهم لأى عهد آخر ليس متوقعاً فقط، بل إنه مؤكد وبدهى.

قيام سفير إسرائيل فى الأمم المتحدة بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة ومن على منصتها بل فرمه فى مفرمة كانت بحوزته أمام دول العالم وأثناء التصويت على منح دولة فلسطين عضوية كاملة فى مجلس الأمن دون ردع أو عقاب دليل على أن ممثل دولة الاحتلال يضمن عدم مسألته أو ردعه من أحد.

الموقف الأمريكى الذى يقف بالمرصاد لأى تحرك لوقف حرب الابادة بحاجة إلى وجود ردع فموقف الدول العربية والإسلامية والأفريقية ودول عدم الانحياز الذى لم يتجاوز حد المناشدات -إلا ما ندر- أصبح بحاجة إلى استخدام لغة أخرى تشكل رادعا لإجبار أمريكا على تغيير مواقفها وتصرفاتها حيال الأزمة وحل الدولتين..أمريكا وإسرائيل بحاجة إلى ردع، صحيح أن لكل منهما ردع خاص به لتغيير مواقفه والكف عن إجرامه وعربدته.. أمريكا شريكا وليست وسيطا، وإسرائيل لا تؤمن بأى تفاوض أو تفاهم فما تفهمه إسرائيل هو لغة القوة والردع تعليق الأمل على غير ذلك تضييع للوقت وللجهد مع مجرمين لا يعرفون سوى التصدى بالقوة لإجرامهم وعربدتهم فى المنطقة..إسرائيل لا تؤمن ولا تريد السلام فهذه عقيدتهم وهذا سلوك يمنيهم المتطرف والذى يفوز فى الانتخابات ومن يدعى غير ذلك فهو واهم يخدع نفسه ويضلل من حوله..معاملة أمريكا على أساس أنها وسيط فى حل النزاع وإنهاء الصراع وهم كبير وخديعة كبرى.. حان الوقت لتغيير سياسة التعامل مع أمريكا باعتبارها شريكاً لا وسيطاً فى حرب الإبادة الجماعية لشعب فلسطين وتغذية الصراع فى المنطقة..هذا هو وقت الجد الذى لا لبس فيه لنصرة الحق فلا تضيعوه.

[email protected]

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق